جُعِلَت العبادات على خلاف الهوى، والصيام مخالف لهوى النفس في حاجتها للطعام والشراب، ولكن قد يوافق الصوم الهوى ويكون الفِطرُ مكروهًا للنفس، وعندئذ لا نعلم هل الشرع تابع والهوى متبوع، أم الشرع متبوع والهوى تابع، لتوافُق الهوى مع الشريعة، ويظهر التمييز بين اتباع الهوى والشرع في المريض الذي يضرُّه الصوم، فإنْ صام وأضرَّ بنفسه ظَهَر أن الهوى متبوع والشريعة تابعة وبئس ما فعل، لأنه خالف قصد الشارع في قوله: يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر، وإن خالف هواه وأفْطَر فالشريعة متبوعة والهوى تابِع، وهو موافق لقصد الشارع.