أجمع أهل السنة أن الكفر هو جحود المعلوم من الدين بالضرورة، وأن المخالفة مع الإقرار بالحكم صاحبها مسلم، وقصة الخلق الأول تحكي أن كفر إبليس كان جحودا: (أبى واستكبر وكان من الكافرين) أما آدم عليه السلام فكان مُقِرًّا بالتحريم، ( قالا ربنا ظلمْنا أنفسنا فاغفر لنا)، وعلى هذا طريق أهل السنة في الكفر والإيمان وفي أهل الكبائر، خلافا للخوارج المكفِّرين بالذنوب، فمن كَفَّر تارك الصلاة تكاسلا بمجرد الترك، ولم يُكَفِّر ببقية الكبائر، فقد وافق الخوارج في الجزئي وفارقهم في الكُلِّي، ووافق أهل السنة في الكلي بعدم التكفير بالذنوب وفارقهم في الجزئي وهو التكفير بمجرد الترك تكاسلا وقبل الاستتابة.