علَّم الله تعالى آدم الأسماء كلها، وجعل اللغة سببا للاستخلاف في الأرض، حيث عجزت الملائكة، وتمكن الإنسان من تلك الأسماء، وهذه اللغة هي عنوان التكليف بالشرع، ومثلما بدأ التكليف بارتباط الأسماء بمسمياتها، فإن فساد اللغة والفصل بين الأسماء ومسمياتها هو إسقاط للتكليف، وقد نبه الشارع على ذلك في الخمر يسمونها بين يدي الساعة بغير أسمائها، وقد بينت الكثير من فك ارتباط ألفاظ الشريعة عن معانيها ومنها معنى كلمة التوحيد: لا إله إلا الله، فلا تشمل توحيد الربوبية توحيد الأسماء والصفات لأن المخلوقات بزعمهم شريكة لله-سبحانه- في حقيقة الحياة والعلم، وهو واحد بالكيف، وهي أن لا معبود بحق إلا الله بمعنى العبادة عند المعتزلة، يعني فُرغت كلمة التوحيد من التوحيد، بسبب فك ارتباط اللفظ عن المعنى، بينما في الخلق الأول قام التكليف على (وعلم آدم الأسماء كلها).