استمرت السنة من عهد الصحابة والتابعين، واستطاعت المدرسة الحديثية والفقهية أن ترتب فقه الصحابة وأنظارهم في الكتاب والسنة وفق مباحث وأصول وقواعد صالحة لاستمرار السلف إلى عهد الخلف، وتلبية حاجة الحضارة الإسلامية العالمية الجديدة باكتمال تقنين الفقه مع القرن الثامن الهجري، لأن المدرسة الفقهية السنية كانت تنزع إلى الجماعة حيث استبعدت الأقوال المنقطعة والضعيفة، وبعد الغزو التشريعي الاستعماري والتدمير المستمر للمدرسة السنية نشأت حالة من الفراغ المعرفي، صادفت فكرة التجديد الديني التي فارقت الجماعة، وحلَّ فيها المثقف والدعاة الجدد محل الفقهاء، وتحولت المعرفة الدينية من مستقرة إلى مضطربة، مدعومة بالمتشابهات التي يُغبِّر بها الدعاة الجدد وجوه العامة، ويأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف وهم يحسبون أنهما يحسنون صنعا.