إذا كان الجمال في الناظِر فلا عبرةَ بالمَناظِر

الجمال شعور بروعة التناسق بين الصورة وأجزائها، فإذا كانت النفس جميلة ذواقة مطمئنة، فإنها ليست بحاجة إلى تذاكر سفر لتشاهد البحار والوديان والخضرة والماء والوجه الحسن، بل إن النفس قادرة دون سفر على استحضار كل ذلك في القلب وإن لم تشاهده العين، بل النفس هي التي تصنع الجمال فترسم صورة جديدة رائعة مبدعة على غير منوال سابق، أما إذا كانت النفس أجْمَل من الجميل، فإنها ستلهو عن جمال المخلوق وتَنْشغِلُ بالتأمل في عظَمة خالق الجمال، وترحلُ هذه النفس  كل يوم في أقطار الأرض وأجواز الفضاء، وهي لا تقنع بكل هذا إلى أن تَلقَى ربها وتراه في الآخرة، هناك تسكن عن التطواف، وتهدأ عن البحث، فاللقاء له جلال وجمال وهيبة، فَلِمَ الرحيل، وإلى أين؟! (وَأَنَّ إِلَىٰ رَبِّكَ الْمُنتَهَىٰ).

الروح المسافرة

عبد ربه وأسير ذنبه

أ.د وليد مصطفى شاويش

عَمان الرباط

21-رمضان -1444

12-4-2023

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to top