عندما ترى انْفِلاتًا دينيا على طرفَيِّ النقيض من الغلو والانحلال ، والتجسيم والتعطيل، والجبر والقَدَر، وغيرِ ذلك فهذه من شطحات النفس البشرية التي أنهكها الهوى، الذي تُرفعُ به مشقة التكليف بالميل لأحد الطرفين، أما الاقتصاد في الاعتقاد والعمل، فهو بين التكفير والإرجاء، والتجسيم والتعطيل، والجبْر والقدر، والخوف والرجاء، والسائر على الشرع أشْبه بمن يخشى السقوط وهو يمشي على حبل التكليف لأنه يخالف هوى النفس حتى الموت، ومَن سار على حبل التكليف في الدنيا لم يسقط عن جسر الصراط في الآخرة، وإنما أهلك الناسَ فرْطُ الرجاء واليأس من رحمة الله، أما إذا وافق الشرعُ الهوى، فهذه قصة أخرى.