أنت الآخر دائما 1-نحن في الأحلام تتبخر في الحقيقة كم كان طموحك أن تسافر للغرب، ثم تظفر بجنسية من إحدى دوله الغارقة في الرفاهية، حتى يقول لك الشرطي إذا قبض عليك، من حقك أن تسكت وتتحدث بحضور المحامي، وهناك تظفر بتأمين البطالة وتحصل على تقاعد أو تعويض تعطل جسماني، أقدر لك مشاعرك يا صديقي بأنك لما حصلت على الجنسية أنك دخلت إلى قدس الأقداس. 2-أنت الآخر في كل مكان وزمان: ولكن يا صديق الطفولة والكهولة أنك لم تعد تشعر بأنه يحق لك أن تنطق كلمة نحن باسم الجواز الجديد، ذلك أن لونك العربي لا يعبر عن حقيقة الجواز الجديد، ولو حملت كل جوازات الغرب ثم رفعت راية المسجد الأقصى ستبقى أنت الآخر في كل مكان وتحت أي جنسية، فهل علمت الفارق بين نحن والآخر؟ الكسر في الأصول لا ينجبر عبد […]
الوسم: الحرب على غزة
غزة إلى أين؟
غزة إلى أين؟ أهل الحل والعقد في الشورى 1-كما أن الجميع شهداء مع فرق التوقيت فهم يمثلون القرار: لا بد من أن يشارك أهل غزة بكافة شرائحهم الاجتماعية والسياسية عبر ممثليهم في صناعة قرار الحرب والسلم وأسرى العدو ،ولا يجوز بحال أن يكون هناك انفراد بالقرار من فصيل بعينه بل يجب أن يكون القرار ممثلا في هيئة شاملة من الأوفياء المخلصين لدينهم وأمتهم فكما أن الجميع شهداء مع مراعاة فرق التوقيت، فعلى الجميع أن يكون حاضرا في المصلحة الكلية لأهل غزة بصرف النظر عن مصلحة الجماعة والفصيل والفئة، لأن المصلحة الفئوية لا تكون شرعية، إذ إن من شروط المصلحة الشرعية أن تكون عامة لا تختص بفئة أو فصيل أو حزب. 2-الهيئة تمثل مصلحة كلية: إن هذه الهيئة من علماء الدين ووجهاء المجتمع ورجال السياسة والاقتصاد هي الضامن لصحة القرار وأنها […]
الحليم حيران في زمن الحيوان الذكي
الارتدادات الفكرية للحرب على غزة الحليم حيران في زمن الحيوان الذكي كنت أظن أن الفتن بين يدي الساعة تجعل الحليم حيرانا فمن باب أولى أن يكون غير الحليم أشد حيرة، ولكن وجدت الحليم حيرانا يقلب كفيه لا يدري، أما غيره فالأمور عنده واضحة كالشمس ولكن المشكلة أن شمسه تشرق من الغرب ولكنها تغيب في عقل الحليم، وإذا كانت فلسطين هي جبين هذا العالم فإن غزة هي الجرح الغائر في ذلك الجبين، والنزيف الذي لا يرقأ في زمان نهاية عهد الإنسان، وتحوله إلى حيوان ذكي، يصنع دبابة تحافظ على البيئة ولكنها تقتل الإنسان، ولكل فرعونٍ موسى. الروح المسافرة عبد ربه وأسير ذنبه أ.د وليد مصطفى شاويش عمان أرض الرباط 18- رمضان -1446 18-3-2025
الارتدادات الفكرية للحرب على غزة (التمييز بين مسائل الإمامة ومسائل الفتوى وأثرها في ثبات المسلمين في فلسطين)
الارتدادات الفكرية للحرب على غزة (التمييز بين مسائل الإمامة ومسائل الفتوى وأثرها في ثبات المسلمين في فلسطين) 1-أهمية التمييز بين مسائل الإمامة والفتوى: من مسائل دلالة العام يناقش الأصوليون التمييز بين مسائل الإمامة أم الفتوى، مثل حديث: من قتل قتيلا فله سَلَبه، هل هو في كل من يقتل قتيلا من الكافرين أثناء المعركة، أم أن النبي صلى الله عليه وسلم قاله باعتباره قائدا للمعركة وإماما للمسلمين فيكون ذلك من مسائل الإمامة، وليس ذلك إلا للإمام، فهذا من المتردد بين الإمامة والفتوى، وضربته مثالا للتمييز بينهما. 2-مثال على الإمامة(السياسة): أما قيادته صلى الله عليه وسلم العسكرية للمعارك كنزوله في بدر، وترتيب أصحابه في معركة أحد، وأمور السياسة الشرعية الوقتية في زمانه مثل أمره المسلمين بالهجرة إلى الحبشة، فهذا لظروف مشخصة في الحبشة وفي مكة، وليس من باب الفتوى، بل المرجع فيها […]
الارتدادات الفكرية للحرب على غزة التغيرات على محل الحكم وليس على الشريعة
الارتدادات الفكرية للحرب على غزة التغيرات على محل الحكم وليس على الشريعة 1-فيما يتعلق بأحكام الشريعة في أرض الإسلام والكفر، وفقه الجهاد، كل ذلك لا يكون بإعادة النظر في الفقه نفسه، بل بإعادة النظر في الواقع وهو محل الحكم، ولكن محاولات التجديد الديني المعاصر لم تُعد النظر في محل الحكم على نحو بنائي مع مذاهب الأمة المتبوعة، بل أعادت النظر في الشريعة مما أدى إلى ظهور متحورات دينية جديدة تشبه الشريعة وليست منها. 2- وكان الواجب هو إعادة النظر في محل الحكم فهو النظر الذي يقتضي تجديدا، وليس إعادة النظر في النص الديني وتجاوز المذاهب المتبوعة، لأن إعادة النظر في الشريعة تشكل شريعة وهمية تحجب الناس عن الشريعة الأصل، بحجة مواكبة الواقع، ويرى الناس عندئذ المعروف منكرا، والمنكر معروفا. 3- إن المطلوب هو إصلاح الواقع وليس إصلاح الشريعة، ولا بد […]
الارتدادات الفكرية للحرب على غزة (لماذا الأرض المحتلة سنة 1948 دار إسلام)
الارتدادات الفكرية للحرب على غزة (لماذا الأرض المحتلة سنة 1948 دار إسلام) 1-السيادة السياسية للكفار على أرض الإسلام لا تنقل الأرض عن أصلها: تعتبر الدار دار إسلام باعتبار ظهور الشعائر فيها، ولو ساد عليها الكفار كالمغول أو الغزو الاستعماري الفرنسي والبريطاني، وليست سيادة الكفار السياسية مناطا في التفريق بين دار الإسلام ودار الكفر، ولو كان ذلك صحيحا لصار العالم العربي أثناء الغزو الاستعماري والصليبي والمغولي دار كفر معاذ الله تعالى.، فإن مصر والجزائر والضفة الغربية وأرض المسلمين التي احتلها العدو سنة 1948 هي دار إسلام، أعني: حيفا ويافا وتل الربيع التي يسميها العدو تل أبيب، فهذه جميعا دار إسلام لظهور شعار الإسلام بشكل واضح في الضفة من صلاة وصيام وحج وزكاة وغيرها من الشعائر، ولا عبرة بالفواصل المكانية الضيقة في فلسطين المحتلة سنة 1948. 2-إنما السيادة للشعائر: وقد تسألني فماذا […]
الارتدادات الفكرية للحرب على غزة (الله الصمد) تكفينا
الارتدادات الفكرية للحرب على غزة (الله الصمد) تكفينا 1-إذا كان الله تعالى أحدا، فهذا يعني أنه غني في وجوده لا يفتقر إلى غيره، لأنه أحد أي المنفرد القائم بذاته بلا سبب سابق عليه، ولو جاز أن يكون له ولد، لم يكن أحدا، لأنه إذا انقسم إلى قسم ثان، فهو قابل للقسمة وقابل القسمة لا يقبل أن يكون أحدا، لذلك سبحانه (لم يلد ولم يولد) ولأنه أحد فليس له ند وشريك، إذ لو كان له ند لما كان أحدا، فهو سبحانه مستغن عن كل ما سواه مفتقر إليه كل ما عداه. 2-فإذا علمت ذلك، فإن الله تعالى هو واهب القوة لمن يشاء، ويعز من يشاء ويذل من يشاء، لا شريك له من خلقه، فإذا أراد أن ينصرنا على عدونا هيأ الله تعالى ذلك أسبابا وخلق مسبَّباتها، فالأسباب والمسببات مفتقرة إليه، ولا […]
الارتدادات الفكرية في الحرب على غزة (ثنائية الحقيقة في القانون الدولي والسياسة العالمية)
الارتدادات الفكرية في الحرب على غزة (ثنائية الحقيقة في القانون الدولي والسياسة العالمية) 1-عندما يلعب العقل في سيرك القانون والسياسة: أ-ثنائية الاحتلال والمقاومة: لا يؤمن الفكر الغربي بحقيقة في نفسها، ولكنه يؤمن بتعدد الحقائق ونسبيتها ولو تناقضت، فما يضعه من قوانين ينادي بها في حقوق الإنسان وحق الشعب في تقرير المصير، وثنائية الاحتلال وحق المقاومة، وتوجد عنده حقيقة أخرى وهي المنفعة في السياسة، في إبادة الشعوب المقهورة واحتلال أرضها، وتولَّدت هذه الفلسفة في الفكر الحداثي من محاولة فلاسفة ما يسمى بالتنوير الغربي، بالجمع بين نقيضين وهي الحقيقة الدينية في الكنيسة وحقيقة طبيعية مخالفة لها، ويضاف لها حق الشعوب في تقرير المصير وحق الغزاة في إبادتها وبناء مطاعم كنتاكي وماكدونالدز على جثث الشهداء. ب-ثنائية المنفعة والموت: وإن شئت تسيهلا لما أقول، حسبُك أن تنظر إلى علبة الدخان، فأن تدفع ثمنها فهذا […]
الارتدادات الفكرية في الحرب على غزة (الرأسمالية والحرب على غزة)
الارتدادات الفكرية في الحرب على غزة (الرأسمالية والحرب على غزة) 1-تحدثت قبل خمس سنين عن مراحل القضية الإسلامية في فلسطين أنها سوف تنتهي بأنها أزمة سكن ضمن الرؤية البشرية الرأسمالية، وها هي الرأسمالية المتوحشة ترى أن الحل هو طرد أصحاب الأرض من أجل التطوير العقاري وإقامة مطاعم ماكدونالدز والدجاج المشوي على رُفاة الشهداء الأبرار. 2-وليست التصريحات الجديدة للساسة الغربيين بتهجير المسلمين من أجل مشاريع الدجاج المشوي مجرد تصريحات سياسية عابرة، بل هي تعبير صحيح عن الفلسفة الرأسمالية نفسها، وتطبيق دقيق لها ونظرتها إلى الناس على أنهم قطعان من المنتجين والمستهلكين، ولا تختلف تسميتهم عن الموارد الطبيعية، إلا أنهم موارد بشرية حسب النظم الإدارية الرأسمالية، ولهم مركز قانوني في الحقوق كحقوق الشجرة والحيوان، لأن الإنسان هو جزء من الطبيعة، كما أن علوم الإنسان هي جزء من رأس المال البشري، كبقية الأصول […]
الارتدادات الفكرية للحرب على غزة (الموت والشهادة ثنائية الفناء والبقاء)
الارتدادات الفكرية للحرب على غزة (الموت والشهادة ثنائية الفناء والبقاء) 1-الموت فناء: يعتبر الموت جزءا من ثالوث الحداثة المتوحش في السلطة والمنفعة والموت، وهذا الثالوث يتوهم أن تفوقه التقني ومركزيته المالية والسياسية والتاريخية في الغرب، أنه قادر على السيطرة الاستعمارية على ما يعتقد أن منطقتنا العربية، فيها جماعات بشرية وليست شعوبا وهي تعيش على هامش الحضارة الأوروبية، حيث يرمز الموت فيها إلى الفناء وانتهاء اللذة والسلطة، ويريد أن يرى فلسفته واقعيا في غزة فلا يقتل لحاجة الحرب، بل يتفنن في دفن السكان في بيوتهم الآمنة، مع أنه لا يحتاج لتحقيق تقدمه العسكري إلى كل ذلك، بل ويذهب إلى ما هو أبعد، من استخدام أسلحة لا تقتل فحسب بل تتبخر الأجساد في هندسة أسلحة الموت، ولا يبقى من الأجساد شئ ليرى الموت فناءً، شئ وهو أمر لا يمثل حاجة عسكرية بل […]
الارتدادات الفكرية في الحرب على غزة (تقييم الانتصار والانكسار)
الارتدادات الفكرية في الحرب على غزة (تقييم الانتصار والانكسار) 1-مدخل في بيان الفرق المصلحة والمفسدة عادة وشرعا: لم يكن الخلاف الواسع في غزة هل انتصرت أم لا اختلالا في الجزئيات، بل خلاف في الكليات، فكلا الطرفين ذهب إلى تقييم نتائج الحرب من خلال المكاسب والمفاسد العادية، ولا شك أن المكاسب والمفاسد العادية ممتزجة في الواقع، ولمزيد من التوضح أقول: المصالح العادية هي اللذائذ والمتع الحاصلة للإنسان، سواء كانت محرمة كفائدة الربا ومنافع الخمر في طرد الهموم وتشجيع الجبان، أم كانت المصلحة شرعية كالربح في البيع الصحيح، والطعام والشراب الحلال، أما المفاسد العادية فهي آلام الأمراض والفقر تقع للمسلم والكافر، لكن هذه المفاسد المؤلمة تتحول مع الصبر لله تعالى إلى مصالح شرعية لا تشوبها مفسدة، وأما المصالح العادية كفائدة الربا ومنافع الخمير والميسر فهي تصبح مفاسد بحكم الشارع ولا تشوبها مصلحة […]
الشهيد محمد الضيف أمام المِرآة
الشهيد محمد الضيف أمام المِرآة 1-الضيف بين المرايا المحدبة والمقعرة: أ-منذ بدأت حرب الإبادة على غزة اختلفت الجماعات الدينية في النظر إلى الحرب، بين قادح ومادح على أساس تصنيف الجماعات والأحزاب الدينية وبناء على تضارب رؤاها الفكرية الموروثة عن الأب المؤسس الذي تعتبره الجماعة الرجل العظيم في الفراغ الكبير، وتَضْرب عليه قُبَّة خضراء وتحيطه بِهالةٌ زرقاء، تضع أخطاء الجماعة قُبالَةَ مِرآة محدبة تصغر الذنب الكبير، وتُبْعد الخطأ القريب، وتعيش النرجسية الدينية في الفرقة الناجية، وعُقدة الـمُختاريَّة في الطائفة المنصورة. ب- بينما تعاني هذه الجماعة من حالة خلع ولادة منذ النشأة، وتنظر إلى أخطاء الجماعة الأخرى بمَرايا مقعَّرة تُقَرّب الخطأ البعيد، وتكبر الذنب الصغير، يعاني من مركزية السلطة في هذه الجماعات، سواء كانت المركزية مع الإمام الذي يجوز له قتل الثلث لإصلاح الثلثين، وإن يضرب ظهرك ويأخذ مالك، أو تكفير الحاكم […]
يتفرجون على الكلام ويتدبرون الأفلام
يتفرجون على الكلام ويتدبرون الأفلام 1-اتجه الجمهور إلى ثقافة المقاطع القصيرة (الريلز)، وخلال عشر دقائق يرى فيها المشاهد أيام الطرب الأصيل أبيض وأسود، وفكاهات أفلام الزمن الجميل -بزعمهم، ثم يفاجأ المشاهِد بأبي الكَرْش الهَزَّاز يخرج رأسه من طنجرة الكوارع، واللبن يقطر من شاربه، ثم رقصة ماجنة يتخللها انتشال أشلاء طفل ممزق من تحت الأنقاض في غزة، ثم أخبار الزوج الخائن، والزوجة النكدية وكَعبُها يَعرُج في الأسواق، وبينما هو كذلك إذ بصوت المنشاوي يصدح في الفجر يشقه إلى السماء شقا ، لتفاجأ بعد ذلك بسخرية الأبناء من الوالدين لإضحاك العقل الزجاجي، وهلم جرا . 2-وما أن ينتهي المشاهد من اهتزازات الذهن البشري المرهَق بالمتناقضات، وإذا برسالة راجفة على هاتفه بخصم نصف دينار رسوم الرصيد المتدني، تتبعها الرادفة في مخالفة رادار، وأما الكلام فلا يكاد يثبت شئ منه في عقول الذي يتفرجون […]
الارتدادات الفكرية للحرب على غزة… سؤال لثعالب السياسة ودهاقنة الاستراتيجية
الارتدادات الفكرية للحرب على غزة سؤال لثعالب السياسة ودهاقنة الاستراتيجية 1-لو أن أحدا سأل قبل سنة: هل يمكن لغزة أن تحرر الشام ولبنان؟ لكان السؤال مضحكا وداعية للتندر والظرافة؟ فكيف لشريط جغرافي ضيق محاصر أن يحرر سوريا الكبرى والإقليم من قبلها من سطوة الباطنية؟ ويتمكن لبنان من اختيار رئيس؟ 2-هل كان تحرير الشام هو قصد الفصائل في غزة، أم كان تحرير الشام مراد دولة الكيان ، وكذلك لم يكن متوقعا من الإقليم العربي، أم أن الأحلاف الدولية خطر ذلك ببالها وهي التي كانت تمارس صمتا مفضوحا على مجاز الشام، وتفضل بقاء النظام على بقاء الشعب، بل كان فوجئ الشعب السوري أكثر من غيره الوصول من حلب إلى قصر الشعب في أحد عشر يوما. 3-لذلك الحرب على غزة يصعب فهمها من جهة أفعال العباد، الذين نقض الله عزائمهم جميعا فيما […]
الشام والاستيقاظ على كتف المارد
الشام والاستيقاظ على كتف المارد أفاقت سوريا وشعبها الصابر على كتف المارد الكبير سوريا، وهي دمشق في عبق التاريخ، وحلب المتنبي، ومعرة النعمان، ومحراب معاذ بن جبل وزاوية الغزالي في مسجد بني أمية، وفوجئت الجماعات الدينية مسلحة وغيرها بأن المارد مصاب بإصابات بليغة فقد نهشته قروح الطوائف، وكدمات التكفير، وخدوش التفسيق والتبديع، بفتاوى العهد القديم في الولاء والبراء والحاكمية، ناهيك عن تشققات الانحلال من الشريعة، والقيود في يديه وضعتها القوى الاستعمارية. فوجئت الجماعات بأنها غير قادرة على تشغيل المارد، ولكنها إذا نظرتْ إلى جيب المارد رأتْ فيه نظام التشغيل، وأخرجت ذلك النظام وجدْتَ فيه لغة صارمة، وقواعد محكمة، ويؤسفني يا عزيزي أنك لن تجد في النظام خطب أسد المنابر، ولا سجع وعاظ المقابر، وأشعار التاريخ الغابر، وستجد أن المارد لا تتسع له حارات الجماعات الدينية، بل ستجد أعلام المحابر من […]
قاعدة الفرق بين ميثاق الإسلام والعقد الاجتماعي
قاعدة الفرق بين ميثاق الإسلام والعقد الاجتماعي ميثاق واقع فعلا وعهد الله على خلقه يبدأ بالإيمان به وتوحيده وعليه أخذ العهد من النبيين، وليس وضعا بشريا، وعليه قامت السماوات والأرض، أما العقد الاجتماعي فهو ردة فعل على الدين المحرف بناه الثالوث (هوبز، لوك، روسو) لأجل فهم الدولة والمجتمع والتمثيل والإرادة العامة بعيدا عن السماء، على وهم أن العالم مكتف بنفسه دون الإله، ومبادئ القانون الطبيعي، ثم بعد ذلك تتفرع تشريعات الدولة والمجتمع. فقه الجهاد، العقد الاجتماعي، ميثاق الله ورسوله، السياسية الشرعية، الحرب على غزة، مبادئ القانون الطبيعي المحجة البيضاء الكسر في الأصول لا ينجبر عبد ربه وأسير ذنبه أ.د وليد مصطفى شاويش عمان أرض الرباط 30-جمادى الأولى -1446 2-12-2024
أشيروا علي أيها الناس (الجهاد ميثاق الأمة وليس قرارا فرديا)
أشيروا علي أيها الناس (الجهاد ميثاق الأمة وليس قرارا فرديا) 1-كلمة المهاجرين: وقف النبي صلى الله عليه وسلم قبل غزوة بدر يعلم أمته لزوم الجماعة والعهود والمواثيق الحامية للأمة المنظمة لطريقة سيرها، في مراجعة لميثاق الدفاع الذي تعهد به الأنصار لنصرة النبي صلى الله عليه وسلم، وشرع في استشارة ممثلي الأمة في قرار المواجهة مع المشركين في غزوة بدر فقال: أشيروا علي أيها الناس، فقام أبو بكر وعمر فقالا وأحسنا، ولكنهما من فئة المهاجرين ولم يتكلم الأنصار كلمتهم بعد. 2-كلمة الأنصار: فقام سيد الأنصار وحامل لوائهم سعد بن معاذ، فقال: والله، لكأنك تريدنا يا رسول الله؟ قال: «أجل»، قال سعد: فقد آمنا بك، فصدقناك، وشهدنا أن ما جئت به هو الحق، وأعطيناك على ذلك عهودنا ومواثيقنا على السمع والطاعة، فامض يا رسول الله لما أردت فو الذي بعثك بالحق لو […]
الارتدادات الفكرية للحرب على غزة (الحداثة والتعثر في خط الاستواء)
الارتدادات الفكرية للحرب على غزة (الحداثة والتعثر في خط الاستواء) 1-وهم العقد الاجتماعي وحقيقة العهد مع الله تعالى: اخترعت فلاسفة الحداثة العقد الاجتماعي بوصفه وسيلة لفهم التمثيل الاجتماعي والتأصيل للإرادة العامة والدولة وعلاقة الفرد بوصفه جزءا من تلك الإرادة، وأنه لا يجوز للفرد أن يستعبد فردا آخر ولا لشعب أن يستعبد شعبا آخر، وهذا العقد هو أمر وهمي كخط الاستواء، واختراع غيبيات بعيدا عن الدين من أجل فهم استقامة الدنيا شعبا ودولة، وهو لا يضيف معنى للبشرية، بل هو تكيف جديد لدموية الإنسان وإجرامه بعيدا عن حكم الشرع، على خلاف مواثيق الله مع خلقه على الإيمان وعصمة الدماء وكرامة الإنسان فهي مواثيق حقيقية راجحة على وهم العقد الاجتماعي. 2-توأمة جرائم الإبادة في غزة مع العقد الاجتماعي: لذلك اخترعت الدولة الاستعمارية مفردات جديدة حتى لا تتعارض مع خرافة العقد الاجتماعي بتسمية […]
الجهاد في زمن الفصل العملي بين الدين والدولة
الجهاد في زمن الفصل العملي بين الدين والدولة تمهيد: 1-مركزية السلطة في الفكر الدعوي المعاصر: إن الحداثة في نفسها تطبع مع التدين، بحيث تحدد للدين مساحته المسموح بها، وهي فكر نظري يقوم على أن التدين ليس علما ولا عقلا، وإنما هو اختراع إنساني لم يعد صالحا لتسيير الحياة اليومية للبشر، وأما الجماعات الدينية على اختلافها فهي ترفض الفصل بين الإسلام والحياة نظريا، ولكن الفكر الدعوي المعاصر يفصل عمليا، فإما أن يتجه نحول الفصل العملي بين الدين والدولة بسبب التوظيف الخطأ لافتراق السلطان والقرآن، أو حالة التماهي التام مع السلطة في حديث وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك، فيكون كلا الاتجاهين يقومان على مركزية السلطة رفضا وقبولا، في حالة تغيب فيها مركزية الأمة والشريعة لحساب مركزية السلطة. 2-خطورة غياب مركزية الأمة والشريعة في فقه الجهاد: وذلك خطر على فقه الجهاد بوصفه قائما […]
الارتدادات الفكرية للحرب على غزة الانفصال بين الشعب المغرور والسياسي الكذاب
الارتدادات الفكرية للحرب على غزة الانفصال بين الشعب المغرور والسياسي الكذاب 1-إذا كان العلم التجريبي هو الذي كشف زيف التدين الوضعي والمحرف، وأن رجل الدين ليس سوى رجل نصاب يسطو على جيوب الضعفاء باسم السر المقدس والكهنوت المظلم، ثم بروز العلوم التجريبية التي أسندتها الوضعية البشرية في فلسفة اللادين، وظهور حراس المعبد الجدد من رجال اللادين وخبراء الكذب في خدمة رجال الأعمال بعد نهاية عهد رجال الدين. 2- فإن حرب الإبادة على غزة تعلن نهاية مصداقية حراس معبد الحداثة في الاستعمار الجديد وتلويثهم الفكري ، وستجد البشرية أنها كانت غارقة في خرافات معبد دارون وفرويد وماركس ودروكايم وآدم سميث وغيرهم من آباء الحداثة، لاسيما أن قرار محكمة العدل الدولية في محاكمة ضباع الكيان، وإن كان القرار هشا في التنفيذ إلا أنه يشير إلى استفحال تناقضات الحداثة في إباحة القتل من […]