وإن تَعْجَب فَـعَجَب فتواهم

أكتب هذه السطور مع التقدير للعلماء الأجلاء الذين يعيشون همّ أمتهم، ويرعَوْن واجب الإفتاء حق الرعاية، إلا أن هناك نماذج من الفتوى يجب التحذير منها.

في اللحظات الحاسمة وعندما يشتد الأمر بالمسلمين، وبين الحياة والموت، تظهر بعض الفتاوى تستفز مشاعر المسلمين والضحايا، وكأن من يحرك هذه الفتوى وينشرها يعيش في صندوق مقفل لا يرى مشكلات المسلمين من نظرة مشرفة، بل يراها من زاوية اهتمام مذهبي خاص به، ومن الأمثلة على هذه الفتاوى:

1-بينما تهدم مساكن المسلمين على رؤوسهم، وينقل الجريح في سيارة إسعاف، تظهر فتوى تقول بحرمة نقل الجريح نصف المشوي في سيارة الإسعاف، لأن وجوده مع الممرضة هو خلوة محرمة!

2-بينما تقوم دولة الكيان الإسرائيلي بدك بيوت المسلمين، وهدمها على رؤوس سكانها، تظهر فتوى تحرِّم لعْن إسرائيل، لأن إسرائيل هو يعقوب عليه السلام!

3-بينما يغرق المسلمون المهاجرون في بحار الموت، بسبب الحروب والفتن في ديارهم، تظهر فتوى تحرم تسميتهم بالمهاجرين، لأنه لا هجرة بعد الفتح ولكن جهاد ونية، وليت مفـتِـيـَـنا يُكمِل معروفه، ويعلمنا كيف يغسل ويدفن ويصلى على المسلم الذي أكله سمك القرش.

4-يـحرِّم التصوير بينما مَلَّت منه شاشات المشواف (التلفاز)، وكاميرات القنوات الماجنة.

5-يحرم الديمقراطية اللادينية ويعتبرها جريمة، وهو أول من يركب مراكبها المخلَّعة، ثم يعتبرها هي الشورى في الإسلام، لأن الظروف اختلفت -على حدّ زعمه.

6-يطيل الحديث في الولاء والبراء ثم تراه ينزل في قوائم انتخابية مشتركة مع اللادينيين، وفي الوقت نفسه لا يسلم منه من يخالفه الرأي أو الحزب من المسلمين، ومع ذلك يؤمن بالتعددية!.

ملاحظة: لا يجوز بحال من الأحوال اتخاذ هذه الحالة من الفتوى ذريعة للتطاول على منصب الإفتاء الذي هو بيان عن الله تعالى ورسوله.

فتوى تحريم لعن إسرائيل والدعاء عليها في الميزان الفقهي والأصولي

د. وليد مصطفى شاويش

عمان المحروسة

السبت

10/10/2015

10 thoughts on “وإن تَعْجَب فَـعَجَب فتواهم

  1. أكتوبر 10, 2015 - غير معروف

    لأفض فوك ولا كان من يشنوك أيها المرابط على ثغرة من ثغور الاسلام

  2. أكتوبر 10, 2015 - مشعل الضفيري

    زادك الله علما وفهما ونفع بك الاسلام والمسلمين

  3. أكتوبر 10, 2015 - عبدالله

    عندما يتم رمي الافتاءالغير مهم بهذا الشكل فإنك تسلط الضوء على المفتيين بشكل عام مما يجعلك تنفر منهم بشكل عام ايضا واعتقد ان هذا المقال ينقصه التوضيح او بعض الحكمه (مع احترامي لجميع مقالاتك الجميله )
    أرى (راي شخصي ) ان تسليط الضوء على الاعلاميين الفاسدين خير من تسليط الضوء على المفتيين (بالشاذ والنادر! )…….

  4. أكتوبر 10, 2015 - غير معروف

    إسلام معاصر يوافق الحاجات والشهوات لا بد له مثل هذه الفتوات

  5. أكتوبر 10, 2015 - غير معروف

    جرأة الله خيرا والهمك قول الصواب

  6. أكتوبر 10, 2015 - غير معروف

    بارك الله بك وبعلمك يادكتور ونفع بك وبعلمك الامة

  7. أكتوبر 12, 2015 - د. وليد شاويش

    كتبت في المقدمة ما يبين أن هذه حالة شاذة ووجوب احترام الإفتاء

  8. أكتوبر 14, 2015 - غير معروف

    للأسف تصدر للفتوى من لا يملك أدواتها ولا يخاف الله فيما يأتي ويذر

  9. أكتوبر 19, 2015 - غير معروف

    زمن العجائب !!!
    واللي يعيش يشوف . . .

  10. أكتوبر 21, 2015 - د. وليد شاويش

    أخي عبد الله تم توضيح ذلك في مقدمة المقالة، ومع ذلك ذيلت المقالة بشيء من التحذثر من استخدام المقالة استخداما خطأ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to top