الحرف مبهم في نفسه، ويدل على معنى في غيره، مثل: من عمان، وفي البيت، فحروف الجر لا معنى لها في نفسها، وتؤدي معنى في غيرها، وقد يشتبه الحرف في ذلك بالأسماء اللازمة للإضافة، مثل: فوق، تحت، فيقول قائل: هذه الأسماء أيضا لا تؤدي معنى في نفسها وتؤدي معنى بالإضافة، ويندفع ذلك بجواب: أين فلان فتقول: فوق، ويحسن السكوت، لأن فوق أدت معنى في نفسه وهو الاسمية، ولو قلت: فلان على، لما حسن السكوت، لأن الحرف لا يدل على معنى في نفسه، لأن الواضع جعل الحرف مبهما في نفسه ليتسع المتكلم في استعماله في أداء معنى في أجناس كثيرة، فالابتداءات كثيرة: مكان: من المسجد الأقصى، وزمان: ستا من شوال، والصلاة من التكبير إلى التسليم، فلاحِظ أن مِن الابتدائية كثُر مدخولها ولم يتعارض مع الحرف من، لأن مِن مبهمة، فإبهامها أدى إلى التوسع في استعمالها مع ابتداءات متعددة، فهي ليست مختصة بابتداء معين، ولْيُقَسْ ما لم يُقَل في بقية الحروف والأسماء .