( أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافًا كَثِيرًا)

ما زِلتُ بصدد الأدلة الشرعية العقلية من الكتاب العزيز، لأبين بطلان الزعم بأن العقل دليل مقابلٌ للكتاب والسنة، وقد بين القرآن الكريم حجية العقل القاطع في نفي الشريك عن ذات الله تعالى وجميع أسمائه وصفاته وأفعاله، ومدار تلك الأدلة العقلية القرآنية التي تمثَّلها الأنبياء مع أقوامهم على نفي اجتماع النقيضين الخالق والمخلوق، والمالك والمملوك إلخ في صفات الله جميعا، ونفيُ اجتماع النقيضين هو أصل أدلة القرآن العقلانية على وحدانية الله تعالى، وأن المكذبين للرسل جحدوا عقولهم التي هي أدلة الله عليهم، وقامت الحجة العقلية عليهم ليدخلوا في حَوْزة الإيمان بالرسالة ثم يأخذوا الدليل النقلي في الحرام الحلال والغيبيات مسلَّما بناء على ثبوت صدق الرسول صلى الله عليه وسلم، وهذا يعني أن الفصل بين الأدلة الشرعية العقلية والنقلية هو هدم أحدهما بهدم الآخر، واختراع كهنوت رجال الدين في الإسلام، والأدلة العقلية دليلها فيها والنقلية في صدق المخْبِر وهو الرسول صلى الله عليه وسلم.

الكسر في الأصول لا يَنْجَبِر

عبد ربه وأسير ذنبه

أ.د وليد مصطفى شاويش

عَمان الرباط

10-شعبان -1444

2-3-2023

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to top