عندما يصبح المصنع معبدا في زمن شعائر السوق

عندما يصبح المصنع معبدا في زمن شعائر السوق

1-عبودية المصنع وشعائرية التجارة:

ليست الرأسمالية نظاما اقتصاديا فحسب، بل هي نظام اقتصادي يعيد تشكيل المجتمع والدين والدولة في خدمة رأس المال، وأن المصنع حل مكان المعبد، فطقوس  الإنتاج وثواب الاستهلاك رغبة ورهبة في الربح، والفتاوى على ذهب المعز بأمر الله الليبرالي، أما العلامات التجارية فهي الشعائر التي يتفاخر بها المجتمع الرأسمالي في لباسه وهاتفه وسيارته، كما أن الرأسمالية قادرة على إنتاج دورة الحرب والسلام حسب معابد إنتاج السلاح وشعائر  السلام، وتوقف الحرب راجع إلى أسعار الرصاص في بورصة السلع الدولية.

2-رجال الفاصوليا:

أما الإنسانية المقهورة والشعوب المعذَّبة جوعا فهذه لا تدخل في حسابات الربح والخسارة الرأسمالية، شأنها شأن الأمومة والأبوة سابقا، فهذه لا قيمة لها أيضا، وإنما القيمة للمرأة بحسب استهلاكها أدوات الزينة ورشاقتها في مكان العمل وعبوديتها للمصنع، أما الرجل فصار يحاكي المرأة في أناقته وطول مكثه أمام المرآة لينافس في المعْبَد، وكم مرة أمُرُّ قرب صالونات الحلاقةـ فأرى رجالا بقوامهم الممشوق  قد طرش الحلاق وجوههم باللون الأبيض، ثم جلسوا متمدِّدين في الشمس كحبات الفاصوليا البيضاء بانتظار  مرآة الجمال، أنت مخطيء يا صديقي إن كنت تعتقد أن الرأسمالية نظام اقتصادي فقط.

الروح المسافرة

عبد ربه وأسير ذنبه

أ.د وليد مصطفى شاويش

عمان أرض الرباط

21- ذي القعدة -1446

19-5-2025

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to top