حُرفت الأديان من داخلها وبمتشابهاتها نفسها، وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من قلب الشريعة، وأن ذلك سيكون من داخلها، حيث يرى الناس المنكر معروفا والمعروف منكرا، ثم ينكرون المعروف ويعرفون المنكر، وهذا يعني أن الشريعة الأصل التي نُسجت من خيوط الكتاب والسنة واجتهادات الأئمة، سيخرج منها الرَّبَّة وهي الشريعة البشرية الوهمية، ومن نفس الروايات من الكتاب والسنة التي نسجت منها الشريعة الأصل، أما الشريعة الرَّبَّة فهي من حيث الأحكام إنسانية بسبب فساد النظر بالقفزة البهلوانية في التاريخ إلى الرواية منقطعة السند في الفهم، وإلغاء رتبة الاجتهاد والتقليد، وتعويم أدلة الشريعة للجمهور، وتحويلها إلى وجهة نظر شخصية، إما أن تشذ نحو الغلو أو الانحلال، وهي حالة سريعة من تقلبات التدين وتناقضاته.