بعد أن بين الله تعالى في كتابه العزيز أن الصوم بطلوع الصبح إلى الليل، بين للناس أن هذا حد من حدود الله تعالى، ولم ينه عن اقتحامه بالشرب في النهار أثناء الأذان الثاني فحسب، بل نهى عن الاقتراب من الحد الذي حده وهو طلوع الصبح فقال: (تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ) فقربان الحد الذي حده الشارع ظلم، فكيف بمن اقتحم الحد وشرب في النهار، وذلك مثل قوله تعالى (ولا تقربوا الزنا) فنهَى عن مقدماته، فماذا يقول الذين فارقوا جماعة المسمين، وأفسدوا صيام العامة بالشرب أثناء الأذان الثاني في النهار، وغَبَّروا وجه العامة بالمتشابه، بضعيف السند ومحتمل الدلالة، وعارضوا به محكمات الكتاب والسنة، وليتهم اقتربوا من الحد الذي نهى الله عنه، بل اقتحموه بالمتشابه وحملوا وزر العامة على ظهورهم، وبئس ما حملوا.