Open post

بين عبودية الصَّنم وصَنَمِيـَّـة العَبــْـــد

-ما القدْر المشترك بين أن يصنع الإنسان صنما يعبده من دون الله، ثم يفتري على الله والصنم قول الحلال والحرام، وبين إنسان كسر الصنم الذي صنعه بيده وقال: أنا الصنم اليوم، إليَّ مرجع التشريع والحكم، أحكم كما أشاء حلالا وحراما، وهذه هي حريتي، ولم أعُد بحاجة إلى صنع الصنم وسيلة لما أريد، فأنا اليوم الصنم؛ لأنني أنا المرجع الذي صنع الصنم الأول، وهذه حريتي مستمدة من صَنَمِيتي.
2-فَلَم تختلف حالة الجحود التي افترى فيها المجرمون الصنمَ على الله تعالى، وكانوا أصناما غير مباشرين، وبين أولئك الذي ادعَوا الصَّنَمية مباشرة، وقالوا لنا حق التشريع والتحليل والتحريم، ولا علاقة للسماء بنا، ولا نبتغي الزلفى عند ربنا، وسمَّوا عبوديتهم لأهوائهم الصَّنمية حرية، فحريتهم طَوْر متقدم لعبادة الأصنام، لأن المصدر للأصنام واحد، هو الإنسان الجاحد لربه الإله الواحد، غير أن المشركين الأوائل كانوا أكثر أدبا مع السماء، فقالوا: نعبدهم ليقربونا إلى الله زلفى.

Scroll to top