خوازميات الفكر الديني وميكانيكا السياسة (موقف الجماعات الدينية من إيران نموذجا) 1-تجديد البحث النظري في الاجتهاد الفقهي: إن السياسة الشرعية وقرار الحرب جزء منها، يرجع في بنيته الفقهية إلى مصالح كلية في حفظ الضروريات الخمس مع التكلميلي، وحراستها من جانب الإضرار بها بدرء المفاسد عنها، ويجب على المجتهد بالفقه والسياسية أن يجدد النظر فيها ولا يكتفي بالمسائل المشابهة السابقة لها، فكل مسألة لها مشخصاتها الزمانية والمكانية وارتداداتها على المصالح الكلية. 2-الفكر الديني المتجاوز خوازمي ميكانيكي. لكننا نجد أن الجماعات الدينية المعاصرة لا تحتاج إلى نظر، فنظرها هو باعتبار فكر الجماعة، لا عجب أنك تستطيع أن تتنبأ بمواقف هذه الجماعات مسبقا في طرح أي مسألة فلو طرحت حكم المظاهرات والإضراب مثلا فستجد الفريقين في نفس الموقف معها أو ضدها، وكذلك إذا بحثت تاريخيا عن الموقف من إيران وضرباتها للعدو فستجد أن […]
الوسم: الفصل بين الدين والمعرفة
تحريم نافلة الحج والعمرة لأسباب سياسية واقتصادية (بين النظر الفقهي الأصولي و الفكر الديني)
تحريم نافلة الحج والعمرة لأسباب سياسية واقتصادية (بين النظر الفقهي الأصولي و الفكر الديني) تمهيد: محل البحث وأسئلته: ليس محل البحث تقديم حاجة الفقراء على حج النافلة بل محله تحريم حج النافلة لما يؤدي إليه بحسب دعوى القائل بالتحريم إلى تمويل العدو، ويفترض أن تجيب المقالة على الأسئلة الآتية: س1: هل الفكر الديني المعاصر استوعب أصول الاجتهاد في بحث المسألة. س2: ما تأثير مركزية السلطة موالاةً ومعارضةً في الفكر الديني المعاصر، في هاته المسألة وما شابها. س3: كيف يمكن للاجتهاد الفقهي إحياء مركزية الأمة والشريعة والمحافظة على فرعية الدولة، بمثال توضيحي في هذه المسألة. س4: هل يمثل المذهب الفقهي الأصولي نموجا بديلا لحالة الاستعصاء المعرفي بسبب شتات الجماعات الفكرية، وهذه المسألة حالة تطبيقية. س5: هات نموذجا في هذه المسألة للنقد القائم على المنهج الأصولي بدلا من الرؤية الفكرية في […]
هل عَجنتَ الطحين بالدم
هل عَجنتَ الطحين بالدم 1-الانهيار الإنساني في زمن الذكاء الصناعي: أيها العالم المتوحش في زمان القبيلة والإنسان البدائي كان الدم يختلط بالتراب، وأما اختلاط الدم بالطحين والتراب فهذا عهد جديد للبشرية البائسة، أنها دخلت في عالم فائق التوحش كما تطورت تَقنِيًا في عالم الذكاء الصناعي الخارق، غزة تلخص انهيار الإنسان الذي فشل على الأرض ونجح في الوصول إلى المريخ، في زمان انهيار الأسرة ونجاح الشركة، وزوجة ضائعة وزوج مطارد على النفقة، وأطفال تائهون في الحضانة، وبشرية حيرى لا تدري مصيرها. 2-غزة علامة فارقة: إن ما يختصر علينا زماننا ويعبر عن حقيقة الإنسان الأخير هو الطحين المعجون بالدم، فالطحين بينك وبينه الباب، والباب مغلق ليس نتيجة كارثة طبيعية بل كارثة إنسانية فلسفية أهمل المسلمون تفكيكها وهي الإرادة الحرة بديلا عن إرادة الله، والداورينية الاجتماعية والسياسية والبقاء للأصلح، بل تورط بعض المسلمين […]
الأضحية بين الضروري والتكميلي (نازلة المجاعة في غزة)
الأضحية بين الضروري والتكميلي (نازلة المجاعة في غزة) 1-بين الضروري والتكميلي: إن الحال في غزة لا يخفى على أحد، فقد سارت بالأخبار ركبان، وأن الغذاء هناك هو في مرتبة حفظ المهجة وبقاء النفوس، وهو فرض متعين على القادرين أن يوصلوا يد الواجب للمرابطين في أكناف بيت المقدس، وعلى فرض أن أضحية واحدة كفَت مائة نفس، وكان ثمنها من الأقوات الضرورية يكفي مائتي نفس، فإن المقدَّم هو الضروري الواجب في بذل الثمن لإنقاذ المائة الأولى والثانية الفائضة على المائة الأولى، ليرتفع الإثم عن الجميع، ولا تعارض بين الواجب المتعين في كفاية الغذاء والسنة العينية في الأضحية، ولا يسوغ تقديم السنة العينية على الفرض العيني. 2-ترجيح اليقيني على الظني: وتقديم القوت الضروري للعدد الأكبر على الأضحية في العدد الأقل من ترجيح الضروري على التكميلي ليس بسبب التساوي بين الواجب والسنة الذي يتعذر […]
إذا غيَّرت رأسك فلا تَنْس أن تُبدِّلَ قدمَيك
إذا غيَّرت رأسك فلا تَنْس أن تُبدِّلَ قدمَيك 1-كل رأس له أقدام تناسبه: إن استخدام بعض الجماعات الدينية قواعد فكرية مغالية في التكفير من أجل الوصول إلى قتال شرس في محاربة الأعداء والخصوم السياسيين، ثم تحقق الهدف في الوصول إلى الغاية عن طريق تلك القواعد الفكرية، فإن العهد القديم سيصبح في نظر أصحابه فكرا قديما غير صالح للاستعمال في الدنيا وليس هو من رضا الله في الآخرة، بل عبئا على الدين والسياسة لأنه لباس ضيق حسب حجم الجماعة الفئوية، ولا يتسع للمجتمع الدولة، وعند قيام الدولة تكون حاجات الدولة والسياسة هي تبديل الأقدام الفكرية لأنها أصبحت عجلات مَركبة مهترئة، لا يمكنها أن تحمل رأسا جديدا في حجم الدولة والشعب. 2-المتشابهات وقود المرحلة: هذا يبين خطورة استخدام الدين استخداما توظيفيا في تكفير الخصوم السياسيين بالولاء والبراء والحاكمية، وفي خدمة الفئوية الضيقة […]
الارتدادات الفكرية للحرب على غزة (غزة مرآة يرى العالم فيها وجهه القبيح وجبينه الجريح)
الارتدادات الفكرية للحرب على غزة غزة مرآة يرى العالم فيها وجهه القبيح وجبينه الجريح 1-تكسرت المرايا إلا مرآة الحقيقة: تكسرت على شواطيء غزة المرايا المحدبة التي تريك القريب بعيدا، والمقعرة التي تريك الصغير كبيرا، لم تبق إلا المرآة الوحيدة الحقيقية هي غزة، يرى العالم فيها وجهه القبيح، وجبينه الجريح، والشعب الذبيح، يموت الناس جوعا والطعام على باب دارهم المحاصرة، ليس نتيجة كارثة طبيعية بل بإرادة السيد الدولية التي تستنكر على استحياء ما يفعله الخادم الذي رضي عنه السيد. 2- الفكر أقوى من السلاح: قد يعجز السلاح ولكن لا يعجز القلم عن تفكيك الفلسفة البائسة في مباديء القانون الطبيعي والبقاء للأصلح في داروينية السياسة والاجتماع، التي هي أخطر من الداروينية الحيوية، لقد غزانا المغول بسلاحهم لكننا انتصرنا بالإسلام، وانتصرت فلسفة اليونان بالفكر على جيوش روما، وكذلك يستطيع الإسلام في النظر الأصولي […]
عندما يصبح المصنع معبدا في زمن شعائر السوق
عندما يصبح المصنع معبدا في زمن شعائر السوق 1-عبودية المصنع وشعائرية التجارة: ليست الرأسمالية نظاما اقتصاديا فحسب، بل هي نظام اقتصادي يعيد تشكيل المجتمع والدين والدولة في خدمة رأس المال، وأن المصنع حل مكان المعبد، فطقوس الإنتاج وثواب الاستهلاك رغبة ورهبة في الربح، والفتاوى على ذهب المعز بأمر الله الليبرالي، أما العلامات التجارية فهي الشعائر التي يتفاخر بها المجتمع الرأسمالي في لباسه وهاتفه وسيارته، كما أن الرأسمالية قادرة على إنتاج دورة الحرب والسلام حسب معابد إنتاج السلاح وشعائر السلام، وتوقف الحرب راجع إلى أسعار الرصاص في بورصة السلع الدولية. 2-رجال الفاصوليا: أما الإنسانية المقهورة والشعوب المعذَّبة جوعا فهذه لا تدخل في حسابات الربح والخسارة الرأسمالية، شأنها شأن الأمومة والأبوة سابقا، فهذه لا قيمة لها أيضا، وإنما القيمة للمرأة بحسب استهلاكها أدوات الزينة ورشاقتها في مكان العمل وعبوديتها للمصنع، أما الرجل […]
لماذا لم يعقد صلاح الدين مؤتمرات من أجل القدس
لماذا لم يعقد صلاح الدين مؤتمرات من أجل القدس 1-صلاح الدين لا يحتاج مؤتمرا: تعقد المؤتمرات من أجل الوصول إلى وجهة نظر موحدة حول قضية معينة قد يختلف فيها الناس ويحتاجون للتشاور، ولما كانت مرجعية الأمة هي مذاهبها المتبوعة في العقيدة والفقه، والأملة لها إجماعاتها التي هي ركيزة وجودها لم يكن صلاح الدين بحاجة لمؤتمر، فالمسألة محسومة وإنما بقي المعول عليها الأعمال لا الأقوال. 2-عبثا تحاول يا صديقي: وأما بعد الفكر الديني المتجاوز في إعادة النظر في النص والمذاهب المتبوعة، والصحيحين، لم يَعُد له ما يتفق عليه، فهو عندئذ يبحث عن وحدة الصف الذي مزقه هو بنفسه، واتسع الخرق على الراقع، ولما ضاعت المحكمات فلم تعد المؤتمرات تجدي ما دامت ترديدا للمتشابهات التي كلما ردوا إليها ازدادوا فرقة، حقا ولدت الأمة ربتها. الكسر في الأصول لا ينجبر عبد ربه وأسير […]
سؤال العدالة في زمن الإبادة
سؤال العدالة في زمن الإبادة 1-المباديء في زمان الحيوان الذكي: في زمان لم يعد الإنسان منطقيا على قواعد عقلية، بل صار حيوانا ذكيا في نجاحه الدنيوي بصرف النظر عن الحق والعدالة، وعلى فرض أن الإنسان يجب أن يكون مبدئيا في زمان نهاية عهد الإنسان وانتهاء الحقائق، وبناء على فكر الحداثة القومي والقانوني، ودِدت أن أطرح السؤال الآتي: 2-قوم فيهم أديان أم الإسلام فيه أقوام : مواطن في بلده ذهب يتجسس على بلد آخر فقُبض عليهم بجريمة التجسس وأُعْدم تطبيقا للقانون والقضاء النزيه، فهو بطل قومي في بلده، وجاسوس مجرم في البلد الآخر، وهذا تناقض داخل الحداثة، فهل يمكن للحيوان الذكي في الحداثة أن يجيبنا على هذا التناقض، والسؤال باختصار: هل يكون نفس الإنسان مجرما وبطلا في وقت واحد، وإذا كان الأمر وجهة نظر فماذا بقي من الانتماء والمباديء والحقائق، […]
قاعدة الفرق بين كلي الدين وكلي القوم في الحداثة
قاعدة الفرق بين كلي الدين وكلي القوم في الحداثة 1-الإسلام يجمع أقواما ويحمي آخرين: في الإسلام دين فيه أقوام مسلمون، أما غير المسلمين فلهم كيان ديني مستقل يكاد يشبه الحكم الذاتي في خصوصيتهم الدينية، وكثير من هذه الحقوق والخصوصية لا تمنحها الدولة الحديثة لهذه الطوائف، ويستحيل تصور بناء المجتمع الإسلامي على حكم أقلية أو أكثرية، ذلك لأن الإسلام يعتمد على الأدلة البرهانية والاجتهادات الفقهية العلمية التي تعتبر صحتها من حيث قوة النظر في الأدلة، وليس من حيثكثر ة الأنصار وقلتهم، ويتعامل مع غير المسلمين على قاعدة الإحسان وحسن المعاملة ومنظومة حقوق بينتها الشريعة وخوطب بها الجميع بصرف النظر عن الأقلية والأكثرية. 2-مشكلة الأقليات مشكلة العصبية القومية وليس الإسلام: ويصبح هذا التقسيم إلى أقليات وأكثرية أكثر صعوبة في المجتمع الإسلامي عندما يجيز الإسلام زواج المسلم من الكتابية، وتحميل الإسلام المسلمين واجبات […]
قاعدة الفرق بين الخطابة والخطاب في الجهاد
قاعدة الفرق بين الخطابة والخطاب في الجهاد 1-معارك النبي صلى الله عليه وسلم أصول في الجهاد: كل معركة من معارك النبي صلى الله عليه وسلم كان لها فقهها الخاص بها، وكأن هذه المعارك مؤسسة لفقه في وقائع كل لها حكمها الخاص، وقد ذكرت ذلك في مقالات سابقة، منها ميزة انتصار القلة في بدر، وهزيمة الكثرة في حنين، ومنها النزول لرأي الشباب لملاقاة العدو خارج المدينة في أحد، وفي الوقت ومنها التحصن في المدينة في معركة الخندق، وكلها كانت ترجع إلى مسائل الإمامة في بيان الأصول وتطبيقات الفروع تلك الأصول، ويجب معرفة ما هو سياسي مؤقت وما هو سنة نبوية إلى يوم القيامة. 2-هل القلة باعتبار العدَد أم باعتبار العُدَد: إن الداعية المتجاوز يسرد حالة تلك المعارك أشبه بالقصص التاريخي، فلو احتج بنَصر القلة في بدر، فإنه لا يناقش أسباب هزيمة […]
نعي متأخر وجَنازة لم تَحضُر (عزيزي آدم سميث)
نعي متأخر وجَنازة لم تَحضُر (عزيزي آدم سميث) *عزيزي سميث اعذرني على تأخري في نعيك، فإنا لم أكن موجودا وقت وفاتك سنة 1790، ولم بكتابك الثوري في وقته ثروة الإمم، ولكن أجد من الواجب القيام بالواجب، لأقول لك أن اليد الخفية التي جعلتها مديرة للسوق، وأن إطلاق الحرية للجميع في السوق هو الحالة الصحية الواجبة، وليس للدولة أن تتدخل إلا بالحماية والقضاء كمراقب السير في الطريق، هذا هو دور الدولة لا يزيد. *عزيزي سميث: أحيطك علما بأنه بعد موتك أن جلطة أصابت يدك الخفية سنة ،1929 في الكساد الكبير الذي أصاب الولايات المتحدة والعالم، وجاء الطبيب (كينز) في سياسته المالية لعله ينقذ يدك المرتجفة، واستعمل بدلها يدا صناعية هي يد التدخل الحكومي في زيادة الإنفاق لتحفيز الاقتصاد. *عزيز ي سميث: انظر إلى رِدَّة الرأسمالية عن يدك الخفية، في تدخل […]
لزوم الجماعة راجح على الفتنة
لزوم الجماعة راجح على الفتنة س: كيف تزعم أن ما بين الصحابة فتنة وأن العلماء يعرفون الفتنة إذا أقبلت فهل غاب ذلك عن الصحابة رضي الله عنهم. الجواب: 1-الصحابة مجتهدون بين حَقين ودفنوا الفتنة: أكثر الصحابة اعتزل الفتنة بين الصحابيين الجليلين علي ومعاوية رضي الله عنهما، والذين كانوا في الحرب كان يجتهدون في وقفها بينما كان دعاة الفتنة يسعرون نارها، واجتهد علي في حق الخلافة والطاعة، ومعاوية في أن قتلة عثمان رضي الله عنه في جيش الخلافة، وبالفعل كان قتلة علي رضي الله عنه في جيشه، فالكل كان معه بعض حق، واجتهدوا في وأد الفتنة وفعلا قطعوا دابرها بصلح معاوية والحسن رضي الله عنهما. 2-الجماعات المتجاوزة ليست على اجتهاد فقهي: أ-تكفير المسلمين باطل وليس فتنة: أما الكثير من شقاقات المسلمين اليوم فهي وصلت إلى هدم الشهادتين والتكفير خارج إجماعات أهل […]
مركزية الأمة ضامنة للبناء ووحدة المجتمع
مركزية الأمة ضامنة للبناء ووحدة المجتمع 1-مركزية الشريعة عند أهل السنة ومركزية السلطة عند الطوائف: ذهب الشيعة إلى أن الإمامة من أركان الإيمان، وقال المعتزلة بأن الإمام إذا سقطت عدالته سقطت طاعته، وذهب أهل السنة إلى مركزية الشريعة وبيانها العلمي، والبيان العلمي في العدالة للدولة دون منازعتها في السلطة، وذلك حفظا للدين والدماء والأموال، وليس استكانة وضعفا، بل لحماية العامة من الهلاك خشية الصراع الدموي على السلطة. 2-زمان الحداثة وعودة الطوائف: أ-الديمقراطية ونزع الشرعية عن الخلافة العثمانية والدولة القطرية: ولكن بين يدي الساعة عاد الفكر الديني المعاصر الذي انشق على المذاهب المتبوعة ومعه إلى الصراع في مركزية السلطة في نموذج الولاء والمعارضة، ولم يكن أهل السنة بعيدين من التأثر بالحداثة وفكر الطوائف سابقا كالمعتزلة في تكفير المسلمين بالكبائر حكاما ومحكومين، وأن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أصول الدين لا […]
علي رضي الله عنه ضد التكفير السياسي
علي رضي الله عنه ضد التكفير السياسي 1-تأمل النص الآتي: جاء في مصنف ابن أبي شيبة عن أبي البختري، قال: سئل علي عن أهل الجمل، قال: قيل: أَمُشركون هم؟ قال: من الشرك فروا , قيل: أمنافقون هم؟ قال: إن المنافقين لا يذكرون الله إلا قليلا ; قيل: فما هم؟ قال: إخواننا بغوا علينا) هذا هو علي رضي الله عنه الإمام المجتهد في دين الإسلام يحافظ على إجماع الأمة بعدم التكفير بالخصومات السياسية والدينية التي هي ليست من الكفر. 2- الخطأ في الاجتهاد السياسي لا ضلالة فيه: هذا ما فعله علي رضي الله عنه مع الخوارج الذين قاتلوا معه وقاتلوه، ثم قتلوه، أنه لا يجوز توظيف الدين لخدمة الأغراض السياسية والطائفية، وعلينا أن نعامل كل شيء بقدره، داخل دائرة الإسلام وتحت قبة الإيمان بين المسلمين، فكيف بنا اليوم مع الذين يفرقون […]
إصلاح الفقهي قبل السياسي
إصلاح الفقهي قبل السياسي 1-التعصب المذهبي حيلة نفسية للرأي الفردي في الدين: اضطرب الفكر الديني المتجاوز في كثير من أقواله ودعاواه، ولكنه اتفق على ثلاثة أشياء: إعادة النظر في النص، وتجاوز المذاهب المتبوعة، والحركة العنيفة داخل الإسلام باسم الجهاد، لست أتنبأ في ذلك بقدر ما أصف الأمر على ما هو عليه، ولم يحصل ذلك إلا بعد استخدام حيلة التعصب المذهبي للتحلل من المذاهب المتبوعة وعمل الأمة المستمر، ثم تكفير المسلم والحكم باستحلال دمه، والتفسيق والتبديع بحسب رؤية فردية متجاوزة للأمة. 2-دبلوماسية في عالم العقيدة : لا يمكن وضع سكة تسير عليها السياسية وما زالت الجماعات الدينية تنشر التشكيك حول الإجماع وتتجاوز عمل الأمة في مذاهبها المتبوعة بحيلة نفسية هي نبذ التعصب المذهبي، فلا يمسكها مذهب ولا قانون، بل تتجاوز بصمت وتتكيف مع العهد الجديد دون أن تراجع العهد القديم علانية، […]
قاعدة الفرق بين الفتنة وبين صراع الحق مع الباطل (جهاد الدفع الذي هم فيه مختلفون)
قاعدة الفرق بين الفتنة وبين صراع الحق مع الباطل (جهاد الدفع الذي هم فيه مختلفون) تمهيد: فكر التحيز والصعود على السطح: منذ أن حصل الخلاف بين الجماعات الدينية فيما يجر ي من حرب إبادة على غزة، فمن السهل عليك أن تكون في أحد الجانبين، ولكن السؤال الأكبر هو لماذا هذا الشقاق، مما يعني أنك لا تنخرط في الخصام، ولكنك مضطر إلى الصعود على السطح لرؤية المشاجرة من الأعلى لمعرفة سبب هذا الخلاف؟ أولا: الفتنة ترجيح بين خير الخَيْرَين وليس بين الخير والشر لا تظن أن الفتنة حرب بين حق وباطل، فلم تكن حربُ علي رضي الله عنه مع الخوارج فتنة، بل كانت بين حق وباطل، ولكن الفتنة هي أن يكون كل من الخصمين معه بعض الحق، كالحرب بين علي ومعه المبشرون بالجنة، ومعاوية ومعه المبشرون بالجنة أيضا، رضي الله […]
الفرق بين الدولة والشعب ليس حقيقيا
الفرق بين الدولة والشعب ليس حقيقيا 1-لا تجد فرقا بين الدولة والشعب لأن الذين يعملون في الدولة هم جزء من الشعب، والشعب كذلك هو جزء من الدولة، فتصور أن تحريض الدولة على الشعب باسم طاعة ولي الأمر هو الدين والقضاء على الفوضى ، كما يفعل دعاة وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك، فهو نفسه تحريض على الدولة، لأن ذلك تحريض الشعب على الدولة من الجهة الأخرى. 2- وتكتمل صناعة الصدام بالداعية الآخر القادم عكس السير، الذي يحرض الشعب على الدولة باسم الحق والكرامة وأن خير الشهداء هو من قتله السلطان، وعندئذ تكتمل دائرة الصدام التي تهلك الجميع، وكان على الواجب على الجميع أن يحذروا من هذين النوعين من الدعاة الجدد، لأنه لا يتصور أن تستمر دولة بشعب ميت، أو شعب بدولة منهارة، والسلم المجتمعي الذي يعصم الدماء والأموال والأعراض هو القطعي […]
صكوك الحرمان والغفران في السياسة
صكوك الحرمان والغفران في السياسة 1-تجاوز إجماعات أهل السنة هي بداية السقوط: أكدت سابقا أن تجاوز الجماعات الدينية المعاصرة إجماع أهل السنة أن الكفر هو جحود معلوم من الدين بالضرورة، هو الذي أدى إلى فكرة أن الجماعات الدينية تعيش في الفترة المكية لعدم مشروعية الدولة الحديثة، مع أن هذه الجماعات نفسها هي التي تدخل البرلمان بالمشاركة مع غير المسلمين تحت اسم الإسلاميين، ويُحسب الفوز لهم جميعا بأنه فوز الإسلاميين مع وجود غير المسلمين معهم، بينما مقابل الإسلاميين هم غير الإسلاميين هم الذين يصلون معهم الجمعة ويؤمنون على دعاء الإمام جميعا. 2-إسلاميون ليسوا مسلمين ومسلمون ليسوا إسلاميين: كيف نفهم أن الإسلاميين صاروا من غير المسلمين، وأن المسلمين من الأحزاب الأخرى غير إسلاميين، ثم تأتي جماعة دينية من خارج البرلمان، وتحكم على الجميع بالرِّدة بالحاكمية والولاء والبراء لأن هذا المجلس تشريعي بزعمهم […]
المصلحة الشرعية أمام التحديات
المصلحة الشرعية أمام التحديات 1-المصلحة الشرعية عامة وليست لجماعة بعينها: فرق بين تلك المواقف العابرة مع قضايا الأمة، تلك المواقف التي تتبدل حسب تقلبات الطقس والحالة الجوية في لغة المعارضة والموالاة البائسة، وبين تلك المواقف العلمية التي تنظر باعتبار أن المصلحة الشرعية تستفيد منها المعارضة والموالاة والجماعة الذين يئسوا من مرض المناكفات، وتولوا إلى الظل بعيدا عن الحقائق، حيث لا يمكن أن تتحقق المصلحة الشرعية العامة للجميع والممتدة إلى الدار الآخرة ضمن تقسيم المجتمع إلى حالة فئوية مصلحة خاصة من رجال الأعمال والعمال، والرجل والمرأة، وما يسمى الإسلام السياسي وغير السياسي، والحركات الإسلامية والوطنية، ورجال الأعمال والبنوك وعمال الوطن. 2-التحدي أمام المصلحة الشرعية: وإن أعظم ما تواجهه المصلحة الشرعية الممتدة للجميع دون تمييز هو الانقسامات الدينية بسبب الفكر الجزئي القائم على إعادة النظر في النص وتجاوز المذاهب المتبوعة، والمحجة البيضاء […]