سقوط الداعية أم سقوط الجمهور 1-تعثرات في خطاب السعادة: كثر الحديث عن سقوط بعض الدعاة بسبب التغير ات السياسية والاجتماعية التي تعصف بالواقع، فتحدَّث الجمهور عن تساقط الدعاة، وكأنَّ أولئك الدعاة في خطاب السعادة كانوا من غير ملايين المتابعين للداعية ثم حكموا بسقوطه، لأنه غير قادر على إرضاء الجمهور في خطاب سعادة مرتفع ونطاق سلطة مركزية ضيقة فلم يعد قادرا على إسعاد الغارقين في مستنقع الكبائر وأن النصر فوق رؤوسهم. 2-خطاب السعادة يمنحك فرصة اختيار الداعية المناسب: مما اضطر الجمهور إلى صناعة داعية جديد في خطاب سعادة رضائي مع موجة سياسية عالية وسقف سلطة مركزية مرتفع، مع الإصرار على إهمال خطاب التكليف بالحلال والحرام وفروض الأعيان، فخطاب السعادة يخطاب الناس بما يجب على غيرهم، وإذا لقي الغير خاطبهم بما يجب على الناس، فلا يحمل تكليفا بالحلال والحرام، ولا يبريء ذمة […]
الوسم: مركزية الأمة في الإسلام
قل هو من عند أنفسكم وليس من سايكس بيكو
قل هو من عند أنفسكم وليس من سايكس بيكو 1-التمزق في الفكر وليس في الأرض: تربينا على خرافة أن اتفاقية سايكس بيكو هي التي قسَّمَتنا، وكم مرة قلت: قل هو من عند أنفسكم، وكم شكوت الغلو في التكفير والتبديع والتفسيق ومن التلاعن في الجنازات والتنابز بالألقاب بين الجماعات الدينية المحدثة في الفكر الديني المتجاوز الذي قام على إعادة النظر في النص وتجاوز المذاهب المتبوعة، وبعد ذلك أجد لكم نصين من الاتفاقية تأملوهما ثم ولوموا أنفسكم. 2-هل تعلم أن اتفاقية سايكس بيكو اشترطت دولة عربية موحدة: وبعد مراجعتي لشروط الاتفاقية فوجئت أن شرطها الأول هو دولة عربية مستقلة أو اتحاد دول عربية تحت سيادة زعيم عربي واحد، وأفاجأ بالمادة الأولى من الاتفاقية تكذب خرافة أن فرقتنا بسبب سايكس بيكو، لماذا خدعنا كل هذه السنين، من منا سأل نفسه هل قرأت الاتفاقية؟! […]
كلما مات شيخ لعَنَت أمَّةٌ أختها
كلما مات شيخ لعَنَت أمَّةٌ أختها 1-المحاكمة على مقولات الجماعة: إن مشكلة الجنازات المعاصرة هي تلاعن الجماعات الدينية عند الموت، وهذا شعور متبادل عند هذه الجماعات التي لا هم لها إلا التحيز ، ومحاكمة الغير على تلك التحيزات، فتراه يفتنون في كل عام مرة أو مرتين، حسب ما تيسر من الموتى، لكن لا أحد يسأل لماذا هذه التحيزات الضيقة التي تحاكِم الغير على رؤية الجماعة في مقولات الآباء المؤسسين. 2-أين المحجة البيضاء: وإذا ردوا جميعا إلى الكتاب والسنة الصحيحة اتسعت الهوة بينهم وتعمقت الفجوة وزاد العداء، مما يعني إما أنهم مخطئون، أو أنهم لم يردوا الأمر إلى الله ورسوله، و لم يقع الرد على الوجه الشرعي في مركزية الجماعة وغياب مركزية الأمة، وهذا إن دل على شيء فيدل على خلو المتلاعنين من محكمات الشريعة والمحجة البيضاء التي تركنا عليها رسول […]
درء المفسدة مقدم على جلب المصلحة ليس على إطلاقه
درء المفسدة مقدم على جلب المصلحة ليس على إطلاقه 1-يجب التفصيل في موضع الإجمال: تكثر المشكلات المعرفية بسبب الأدلة العامة دون تفصيل تلك الأدلة، فليس مجرد تعارض المفسدة مع المصلحة يجب درء المفسدة، بل لا بد من الترجيح بتعيين تلك المفسدة، فإن كانت المفسدة تساوت مع المصلحة أو كانت المفسدة أشد، فعندئذ تدرأ المفسدة وتصبح المصلحة مرجوحة، أما إذا عظمت المصلحة وكانت المفسدة الواقعة قليلة فيجب تقديم المصلحة، ومن هنا يظهر لك خطورة الإطلاقات على المعرفة الدينية. 2-التوضيح بمثال: ومثال تقديم المصلحة العظيمة وإلغاء جانب المفسدة القليلة، دخول العلماء في الجامعات والمناصب الرسمية والقرب من السلطان لتقديم البيان العلمي، حتى لا تترك الساحة لأصحاب الضلالة والبدعة الذين قد يؤثرون بالإفساد الفكري في مؤسسات الدولة، وشاهد لذلك لَـمَّا ترك العلماء الدخول على السلطان، استأثر المعتزلة بالمأمون وأدخلوه في فتنة خلق القرآن، […]
يحشر المرء مع من أحب بين الملة والجِبِِلَّة (فماذا عن حب النبي صلى الله عليه وسلم لعمه أبي طالب) (نحو قانون دولي إنساني بديل)
يحشر المرء مع من أحب بين المِلَّة والجِبِلَّة (فماذا عن حب النبي صلى الله عليه وسلم لعمه أبي طالب) (نحو قانون دولي إنساني بديل) أسئلة برسم الإجابة س1: ما أهمية التمييز بين الحب الجبلي الاضطراري والحب في الفكر والسلوك. س2: ما أثر التمييز بين الجبلي والاختياري في الأحكام الفقهية. س3: هل يعتبر الشرع في عمل الكافر إذا وافق الكافر العمل وخالف في القصد. س4: لماذا اعتبر الشرع حمية أبي طالب في دخوله في الشعب، والمطعم بن عدي في إجارته النبي صلى الله عليه وسلم لما رجع من الطائف مع أنهما لم يدخلا تحت الشهادتين؟ س5: كيف نوفق في العمل أدلة الشارع بين قوله صلى الله عليه وسلم: إنما الأعمال بالنيات، وقوله : من أحدث في أمرنا ما ليس منه فهو رد، وفي ضوء هذا النصين، كيف نفهم اعتبار الشرع لعمل […]
(وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم) الشيعة أم أهل السنة والجماعة
(وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم) الشيعة أم أهل السنة والجماعة الملخص 1-إن محكمات الشريعة هي عدم التفضيل باعتبار القوم إنما باعتبار الأعمال الصالحة، وأن الصحابة هم أفضل الأمة وأن الخطاب (وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم) متوجه لهم وقت التنزيل فيقصد منه التخويف من قدرة الله وليس تحقيق الاستبدال، أو يقصد التفضيل لبعض الفرس لكمال أعمالهم على بعض العرب لنقص أعمالهم، أو أن المراد بالاستبدال للكفار وليس للصحابة وهو من باب الخاص أريد به العام مثل (لئن أشركت ليحبطن عملك) والرسول صلى الله عليه وسلم لا يشرك قطعا . 2- وليس في الآية رفع قومية الفرس ولا العرب لأن القومية دون عمل لا تفضيل فيها بل هو من التكليف بما لا يطاق، ومنعه من محكمات الشريعة، فلا يختار الإنسان قومه بل التفضيل بالتقوى، فيجب رد المتشابهات للمحكمات، بعيدا عن خوارزميات الفكر […]
الكره والفرح بين رعاية الجبلة وحراسة المِلَّة (علم النفس والسلوك في الإسلام)
الكره والفرح بين رعاية الجبلة وحراسة المِلَّة (علم النفس والسلوك في الإسلام) تمهيد: بطلان عقدة التدين في الشريعة: ما كتبته سابقا أن أهل غزة لا يأثمون إذا حزنوا لقصف الكيان لإيران، ولا أهل حلب يأثمون بفرحهم لقصف إيران، ومن خلال التساؤلات الواردة فإن جدير بأن نفرق بين الفرح والكره في الجبلة والفرح والكفر في التكليف وكلاهما وارد في الكتاب العزيز، وكانت الفرصة سانحة أن أبين تأسيسا فقهيا في علم النفس بناء على القواعد الفقهية والأصولية، بما يرعى الجبلة ويحرس المِلَّة، إبطال دعوى العُقدة النفسية بسبب التدين، وأن أصولنا الفقهية لا يتصور فيها الخصومة بين الجبلة والملة، وضربتُ لذلك بمَثَلين من الكره والفرح، مع كثرة الأمثلة من النصوص إلا أنهما كافيان في البيان. أولا: أصول الباب المحكمة: 1-إحكام الأصول أولا: ما صح عن عائشة قالت: (كان رسولُ الله – صلَّى الله […]
تقييم النموذج الفقهي من هجوم الكيان على إيران
تقييم النموذج الفقهي من هجوم الكيان على إيران أولا: موقف الدولة في الفكر النفعي إدانة الهجوم(قارب المصلحة ولم يقصد موافقة الشرع): 1-توضيح عناصر الموقف: بالرغم من أن إيران عدو تقليدي لبعض الدول العربية، إلا أن هذه الدول التي تعادي إيران تجاوزت التاريخ القريب ونظرت نظرا مصلحيا باعتبار المنفعة التي هي المصلحة العادية مجردة من النظر الشرعي في المقاصد الخمس خصوصا ضروري الدين، ذلك لأن بناء فكر الدولة السياسي المعاصر هو نظر في المنافع والمفاسد باعتبار العادة، لذلك أدانت هجوم الكيان على إيران على أساس جلب المنافع العادية لها ودرء المفاسد عنها باعتبار العادة، مع أن بنية الفكر في الدولة الحديثة لا تبحث عن موقف الشارع، إلا أنها قاربت في السياسة الشرعية في النظري المصلحي، لكنها لم تقصد موافقة الشارع. 2-إيمان المسلم في الأعيان راجح على فكر الدولة الحديثة: ما ذكرته […]
الخطأ في الكلي ليس كالخطأ في الجزئي الفرق بين السياسي ورجل الدين هو في 1%
الخطأ في الكلي ليس كالخطأ في الجزئي الفرق بين السياسي ورجل الدين هو في 1% 1-شتان بين السياسة الشرعية وفكر الأب المؤسس: إن اختلفت مع السياسي في 99% فإنه يتفق على العمل معك في 1%، لأن فيه مصلحة له 1% وهو خير من عدمها في 99%، أما رجل الدين والداعية فإن اتفقت معه في 99% فسوف ينشق ويؤلف جماعة جديدة من 1%، فهو يعتقد أنه يبحث عن الحق وقد يكون في 1%، والباطل في 99%، فيخلط الولاء والبراء والتفسيق في السياسة الشرعية، ولا يميز المساحات بين العقيدة والفقه والسياسة الشرعية ، مع العلم أن السياسة الشرعية قائمة على نظر كلي في جلب المصالح ودفع المفاسد، وليست تحكمها أدلة جزئية خاصة، وليس فيها حقيقة عقدية أو دليل تفصيلي جزئي، لذلك تتسع في مساحة الوهم على الداعية ومساحة الوهم هذه هي حْلْبة […]
سبحان من انتقم للاثنين من الاثنين بالاثنين (أين الله من المذابح في غزة وحلب)
سبحان من انتقم للاثنين من الاثنين بالاثنين (أين الله من المذابح في غزة وحلب) 1-أحصاه الله ونسوه: إن آلام المذابح التي ارتكبتها الباطنية في الشام لا تمحوها الأيام، فما زال الأهل في سوريا يعيشون هو ل تلك المذابح، أما المذابح في غزة على يد اليهود فقد سارت بها الركبان، ولو سألت أين الله من هذه الظلامات التي تفتك بالبشر فلن تجد الجواب في أحاديث دهاة التحليل الذين يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا، وإن إجابتك مسطرة في اللوح المحفوظ، سيظهرها الله لك في حينه، لأنه لا يَعْجَل بِعَجَلتك، وحِلمه أوسع من غضبك، وعلمه لا يحيط به عقلك. 2-هل ينظرون إلا تأويله: ما عليك إلا أن تعمل استطاعتك في فرض العين، وما فوق طاعتك فهو شأن إلهي، ولا تتدخل فيما ليس لك، ولن ينفعك القبض على الريموت وقد نسيت ما أوجب الله […]
قارَبَ الشرع ولم يقصد وقَصَد الشرع ولم يُقارب (موقف الدولة والجماعة الدينية من الحر ب على إيران)
قارَبَ الشرع ولم يقصد وقَصَد الشرع ولم يُقارب (موقف الدولة والجماعة الدينية من الحر ب على إيران) 1-الجماعات الدينية تقصد الشرع ولم تقاربه: ما زال السؤال يلح حول الموقف من هجمات العدو على إيران، وقد ذكرت أن الجماعات الدينية تفسر الأحداث حسب أفكارها، وتحاكم الأحداث على مقولات الأب المؤسس، وهي تظن أنها بتلك الأفكار المتضادة قادرة على تعيين الصواب وموافقة الشرع، ولكنك ترى موقف النقيضين من التأييد والرفض من داخل الفكر الديني نفسه، دون الالتفات إلى مصلحة تشرع أو مفسدة تدفع، مع أن الفقه سيقيم الحرب بمصالحها ومفاسدها لا بالمواقف التاريخية والأحداث الجزئية، فتكون الجماعة الدينية قصد الشرع ولكنها جافته في الحقيقة. 2-الدولة قاربت الشرع ولم تقصده: أما الدولة فإنها ستنظر إلى المكاسب والخسائر، والتهديدات اللاحقة بها جراء تلك الحرب، ولها أجهزتها البحثية والاستشارية المتخصصة في هذا النظر، بصرف النظر […]
خوازميات الفكر الديني وميكانيكا السياسة (موقف الجماعات الدينية من إيران نموذجا)
خوازميات الفكر الديني وميكانيكا السياسة (موقف الجماعات الدينية من إيران نموذجا) 1-تجديد البحث النظري في الاجتهاد الفقهي: إن السياسة الشرعية وقرار الحرب جزء منها، يرجع في بنيته الفقهية إلى مصالح كلية في حفظ الضروريات الخمس مع التكلميلي، وحراستها من جانب الإضرار بها بدرء المفاسد عنها، ويجب على المجتهد بالفقه والسياسية أن يجدد النظر فيها ولا يكتفي بالمسائل المشابهة السابقة لها، فكل مسألة لها مشخصاتها الزمانية والمكانية وارتداداتها على المصالح الكلية. 2-الفكر الديني المتجاوز خوازمي ميكانيكي. لكننا نجد أن الجماعات الدينية المعاصرة لا تحتاج إلى نظر، فنظرها هو باعتبار فكر الجماعة، لا عجب أنك تستطيع أن تتنبأ بمواقف هذه الجماعات مسبقا في طرح أي مسألة فلو طرحت حكم المظاهرات والإضراب مثلا فستجد الفريقين في نفس الموقف معها أو ضدها، وكذلك إذا بحثت تاريخيا عن الموقف من إيران وضرباتها للعدو فستجد أن […]
تحريم نافلة الحج والعمرة لأسباب سياسية واقتصادية (بين النظر الفقهي الأصولي و الفكر الديني)
تحريم نافلة الحج والعمرة لأسباب سياسية واقتصادية (بين النظر الفقهي الأصولي و الفكر الديني) تمهيد: محل البحث وأسئلته: ليس محل البحث تقديم حاجة الفقراء على حج النافلة بل محله تحريم حج النافلة لما يؤدي إليه بحسب دعوى القائل بالتحريم إلى تمويل العدو، ويفترض أن تجيب المقالة على الأسئلة الآتية: س1: هل الفكر الديني المعاصر استوعب أصول الاجتهاد في بحث المسألة. س2: ما تأثير مركزية السلطة موالاةً ومعارضةً في الفكر الديني المعاصر، في هاته المسألة وما شابها. س3: كيف يمكن للاجتهاد الفقهي إحياء مركزية الأمة والشريعة والمحافظة على فرعية الدولة، بمثال توضيحي في هذه المسألة. س4: هل يمثل المذهب الفقهي الأصولي نموجا بديلا لحالة الاستعصاء المعرفي بسبب شتات الجماعات الفكرية، وهذه المسألة حالة تطبيقية. س5: هات نموذجا في هذه المسألة للنقد القائم على المنهج الأصولي بدلا من الرؤية الفكرية في […]
المرأة نصف المجتمع أم نصف العُمال
المرأة نصف المجتمع أم نصف العُمال 1-نصف العمال في البيت: تمر كلمة المرأة نصف المجتمع في سياق أنه لا يجوز أن يكون هذا النصف معطلا في البيت، بوصفها كلمة عابرة دون تحليل، كلسعة من بعوضة رأسمالية لا تشعُر بوخزتها، ولكنك تشعر بِحَكة بعدها تفتك بالأسرة، وقد حقنتك بالرأسمالية بوصف المرأة عاملا في المصنع ومدِينة للبنك بالتقسيط حتى الموت، وبوصفها أيضا رشيقة تمشي الهُوَيْنا بين المكاتب، ثم تقتنع باللسعة بدون ألم، وتصبح في غفلة تتحدث أن المرأة نصف المجتمع، والمعنى في الحقيقة هي نصف العمال لا نصف المجتمع، وأنها بوصفها ربة البيت وأُمًّا وزوجة غير داخلة في الناتج القومي، مع أنها أم لأولادها ليس لدوامها نهاية إلا بالموت. 2- من يطبخ عشاء مؤسس الرأسمالية: أ- ترانيم الإرشاد الأسْرِي لا تُصلح ما أفسدته الرأسمالية: من يطبخ عشاء آدم سميث، ليس كلامي […]
إذا غيَّرت رأسك فلا تَنْس أن تُبدِّلَ قدمَيك
إذا غيَّرت رأسك فلا تَنْس أن تُبدِّلَ قدمَيك 1-كل رأس له أقدام تناسبه: إن استخدام بعض الجماعات الدينية قواعد فكرية مغالية في التكفير من أجل الوصول إلى قتال شرس في محاربة الأعداء والخصوم السياسيين، ثم تحقق الهدف في الوصول إلى الغاية عن طريق تلك القواعد الفكرية، فإن العهد القديم سيصبح في نظر أصحابه فكرا قديما غير صالح للاستعمال في الدنيا وليس هو من رضا الله في الآخرة، بل عبئا على الدين والسياسة لأنه لباس ضيق حسب حجم الجماعة الفئوية، ولا يتسع للمجتمع الدولة، وعند قيام الدولة تكون حاجات الدولة والسياسة هي تبديل الأقدام الفكرية لأنها أصبحت عجلات مَركبة مهترئة، لا يمكنها أن تحمل رأسا جديدا في حجم الدولة والشعب. 2-المتشابهات وقود المرحلة: هذا يبين خطورة استخدام الدين استخداما توظيفيا في تكفير الخصوم السياسيين بالولاء والبراء والحاكمية، وفي خدمة الفئوية الضيقة […]
الارتدادات الفكرية للحرب على غزة (غزة مرآة يرى العالم فيها وجهه القبيح وجبينه الجريح)
الارتدادات الفكرية للحرب على غزة غزة مرآة يرى العالم فيها وجهه القبيح وجبينه الجريح 1-تكسرت المرايا إلا مرآة الحقيقة: تكسرت على شواطيء غزة المرايا المحدبة التي تريك القريب بعيدا، والمقعرة التي تريك الصغير كبيرا، لم تبق إلا المرآة الوحيدة الحقيقية هي غزة، يرى العالم فيها وجهه القبيح، وجبينه الجريح، والشعب الذبيح، يموت الناس جوعا والطعام على باب دارهم المحاصرة، ليس نتيجة كارثة طبيعية بل بإرادة السيد الدولية التي تستنكر على استحياء ما يفعله الخادم الذي رضي عنه السيد. 2- الفكر أقوى من السلاح: قد يعجز السلاح ولكن لا يعجز القلم عن تفكيك الفلسفة البائسة في مباديء القانون الطبيعي والبقاء للأصلح في داروينية السياسة والاجتماع، التي هي أخطر من الداروينية الحيوية، لقد غزانا المغول بسلاحهم لكننا انتصرنا بالإسلام، وانتصرت فلسفة اليونان بالفكر على جيوش روما، وكذلك يستطيع الإسلام في النظر الأصولي […]
مشكلتك أنك خروف
مشكلتك أنك خروف لما يذبحك الراعي تقول أكلني الراعي، والراعي ظلمني، وعندما يأكلك الذئب تقول مشكلتي هي الذئب، أقول لك: مشكلتك ليست في الراعي ولا في الذئب مشكلتك أنك خروف، وإن أردت حلا، فكن الراعي أو الذئب، هذا هو حل مشكلتك يا خروف، لا أتحدث عن الخروف بل أتحدث عن خطاب السعادة والأشواق الروحية في سكان مستنقع الكبائر ، فخطاب الإشباع العاطفي واللطميات لا يبني أمة، بل يبنيها خطاب التكليف في فروض الأعيان والحلال والحرام، هو الذي يخرجها من المستنقع، لا تسأله لماذا يبكي، بل اسأله عن ذنوبه! الطريق إلى السنة إجباري عبد ربه وأسير ذنبه أ.د وليد مصطفى شاويش عمان أرض الرباط 24- ذي القعدة -1446 22-5-2025
لماذا لم يعقد صلاح الدين مؤتمرات من أجل القدس
لماذا لم يعقد صلاح الدين مؤتمرات من أجل القدس 1-صلاح الدين لا يحتاج مؤتمرا: تعقد المؤتمرات من أجل الوصول إلى وجهة نظر موحدة حول قضية معينة قد يختلف فيها الناس ويحتاجون للتشاور، ولما كانت مرجعية الأمة هي مذاهبها المتبوعة في العقيدة والفقه، والأملة لها إجماعاتها التي هي ركيزة وجودها لم يكن صلاح الدين بحاجة لمؤتمر، فالمسألة محسومة وإنما بقي المعول عليها الأعمال لا الأقوال. 2-عبثا تحاول يا صديقي: وأما بعد الفكر الديني المتجاوز في إعادة النظر في النص والمذاهب المتبوعة، والصحيحين، لم يَعُد له ما يتفق عليه، فهو عندئذ يبحث عن وحدة الصف الذي مزقه هو بنفسه، واتسع الخرق على الراقع، ولما ضاعت المحكمات فلم تعد المؤتمرات تجدي ما دامت ترديدا للمتشابهات التي كلما ردوا إليها ازدادوا فرقة، حقا ولدت الأمة ربتها. الكسر في الأصول لا ينجبر عبد ربه وأسير […]
لماذا يدعوننا للطواف بالفقراء بدل طواف الحج
لماذا يدعوننا للطواف بالفقراء بدل طواف الحج 1-لماذا الطواف بالفقراء بدلا من الحج: كلما قرب موسم الحج ظهرت دعوات تدعونا لادخار مصاريف الحج من أجل الفقراء، وغالبا ما تواجَه هذه الدعوة بالتهكم بأن الدهرية ينفقون أموالا طائلة في إنتاج المسلسلات والأفلام الهابطة والترفيه الماجن، وهذا رد سطحي ساذج لم يسبر غور الفكرة عند الدهرية، مع أن هذه الفكرة لها جذرها الفلسفي الضارب في أعماق الدنيوية المادية، وهي محاولة تطبيع الفكر الإسلامي المعاصر مع فكر النهضة. 2-فكر النهضة وتجاوز الدين: أ-الفردوس الأرضي الموعود: استطاعت الحداثة أن تتجاوز الكنيسة بالتطبيع معها فكريا وتحويل فكرة الخلاص المسيحي والمخلص إلى فلسفة النهضة، وأن الفردوس الموعود ليس في السماء بل على الأرض، وأن معايير النجاح هي الحج الأكبر إلى الرفاهية في الدنيا وتطوير الاقتصاد والعمران، وأن فكرة الخير العام هو الطواف بالفقراء والسعي إلى النجاح […]
تلك إذن قسمة ضِيزىك إذن قسمة ضِيزى
تلك إذن قسمة ضِيزى إن الفقه فوق مشكلات الواقع ومهيمنا عليها، وإن خطاب السعادة في سكان مستنقع الكبائر سيبدوا متأخرا عن حل مشكلات الأمة وواقعها المؤلم، لأن الأمة تحتاج إلى أن تنهض بخطاب التكليف بالحلال والحرام وفروض الأعيان والكفايات، ولو صدع خطيب مستنقع الكبائر بهذه الواجبات، فسيغضب جمهور المستنقع، ويقولون له: تَبًّا لك ألهذا جمعتنا، ولكن حدِّثنا عن الفرض والحرام على غيرنا، والجنة والحلال لنا، والنار للكفار، والتضحيات للصحابة، تلك إذن قسمة ضِيزى. الكسر في الأصول لا ينجبر عبد ربه وأسير ذنبه أ.د وليد مصطفى شاويش عمان أرض الرباط 17- ذي القعدة -1446 15-5-2025