هذه الأمة تنزع دائما نحو الجماعة ولزومها، فكما أنها تلقت الصحيحن بالقبول، فكذلك تلقت المذاهب الأربعة المتبوعة بالقبول في أنها التفسير العملي للكتاب والسنة ومنهج سلف الأمة، وهذا أصيل فيها، أما الخروج الإعلامي على ما تلقته الأمة بالقبول في السنة العملية، فهو زبد سيذهب جفاء، لأن مشاقة الجماعة حصدت حصادا مرا، إما غلوا أو انحلالا، وشعر المسلمون بالضياع، فلم تعد صلاتهم صلاة، فما بالك ببقية الأركان، فلا يتصور هدم السنة العملية في المذاهب الأربعة مع بقاء السنة المدونة، لأن فساد الفهم في السنة العملية يبتر السنة المدونة ويجعلها جثة هامدة وشجرة بلا ثمرة، ونصبح في حالة عدمية بلا ثمرة للسنة المدونة بسبب إنكار السنة العملية في المذاهب الأربعة، على الذي ارتد على السنة المدونة بالإنكار.