1-لم يُنقل إلينا أي فتوى لخالد بن الوليد -رضي الله عنه، ولو كانت التضحية والانتصار والإنجاز من مقومات الفتوى، لكان خالد أولى بها من ابن مسعود وابن عمر رضي الله عنهم أجمعين، ولكن الفتوى لا تستفيد قوتها من إنجازات المتصدِّرين للفتوى وتضحياتهم، ولا من خدمتهم المجتمع، بل إن إضفاء شرعية الفتوى بسبب التضحية والانتصار في المعركة، أو خدمة المجتمع، هو تحريف للفتوى، وطمس لمعالمها، ولم يكن على ذلك سلفنا الصالح، كما مر بك من حال خالد بن الوليد -رضي الله عنة. 2-إن الفتوى شأن بحثي موضوعي، لا علاقة له بالخطاب الجماهيري، ولا سلطان عليها إلا سلطان المنهج الاستدلالي الأصولي فقط، الذي يتحرَّر من قيود الواقع ورغبة الجماهير، فالمنهج الأصولي يراعي الواقع لكنه ليس أسيرا لذلك الواقع، ويراعي حال المستفتي لكن الفتوى ليست على هواه، ويراعي مصالح الأموال لكنه لا يجعل […]