(وإذا مرضت فهو يشفين)

لا فرق بين الحي والميت في كون كل منهما لا قدرة له على التأثير في الخلق والإيجاد، فتفصيل أن للطبيب الحي  قدرة على الشفاء يجب أن يرافقه تفصيل ثان، وهو أن قدرة الطبيب غير مؤثرة مع الله في الشفاء، بل قدرة الطبيب مرتبطة ارتباطا عاديا بحصول الشفاء على غير وجه التأثير والخلق، فالطبيب البارع الحي عاجز عن الخلق ولا يختلف في ذلك عن الغافل الميت، وإذا كانت علاقة الطبيب مع الشفاء على وجه العادة دون تأثير فهذا يعني أنك تؤمن بأن الله خالق الطبيب والدواء والشفاء، وهو معنى: (وإذا مرضت فهو يشفين)، وأن القوانين تسير في الكون على وجه العادة بخلق إلهي مباشر دون أن يستعين -سبحانه بوسائط- وهذا هو تحرير توحيد المؤمنين من تسلُّط الطبيعة.

الكسر في الأصول لا ينجبر

الطريق إلى السنة إجباري

عبد ربه وأسير ذنبه

أ.د وليد مصطفى شاويش

عَمان الرباط

25  -محرم-1444

23-8-2022

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to top