عندما تدعو الحداثة إلى نفي الدين، فالجواب هو قوله تعالى: أن أقيموا الدين، والدين واضح عندما تكون المشكلة مع اللادين لقوة الفرق، ولكن عندما ترفع راية الدين فالواجب قوله تعالى (ولا تتفرقوا فيه)، فيأخذ بعضكم ببعض الدين ويرد به بقية الدين، حيث تُرد أدلة الشريعة بأدلة الشريعة نفسها،فتحصل قوة المشابهة وتتحول إلى صراع ديني داخلي بسبب تعارض الظواهر على المقبلين على الدين، ويأخذ كل فريق بمتشابه يقصف به متشابها آخر ظانا أن هذا الدين، مع أن جوهر الاجتهاد هو الجمع بين الأدلة وهو الواجب على أئمة الاجتهاد، ولكن المشكلة أن من تشابهت عليهم الأدلة ظنوا أن أئمة الاجتهاد خالفوا الدليل، وهذا سبب ظاهرة التنحيت والدعاة الجدد والفتاوى الليبرالية التي لا تعبأ بمحكم ولا إجماع ولا عمل الأمة وأضاعت الشريعة الأصل، وتكتفي بالحصانة الدبلوماسة، فلان عنده دليل، واخترعت الزيف المقدس، حقا ولدت الأمة ربتها، وما أشبه البنت بأمها، ولكن البنت ليست هي الأم، والخطر في قوة المشابهة لا في قوة الفرق.