ينظر أصحاب الأديان إلى بعضهم نظرة الكراهية الطبيعية للمخالف في الدين، وهذا ما أدى إلى حروب دينية قامت على الكراهية، ةأدت إلى الحداثة التي تجعل الدين محصورا في زاوية الفرد، ولكنها كانت أكثر دموية من الكراهية الدينية، فقد حلَّت المنفعة المقدسة محلَّ الدين في صناعة التوحش، أما في الإسلام فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يقف في طريق النار يذُبُّ الناس عنها بلسانه ويده وسيفه، حتى إذا جَنَّ عليه الليل بسَط قدميه مصليا، ورفع يديه داعيا لهم بالهداية والفوز بالجنة، وقَلْبه يتقطع حزنا على الهالكين إلى النار، فسبحان من جمع في قلبه معرفة الحق والشَّفقة على الـخَلْق (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين).