نظر أسفل قدميك ثم انظر إلى الضفة الأخرى (جماعة الفُرْقة وفُرْقة الجماعة)

أولا: انظر أسفل قدميك:

إذا كفَّر الغلاة المسلمين بالذنوب خلافا للإجماع كالتكفير بالعمل دون الجحود في مسائل الحاكمية والولاء والبراء والبرلمان والصلاة والزكاة وغيرها، ومَن نجا من الكفر لم ينج من البدعة، فقد  فرق المسلمين في البيت الواحد إلى كفار ومسلمين، ومهتدين وضالين، وقد بلغ الغلو في التكفير والتبديع مرحلة الهرم والتكلس واستنفاذ كل الممكنات، وهنا انظر أسفل قدميك.

ثانيا: انظر إلى الضفة الأخرى:

1-الفكر اللاديني والبديل الموهوم:

 وعلى أنقاض الغلو الذي  فرق أهل السنة كفارا ومسلمين جاء الفكرُ الدنيوي بالعقد الاجتماعي، والمواطنة الجامعة، ودولة القانون والمساواة، وحماية المستهلك، ولبِست الدنيوية لَبوس المصلح الكاذب والبديل المناسب للفرقة الدينية المغالية في التكفير والتبديع، وجعَل الفكرُ اللاديني نفسَه حلا يبحث عن مشكلة، ووجد ضالته في الغلو الذي فرَّق الأمة، وهنا انظر إلى الضفة الأخرى.

2-عصمة الأُمة لا عصمة الأَئمة:

بالرغم من انعقاد اجماع أهل السنة والجماعة على عدم التكفير بالذنوب، وأن الجحود هو مناط التكفير إلا أننا نرى على الضفة الأخرى مَن يستحدِث نظرية ولاية الفقيه لجمع الأقلية الشيعية في العالم حول راية حكم واحدة، مع أن ذلك مخالف لاعتقاد الشيعة أصلا بانتظار الإمام المزعوم في السرداب، فكيف يناقض الشيعة مذهبهم فيصنعون من الفرقة جماعة ، في وقت صنع الغلاة فرقة من الجماعة  بالتكفير بالحاكمية والولاء والبراء ومحدَثات التكفير بعبادة القبور وإلى غير ذلك من التكفير بالذنوب وهي تناقض الإجماع السني، وأدت إلى تقسيم أهل البيت  الواحد إلى كفار ومسلمين، وهنا انظر إلى الضفة الأخرى أيضا.

ثالثا: الغلو المتكَلِّس والدنيوية المتبخِّرة (فَذَعْلَمِية):

فإذا علمتَ ما تحت قدميك وما في الضفة الأخرى وجدتَ أن الانحراف عن إجماعات أهل السنة والجماعة بالتكفير بالذنوب كان أشد ضررا على أهل السنة والجماعة في تفريقهم شيعا من مخططات سايكس بيكو، وأن الانحلال من الشريعة هو حل وهمي يبحث عن مشكلة حقيقية فرضها الغلاة والغزو الاستعماري، وإن من من علامات البدعة الفرقة، ومن علامات السنة الجماعة، التي تجمعها الأقوال الدينية الممثلة في إجماعات الشريعة،  التي أصبحت الآن مطلبا مُلِحًّا صالحا وبديلا عن الغلو المتكلس والدنيوية المتبخرة .

الطريق إلى السنة إجباري

الكسر في الأصول لا ينجبر

عبد ربه وأسير ذنبه

أ.د وليد مصطفى شاويش

عَمان المحروسة

   22-جمادى الآخرة  -1442

   6- 2 -2021

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to top