1-عندما جادل النمرود، وزعم النمرود أنه يحيي ويميت، فجاء برجل مسجون عفا عنه وآخر فقتله، فهذا من النمرود غاية في الخروج عن موضوع البحث، لأن النمرود يعتقد أنه إذا أوتي سببا للقتل أو الحياة فإنه يظن أنه يخلق المسبَّب، فلما رآى إبراهيم بلادته انتقل من محل البحث إلى دليل أوضح يناسب مستوى التفكير للنمرود، (قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ)
2- ومع مراعاة بَلادة النمرود كان إبراهيم عليه السلام حجة للأصوليين في المناظرة، واستفادوا منه أنه يجوز للمُناظِر أن ينتقل من محل البحث إلى بحث آخر إذا كان في الانتقال مصلحة، وبطلان اعتقاد أن الأسباب تخلُق المسبَّبات، فالقاتل لا يخلق الموت، والطبيب لا يخلق الحياة، إلا على مذهب النمرود السَّلَف الغبي للحداثة، التي تعتقد أن العالم مستَغنٍ بقوانينه عن الإله-سبحانه-، فبِحُجةٍ واحدة خاطب إبراهيم عليه السلام الجميع، النمرود والحداثة، واقتدى به الأصوليون في حجاجه أنه من الأدلة الشرعية العقلية، وصدق مَنْ قال سبحانه: (وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَىٰ قَوْمِهِ).