إن نظر الأصولي أشبه بصانع شباك الصيد، فيصنع ما يصلح لصيد البحر والبر والجو، وكل هذه الشباك صحيحة في نفسها بالنسبة للأصولي، ثم يأتي المجتهد في استعمال القواعد الأصولية وهو أشبه بالصائد، فيستعمل كل شبكة استعمالا صحيحا، بحسب كلِّ صيد بعينه، فلا يستعمِل شبكة البحر كالصنارة في صيد البر، مع أن الصِّنارة صحيحة في نفسها، ولكن الخلل حصل في استعمالها في صيد البر من قبل الصائد، وهكذا الخلل الحاصل في استعمال القواعد الأوصولية، وهذا الخطأ يعني استعمال قواعد الأصول قطع غيار يلبَّس بها على العامة، فهي صحيحة من حيث هي قاعدة، لكنها فاسدة باستعمال الشيوخ لها في غير موضعها. (جزء مقالة: قاعدة الفرق بين التأويل صفةً في المجتهد أو صفةً في الدليل)