1-لم تخرج الحداثة في مفهوم الدولة عن اللاهوت الديني والفلسفي القائل إن الله خلق قوانين العالم ثم فوَّض تلك القوانين بتسيير العالم، فالإله -بزعمهم- إجرائي مؤقّت، أما القوانين فهي تنفيذية في كل لحظة، ورئيس الدولة في مفهوم الحداثة كذلك فهو إجرائي: حل برلمان، وانتخابات مبكرة، واعتماد الحكومة إلخ، أما الحكومة فهي تنفيذية تطبق القوانين على مدار الوقت، والرئيس مراقب كالإله فهي مفهومهم.
2-وتُعتبر القدَرية في الإسلام المعاصر عتبة مقدسة لمفهوم الدولة في الحداثة حيث القوة المودعة خلقَها -بزعمهم- الإله الإجرائي في العباد، وهي التي تخلق أفعالهم، فيما يعبرون عنه بقولهم: إذا سأل فلانا فيما يقدر عليه، أو القدرة الحقيقية، أو القوة المودعة التي لها صفة صفة التنفيذ، وقلت دائما: إن الطوائف هي عتبات مقدسة للحداثة، أما أهل السنة فالله خالق كل شيء بلا وسائط، ولم يُفوِّض الخلق للعباد بالقدرة الحقيقية فيهم (يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقًا مِنْ بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلاثٍ)، حقا ولدت الأمة ربتها.