لا شك أن نعمة إرسال الأنبياء هي من نعم الله الكثيرة على الخلق، ولكن البشر أكثر شعورا بنعمة الله كنعمة الإيجاد والإمداد بأسباب الحياة والرزق، لأنها مدرَكَة بالحس، أما نعمة النبوة وما جاءت به من الشريعة في عللها ومقاصدها، فهي معانٍ لا تدركها الحواس، بل تدركها القلوب، فالناس أقل إدراكا لها، لذلك لا تعلم نعمة النبوة على وجهها اللائق بها إلا بدراسة عميقة في دلالات الكتاب والسنة في مصالح العباد ودرء المفاسد عنهم مما لا يمكن أن يدركوه إلا بالنبوة.