تسعى الحداثة أن تعيد إنتاج نفسها داخل الإسلام بحرية قراءة النص الديني للجميع وأن كل رأي هو معه حق ودليل ويجب احترام جميع الأقوال، وقد حصل ذلك بإلغاء رتبة التقليد وبذل الاجتهاد للجميع، وتحويل الشريعة إلى حكايات مع قوة المشابهة لأقوال المجتهدين، وفك الارتباط بين ألفاظ الشريعة ومعانيها، باستعمال الترجيح مع وهم التعارض في نقض الاجتهاد، ، وعزل العوام للمجتهدين بإن صح الحديث فهو مذهبي، وكلٌّ يؤخذ من قوله ويُرد، وسرد المتشابهات وحشدها، والتشكيك في الإجماعات بالقول من ادعى الإجماع فقد كذب، دون تمييز بين حجية الإجماع وطريق ثبوته، وإعادة النظر في الصحيحين، واختراع الشقاق بين السنة المدونة والسنة العملية في المذاهب المتبوعة، والشقاق بين الدليل في السنة وبين الاستدلال في أقوال المجتهدين، والتشكيك الديكارتي في الصحيحين والمذاهب الفقهية وأقوال الصحابة لأنهم ليسوا معصومين وبذلك تم إحلال العوام محل الإمام، وأسند الأمر إلى غير أهله، ولا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها .