ما فائدة المشاركة والتمريرات لمشاهدات لا يستطيع المسلم احتمالها، وهو يرى كتابه العزيز يحرَق ويمزق، مع العجز عن الرد إلا بالصراخ والبكاء، ولا يحدِث شيئا على الأرض، أم هو ترويض المسلم على المشهد حتى يتحول المشهد، كغيره من مشاهد المجازر التي أصبحت أمرا معتادا، أين القصائد التي هجا فيها المشركون النبي صلى الله عليه وسلم؟ أم أن جيل السلف كان أكثر وعيا من الناحية الإعلامية، فأمات الباطل حتى لا يُذكر؟ ألم تكن قصة أصحاب الإفك درسا إعلاميا لا ينسى في إبطال تداول الأخبار التي تحبِط المسلم؟ أليس الشرع يتطلع إلى رفع المعنوية للمسلمين في قوله تعالى: (لَّوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنفُسِهِمْ خَيْرًا) أليس ظن الخير بالمسلمين هو الدافع للعمل، وظن السوء بأنفسهم سبب للإحباط والترويض المدروس على الذل والمهانة.