لماذا لم يعقد صلاح الدين مؤتمرات من أجل القدس 1-صلاح الدين لا يحتاج مؤتمرا: تعقد المؤتمرات من أجل الوصول إلى وجهة نظر موحدة حول قضية معينة قد يختلف فيها الناس ويحتاجون للتشاور، ولما كانت مرجعية الأمة هي مذاهبها المتبوعة في العقيدة والفقه، والأملة لها إجماعاتها التي هي ركيزة وجودها لم يكن صلاح الدين بحاجة لمؤتمر، فالمسألة محسومة وإنما بقي المعول عليها الأعمال لا الأقوال. 2-عبثا تحاول يا صديقي: وأما بعد الفكر الديني المتجاوز في إعادة النظر في النص والمذاهب المتبوعة، والصحيحين، لم يَعُد له ما يتفق عليه، فهو عندئذ يبحث عن وحدة الصف الذي مزقه هو بنفسه، واتسع الخرق على الراقع، ولما ضاعت المحكمات فلم تعد المؤتمرات تجدي ما دامت ترديدا للمتشابهات التي كلما ردوا إليها ازدادوا فرقة، حقا ولدت الأمة ربتها. الكسر في الأصول لا ينجبر عبد ربه وأسير […]
الوسم: فقه الجهاد
قاعدة الفرق بين الخطابة والخطاب في الجهاد
قاعدة الفرق بين الخطابة والخطاب في الجهاد 1-معارك النبي صلى الله عليه وسلم أصول في الجهاد: كل معركة من معارك النبي صلى الله عليه وسلم كان لها فقهها الخاص بها، وكأن هذه المعارك مؤسسة لفقه في وقائع كل لها حكمها الخاص، وقد ذكرت ذلك في مقالات سابقة، منها ميزة انتصار القلة في بدر، وهزيمة الكثرة في حنين، ومنها النزول لرأي الشباب لملاقاة العدو خارج المدينة في أحد، وفي الوقت ومنها التحصن في المدينة في معركة الخندق، وكلها كانت ترجع إلى مسائل الإمامة في بيان الأصول وتطبيقات الفروع تلك الأصول، ويجب معرفة ما هو سياسي مؤقت وما هو سنة نبوية إلى يوم القيامة. 2-هل القلة باعتبار العدَد أم باعتبار العُدَد: إن الداعية المتجاوز يسرد حالة تلك المعارك أشبه بالقصص التاريخي، فلو احتج بنَصر القلة في بدر، فإنه لا يناقش أسباب هزيمة […]
لزوم الجماعة راجح على الفتنة
لزوم الجماعة راجح على الفتنة س: كيف تزعم أن ما بين الصحابة فتنة وأن العلماء يعرفون الفتنة إذا أقبلت فهل غاب ذلك عن الصحابة رضي الله عنهم. الجواب: 1-الصحابة مجتهدون بين حَقين ودفنوا الفتنة: أكثر الصحابة اعتزل الفتنة بين الصحابيين الجليلين علي ومعاوية رضي الله عنهما، والذين كانوا في الحرب كان يجتهدون في وقفها بينما كان دعاة الفتنة يسعرون نارها، واجتهد علي في حق الخلافة والطاعة، ومعاوية في أن قتلة عثمان رضي الله عنه في جيش الخلافة، وبالفعل كان قتلة علي رضي الله عنه في جيشه، فالكل كان معه بعض حق، واجتهدوا في وأد الفتنة وفعلا قطعوا دابرها بصلح معاوية والحسن رضي الله عنهما. 2-الجماعات المتجاوزة ليست على اجتهاد فقهي: أ-تكفير المسلمين باطل وليس فتنة: أما الكثير من شقاقات المسلمين اليوم فهي وصلت إلى هدم الشهادتين والتكفير خارج إجماعات أهل […]
مركزية الأمة ضامنة للبناء ووحدة المجتمع
مركزية الأمة ضامنة للبناء ووحدة المجتمع 1-مركزية الشريعة عند أهل السنة ومركزية السلطة عند الطوائف: ذهب الشيعة إلى أن الإمامة من أركان الإيمان، وقال المعتزلة بأن الإمام إذا سقطت عدالته سقطت طاعته، وذهب أهل السنة إلى مركزية الشريعة وبيانها العلمي، والبيان العلمي في العدالة للدولة دون منازعتها في السلطة، وذلك حفظا للدين والدماء والأموال، وليس استكانة وضعفا، بل لحماية العامة من الهلاك خشية الصراع الدموي على السلطة. 2-زمان الحداثة وعودة الطوائف: أ-الديمقراطية ونزع الشرعية عن الخلافة العثمانية والدولة القطرية: ولكن بين يدي الساعة عاد الفكر الديني المعاصر الذي انشق على المذاهب المتبوعة ومعه إلى الصراع في مركزية السلطة في نموذج الولاء والمعارضة، ولم يكن أهل السنة بعيدين من التأثر بالحداثة وفكر الطوائف سابقا كالمعتزلة في تكفير المسلمين بالكبائر حكاما ومحكومين، وأن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أصول الدين لا […]
علي رضي الله عنه ضد التكفير السياسي
علي رضي الله عنه ضد التكفير السياسي 1-تأمل النص الآتي: جاء في مصنف ابن أبي شيبة عن أبي البختري، قال: سئل علي عن أهل الجمل، قال: قيل: أَمُشركون هم؟ قال: من الشرك فروا , قيل: أمنافقون هم؟ قال: إن المنافقين لا يذكرون الله إلا قليلا ; قيل: فما هم؟ قال: إخواننا بغوا علينا) هذا هو علي رضي الله عنه الإمام المجتهد في دين الإسلام يحافظ على إجماع الأمة بعدم التكفير بالخصومات السياسية والدينية التي هي ليست من الكفر. 2- الخطأ في الاجتهاد السياسي لا ضلالة فيه: هذا ما فعله علي رضي الله عنه مع الخوارج الذين قاتلوا معه وقاتلوه، ثم قتلوه، أنه لا يجوز توظيف الدين لخدمة الأغراض السياسية والطائفية، وعلينا أن نعامل كل شيء بقدره، داخل دائرة الإسلام وتحت قبة الإيمان بين المسلمين، فكيف بنا اليوم مع الذين يفرقون […]
إصلاح الفقهي قبل السياسي
إصلاح الفقهي قبل السياسي 1-التعصب المذهبي حيلة نفسية للرأي الفردي في الدين: اضطرب الفكر الديني المتجاوز في كثير من أقواله ودعاواه، ولكنه اتفق على ثلاثة أشياء: إعادة النظر في النص، وتجاوز المذاهب المتبوعة، والحركة العنيفة داخل الإسلام باسم الجهاد، لست أتنبأ في ذلك بقدر ما أصف الأمر على ما هو عليه، ولم يحصل ذلك إلا بعد استخدام حيلة التعصب المذهبي للتحلل من المذاهب المتبوعة وعمل الأمة المستمر، ثم تكفير المسلم والحكم باستحلال دمه، والتفسيق والتبديع بحسب رؤية فردية متجاوزة للأمة. 2-دبلوماسية في عالم العقيدة : لا يمكن وضع سكة تسير عليها السياسية وما زالت الجماعات الدينية تنشر التشكيك حول الإجماع وتتجاوز عمل الأمة في مذاهبها المتبوعة بحيلة نفسية هي نبذ التعصب المذهبي، فلا يمسكها مذهب ولا قانون، بل تتجاوز بصمت وتتكيف مع العهد الجديد دون أن تراجع العهد القديم علانية، […]
الإخلال بالفقهي يلزم منه الإخلال بالسياسي والأمني 1-الأمن والعافية قاعدتا النعم كلها: إن المحافظة على قطعي حفظ الدماء والأموال، مبني على قطعيات الشريعة في الضروريات، ولا يمكن أن تبقى قطعيات ولا ضروريات إذا اختل الأمن والعافية، فهما كما يقول الإمام الجويني في غِياث الأمم: (فالأمن والعافية قاعدتا النعم كلها، ولا يُهنأ بشيء منها دونها) وعليه فإن هذا القطعي يشمل المسلمين والطوائف الإسلامية وغير المسلمين لأن الأمن لا يتجزأ لفئة دون أخرى فالطريق والسوق يسير فيه الجميع، واستخدام الروايات الدينية المتشابهة في رد محكمات الشريعة القطعية، هو من الذين في قلوبهم زيغ ابتغاء الفتنة. 2-الأمن واحد لا يقبل القسمة على اثنين: وهذه القطعيات والضروريات ليست محلا للتفاوض والتنازل عنها، ولا تختص بأهل السنة ولا بالطوائف الأخرى المنتسبة للإسلام ولا بغير المسلمين، وليس لأحد على آخر سبيل، ولا لطائفة على أخرى إلا […]
قاعدة الفرق بين الفتنة وبين صراع الحق مع الباطل (جهاد الدفع الذي هم فيه مختلفون)
قاعدة الفرق بين الفتنة وبين صراع الحق مع الباطل (جهاد الدفع الذي هم فيه مختلفون) تمهيد: فكر التحيز والصعود على السطح: منذ أن حصل الخلاف بين الجماعات الدينية فيما يجر ي من حرب إبادة على غزة، فمن السهل عليك أن تكون في أحد الجانبين، ولكن السؤال الأكبر هو لماذا هذا الشقاق، مما يعني أنك لا تنخرط في الخصام، ولكنك مضطر إلى الصعود على السطح لرؤية المشاجرة من الأعلى لمعرفة سبب هذا الخلاف؟ أولا: الفتنة ترجيح بين خير الخَيْرَين وليس بين الخير والشر لا تظن أن الفتنة حرب بين حق وباطل، فلم تكن حربُ علي رضي الله عنه مع الخوارج فتنة، بل كانت بين حق وباطل، ولكن الفتنة هي أن يكون كل من الخصمين معه بعض الحق، كالحرب بين علي ومعه المبشرون بالجنة، ومعاوية ومعه المبشرون بالجنة أيضا، رضي الله […]
صكوك الحرمان والغفران في السياسة
صكوك الحرمان والغفران في السياسة 1-تجاوز إجماعات أهل السنة هي بداية السقوط: أكدت سابقا أن تجاوز الجماعات الدينية المعاصرة إجماع أهل السنة أن الكفر هو جحود معلوم من الدين بالضرورة، هو الذي أدى إلى فكرة أن الجماعات الدينية تعيش في الفترة المكية لعدم مشروعية الدولة الحديثة، مع أن هذه الجماعات نفسها هي التي تدخل البرلمان بالمشاركة مع غير المسلمين تحت اسم الإسلاميين، ويُحسب الفوز لهم جميعا بأنه فوز الإسلاميين مع وجود غير المسلمين معهم، بينما مقابل الإسلاميين هم غير الإسلاميين هم الذين يصلون معهم الجمعة ويؤمنون على دعاء الإمام جميعا. 2-إسلاميون ليسوا مسلمين ومسلمون ليسوا إسلاميين: كيف نفهم أن الإسلاميين صاروا من غير المسلمين، وأن المسلمين من الأحزاب الأخرى غير إسلاميين، ثم تأتي جماعة دينية من خارج البرلمان، وتحكم على الجميع بالرِّدة بالحاكمية والولاء والبراء لأن هذا المجلس تشريعي بزعمهم […]
المصلحة الشرعية أمام التحديات
المصلحة الشرعية أمام التحديات 1-المصلحة الشرعية عامة وليست لجماعة بعينها: فرق بين تلك المواقف العابرة مع قضايا الأمة، تلك المواقف التي تتبدل حسب تقلبات الطقس والحالة الجوية في لغة المعارضة والموالاة البائسة، وبين تلك المواقف العلمية التي تنظر باعتبار أن المصلحة الشرعية تستفيد منها المعارضة والموالاة والجماعة الذين يئسوا من مرض المناكفات، وتولوا إلى الظل بعيدا عن الحقائق، حيث لا يمكن أن تتحقق المصلحة الشرعية العامة للجميع والممتدة إلى الدار الآخرة ضمن تقسيم المجتمع إلى حالة فئوية مصلحة خاصة من رجال الأعمال والعمال، والرجل والمرأة، وما يسمى الإسلام السياسي وغير السياسي، والحركات الإسلامية والوطنية، ورجال الأعمال والبنوك وعمال الوطن. 2-التحدي أمام المصلحة الشرعية: وإن أعظم ما تواجهه المصلحة الشرعية الممتدة للجميع دون تمييز هو الانقسامات الدينية بسبب الفكر الجزئي القائم على إعادة النظر في النص وتجاوز المذاهب المتبوعة، والمحجة البيضاء […]
الشيخوخة والموت في غرفة الخداج
الشيخوخة والموت في غرفة الخداج 1-موت الشيخ في خداج الأطفال: الجماعة الدينية تربي أتباعها على الانتماء إليها بوصفها الفرقة الناجية أو الطائفة المنصورة، ورمزية الرجل العظيم في الفراغ الكبير، مع بضع مقولات يعيش الداعية محاربا عليها ولاء وبراء وتفسيقا وتبديعا، ناهيك عن تبدلات المواقف المحرجة للجماعة بسبب تغيرات الواقع، وحرام الأمس حلال اليوم، فلا عجب أن يرى الداعية الفقه الإسلامي جامدا، لأن الداعية متنقل، وبالأمس التصوير شرك واليوم عمت به البلوى، وطي صفحة التكفير سابقا بعدما تبين أنها باطلة شرعا ولم تعد تناسب جميع الأذواق، لأن المطلوب هو التكيف مع العهد الجديد دون إنكار العهد القديم. 2-استمِر في التعلم واحذر حرب الاستنزاف: أما في دراسة المذهب الفقهي فالتلميذ مستمر بالتحصيل، وليس معنيا بصراع الجماعات حول عقدة المختارية الإلهية التي يدعيها الأب المؤسس، فدارس المذهب مَعْني بالتحصيل في اللغة والفقه والأصول […]
نموذج الفقه في مركزية الأمة والتوازن مع السلطة
نموذج الفقه في مركزية الأمة والتوازن مع السلطة: تمهيد: هكذا يبني الفقه العلاقة بين العالِم والسلطة: كان الفقه مرجعية القضاء والفتوى ومحددا لمساحة السياسي للحاكم لا أن يكون الفقيه هو الحاكم والخليفة، والأمة علماء وخلفاء وعامة يرون الفقه هو المعيار للجميع، والفقه يعين مساحة السلطة في السياسية الشرعية، وأنكر الفقهاء على الخلفاء لحق الشرع لا نزاعا على السلطة مما أدى إلى توازن بين مركزية الأمة والبيان وصولجان السلطان، واستمرت مركزية الأمة والشريعة رافعة للسلطة في مواجهة العدو الخارجي والنفاق الباطني دون الحاجة إلى برلمان وفصل السلطات ودستور إلى ظهور الحداثة الأوروبية في ثنائية الدكتاتورية وحكم الشعب، وأحلت نموذجها المهيمن على مستوى العالَم. 1-إحلال النموذج الحداثي محل مركزية الأمة: فوجئ المسلمون بالنموذج الغربي في الديمقراطية والرأسمالية والنزعة الفردية فقال لا يا خليفة اجعل لنا برلمانا كما لهم برلمان، دون إدراكهم أن […]
الفكر الديني الأداتي يوم بيوم
الفكر الديني الأداتي يوم بيوم 1-فكر أداتي سريع متغير : إن قاعدة صلاح الأمة هي فروض الأعيان واجتناب المحارم، فهذا هو حبل الله تعالى الذي فيه أمن الأمة وأمانها، ولكن الفكر الديني المتجاوز تحول إلى فكر ديني أداتي يعيش يوما بيوم، ولم يدرك أن أن مشاق اليوم في فرائض الأعيان والكفايات هي أمان للجيل القادم، بل يستعجل المكاسب السريعة والمؤقتة ويؤجل المشكلة الكبرى للجيل القادم. 2-مؤمنون بالشريعة لا زبائن عابرين: فهو فكر لا ينظر إلى حقائق الشريعة أنها قيمة في نفسها بصرف النظر عن المكاسب والوقتية السريعة التي يستعجل بها الذين يحبون العاجلة، فلا يتأمل جمال فرض العين وهو يحيي الفرد حياة طيبة، وفرض الكفاية وهو يحيي الأمة حياة عزيزة، واجتناب المحارم هو درء للمفاسد عن الأمة، بل ينظر إلى الربح اليومي القليل والخسارة الكبرى المؤجلة، فيقاطع بالإضراب فرض العين […]
طريقة طبخ رجال الدين داخل الإسلام
طريق طبخ رجال الدين داخل الإسلام 1-الدهرية وحل يبحث عن مشكلة: أ-اختراع مشكلة وهمية: حاول الدهرية (العلمانيون) أن يختلقوا أزمة الغرب بين سلطة الكنيسة والقيصر وسحبها على الخليفة والمذاهب العلمية في الإسلام، فادَّعَوا زورا أن الحديث والفقه والأصول كُتبت بتأثير من سلطة الأمويين والعباسيين، واخترعوا صراعا غير موجود فعلا بين سلطة دينية وسلطة سياسية، وعند اختراع هذه المشكلة الموهومة يصبح العالم الإسلامي بحاجة إلى التنوير الأروبي لتحديد مجالات الدين ومجالات السياسة والفصل بينها. ب-المشكلة غير موجودة فعلا: ولكنهم وجدوا أن أئمة الدين كانوا قائمين بالعلم والبيان مع الصبر على الضرب والأذى والحبس، ولم يكونوا في صراع على السلطة السياسية، ولا لهم سلطة دينية، فليس لهم إلا العلم والبيان في مركزية الأمة والشريعة التي هي قيد العدالة على السلطة السياسية وليست سلطة داخل السلطة، وعليه فلا حاجة للتنوير المشؤوم لعدم […]
مجرد القلة والكثرة علة عامة لا تعلل بها أحكام الجهاد
مجرد القلة والكثرة علة عامة لا تعلل بها أحكام الجهاد 1-القلة وصف لا يتعلق به حكم: نحتاج إلى بيان الفرق بين الفقه والفكر الدعوي في علل الجهاد، للخروج من تحويل التاريخ إلى دين أو الدين إلى تاريخ، ففي مكة كان المسلمون قلة ولم يؤذن لهم برخصة الجهاد، بل أمروا بعزيمة الصبر (فَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُم بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا)، وأذن الله تعالى للمسلمين بالجهاد مع القلة(أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ )، وعليه لا تكون القلة سببا للنصر ولا للهزيمة ولا موجبة للجهاد ولا مانعة منه، بل يجب البحث في أمور أخرى كما تنص عليه نصوص المعتمد في الفتوى في المذاهب المتبوعة. 2-الفكر الدعوي خطابي جماهيري: فلم تكن القلة علة للجهاد ولا لعدمه، كما أن الفكر الدعوي لا يدرس مفهوم القلة كما درسه الفقهاء حيث […]
لماذا تفاجئني يا برنارد
لماذا تفاجئني يا برنارد 1-المسلمون خارج ثنائية الدكتاتورية وحكم الشعب: في لقاء طويل مع المستشرق برنارد لويس يقول برنارد لويس لا يجوز أن توصف الخلافة الإسلامية بأنها دكتاتورية لأن أصغر دكتاتور لها سلطة أكثر من الخليفة لأن الخليفة المسلم محكوم بالعلماء والشريعة فهم قيود على حكم الخليفة، والمسلمون خارج ثنائية الدكتاتورية وحكم الشعب. 2-يا غلام هات مختصر خليل: قلت كيف فهم هذا الرجل مركزية الأمة والشريعة، وأن الحق لا يخضع للشعب ولا للسلطة، لا يخضع لمصالح رجال الأعمال، ولا إضراب نقابات العمال، بينما يرى الفكر الديني المتجاوز ثنائية الدكتاتورية وحكم الشعب ولا ثالث لهما، على طريقة الباطني جمال الدين غير الأفغاني الذي أسقط الخلافة العثمانية بثنائية الغرب هذه، وصار الفكر الديني المتجاوز جزءا من واقع خرب يلفق له شبهات النصوص لحشد الجمهور حول الجماعة في مركزية السلطة، بينما استمرت الأمة […]
لماذا الجماعات الدينية المتجاوزة تَلِدُ أعداءها
لماذا الجماعات الدينية المتجاوِزة تَلِدُ أعداءها 1-مشكلة مرحلية أم خلع ولادة: أتحدث عن الجماعات الدينية التي قامت على إعادة النظر في النص وتجاوز المذاهب المتبوعة والحركة العنيفة، فهي أصلا تجاوزت الأمة، وهذا بحد ذاته خلع ولادة وتناقضات منذ النشأة، وإن انشقاق الجماعة الواحدة إلى جماعات متلاعنه في الجنازات ليست مسألة سياسية، بل إن اعتقاد ذلك يبعدنا من الحل، ونبقى في دورة الشقاق والانشقاق المستمر مع الوقوف السطحي أمام المشكلة، نحن بحاجة إلى دراسة مسحية لانشقاق الجماعات نفسها عن الجماعة وتشكيكها في إجماعات الأمة الدينية في الشهادتين وتكفير المسلم بالطاغوت والولاء والبراء وتوحيد الربوبية لأبي جهل وشرك الألوهية للمسلمين، هناك تناقضات عميقة داخل الجماعات نفسها. 2-الصقور تأكل الحمائم ولا تختلف معها في الرأي: هذه التناقضات ليست سياسية عابرة عندما تأكل الصقور الحمائم، ولا هي تعددية مشروعة ووجهات نظر عندما يمضي الضبع […]
مثال الفرق بين الشعبوية الدينية والمذهب الفقهي
مثال الفرق بين الشعبوية الدينية والمذهب الفقهي 1-بين شعبوية الداعية وعِلْمِية الفقيه: كم مرة سمعنا الداعية يخطب في قوله تعالى (قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلَاقُو اللَّهِ كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ)، دون أن يحرر معنى النص وعلته، إنما هو حشد جماهير ي لإمتاع الجمهور الهارب من اليأس، وفي الوقت نفسه كيف يجمع الفقيه بين نصوص النصرة بالقلة والتخصيص بالعلة، واعتبار القوة وليس مجرد الأعداد قلة وكثرة، ومع ذلك كله إعمال قوله تعالى (وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ). 2-الاجتهاد الفقهي ضد الشعبوية الدينية : جاء في تحفة المحتاج في شرح المنهاج وحواشي الشرواني والعبادي (9/ 244) (فإن زادوا على مثلينا جاز الانصراف) مطلقا للآية. (إلا أنه يحرم انصراف مائة بطل عن مائتين وواحد ضعفاء) ويجوز انصراف مائة ضعفاء عن مائة وتسعة وتسعين أبطالا. […]
الداعية بين التنبؤ بالمستقبل والتفريط في الواقع
الداعية بين التنبؤ بالمستقبل والتفريط في الواقع 1-القرآن كتاب تكليف بما يجب علينا أن نفعله الآن، أقله فرض العين والكفاية، واجتناب الحرام، -ولكن مع الأسف تحول إلى التنبؤات بموعد زوال إسرائيل، ومحاولة إقناعنا أن النصر على العداد لا على الإعداد، أما التكليف الذي ينادي به الداعية، فهو الإضراب عن علم فرض العين الذي أوجبه الله علينا نكاية في العدو! ومقاطعة الشراب الأسود والدجاج الخشن في المطاعم الأجنبية وليس مقاطعة الدخان الذي قتل الآلاف وأتلف الثروة. 2-خطاب الداعية خطاب فراغي يخلو من الحقيقة، وحسب الشريعة الإسلامية عنده يقطع ما أمر الله به أن يوصل في فرض العين، ولا يقاطع الكبائر، فهو يهدف إلى حشد جمهور المستنقع الغارق في الكبائر للتجمع في المستنقع وأن يكونوا يدا واحدة فيه، لا الخروج منه ووصل ما أمر الله به أن يوصل. الكسر في الأصول لا […]
دعوة للإضراب عن الكبائر حتى يرضى الله تعالى
دعوة للإضراب عن الكبائر 1-الطبيعة تصنع التدين: لو تأمل الإخوة المضربون عن فرض التعليم الذي تقاضَوا عليه أجرا، وأخذوا الأجرة مع تعمدهم ترك العمل، ولم يرُدُّوا الأجرة لصاحب العمل، ثم تأولوا لذلك تأويلات تبريرية تقنعهم بأن بمقاطعة ما أمَر الله به أن يوصل في فروض الأعيان هو من المعروف، فإنهم سيجدون أن ذلك ليس أمرا عابرا خاصا بالإضراب، بل سيلاحظون تأثير الواقع في إنتاج التدين الجديد والمسلم الأخير، وأن الطبع الذي أخرج أبانا آدم من الجنه هو عينه الطبع الذي ينتج الأحكام اليوم، ويصفها بأنها دين مع أنها تقطع ما أمر الله به أن يوصل، مسألة لا تحتاج إلى التأمل في الإضراب بل في كلي الطبيعة المهيمن على الشريعة، ويجعل المعروف منكرا والمنكر معروفا ثم إغراق الناس بسيول من الروايات والأخبار والمغازي تحجب عنهم الشريعة. 2-الأَوْلى هو المسارعة إلى الخيرات: […]