الإسلام هو المحك الحقيقي لاختبار الحداثة 1-عقل الإسلام شوكة في بالون عقلانية الحداثة: تزعم الحداثة الانفتاح على التعددية وقبول الأديان حالة فردية ولكنه تقبل أديان خرافية غير قادرة على المنافسة، حتى إذا ظهر الإسلام بكلياتها تبين أن الحداثة هي حالة فلسفية متخشبة وجامدة غير قادرة على احتواء صلابة إجماعات الإسلام ومذاهبها المتبوعة، ولا يمكن للحداثة أن تستوعب الأدلة العقلية الإسلامية المحايدة في أحشائها إلا بعد انتزاع صلابة الإجماع وامتداد المذهب المتبوع بين مقلديه والأصول العقلية الحيادية في الإسلام. 2-عقلانية الحداثة المتحيزة ضد العقل الحيادي في الإسلام: إن إعادة إحلال عقل الحداثة المتحيز ضد الدين والغيب هو وهم غربي، لأن الحداثة تجعل الحس المادي جزءا من عقلانيتها لإزالة قدسية الغيب والإله عن الحياة، فالعقلانية التي تدعوا إليها الحداثة ليست حيادية بل هي عقلانية متحيزة للمادة وتجعلها جزءا من العقل بوصفها تجربة […]
التصنيف: المقالات
نوبات صَرَع الطوائف ومُهدئات الوطنية
نوبات صَرَع الطوائف ومُهدئات الوطنية 1-الطائفية والقومية الفلسفية أزمة أوروبية لا إسلامية: عاشت أوروبا حروبا طائفية دينية متوحشة بين الطوائف المسيحية التي تقتل لمجرد مخالفة المذهب الديني، ولما بدأ المجتمع الأوروبي ينفصل تدريجيا عن التدين بسبب الكشوف العلمية التي تُبطل مزاعم الكنيسة حلَّت القومية الفلسفية في مرجعية وطنية جديدة تتجاوز الحروب المذهبية الدينية، ضمن مرجعية وطنية جديدة، ولكن كانت الحروب القومية الأروبية أكثر شراسة ودموية في الحربين العالميتين الأولى والثانية، ناهيك عن الحروب الدموية التي أشعلتها أوروبا العجوز في العالم، فما زالت ثنائية القومية الفلسفية هي الإطار المرجعي لتجاوز الطائفية الدينية مع فشل واضح في الإطار القومي ضمن المرجعية الوطنية للطوائف الذي كان سببا في الحرو ب العالمية والكارثية على العالم. 2-التطبيع الفكري مع الحداثة نشر أمراضها بين المسلمين : إن الأمة الإسلامية على مر تاريخها الطويل لم تكن فيها […]
ثنائية الاستبداد والديمقراطية والخيار الثالث مركزية الأمة (عندما يأتيك الربيع في الخريف)
ثنائية الاستبداد والديمقراطية والخيار الثالث مركزية الأمة (عندما يأتيك الربيع في الخريف) 1-حلول تبحث عن مشاكل: أكدت مرارا خطورة تناقض ثنائيات القطيعة في الحداثة، وأن هذه الثنائيات لا يُتصور وجودها في الإسلام كما بينتُ في ثنائية الأقلية والأكثرية سابقا أنها غير موجودة في مجتمنا إنما هي مشكلة مستوردة من أمراض أوروبا العجوز وتاريخها المظلم، وقد ذكرتُ الموانع من تصور هذه التناقضات في المجتمع الإسلامي، وأكدت أن الحداثة تجدد ثنائيات القطيعة وتضخمها ولا تزيلها، وأنها تبحث عن مشكلات لحلولها الخرقاء، فقد نقَلَتْ المجتمعات الأوروبية من ثنائية القيصرية والملكيات المطلقة ثم إلى حكم الديمقراطية وحكم الشعب، ثم تجديد استبداد من نوع آخر، وهو الرق المالي وحكم الشركات ، وهو أسوأ من الاستبداد السياسي. 2- التحذير من الاستبداد الجديد: فقد اخترعَت الحداثة استبدادا جديدا هو الاستبداد الرأسمالي حيث يتولى رجال الأعمال مهمة أهل […]
الربيع العربي ورسم الدائرة متساوية الأضلاع
الربيع العربي ورسم الدائرة متساوية الأضلاع 1-مركزية الأمة والشريعة لا مركزية السلطة والمعارضة: قام الإسلام على مركزية الأمة والشريعة حيث الشريعة هي الميزان والأمة هي المراقب، والحاكم حارس، فكان أئمة الدين يمثلون تطبيقا للميزان وكانت السلطة في الخلافة طرفا محكوما عليه في بيان الدين وتنفيذ الحارس، ولم تكن الأمة بحاجة إلى مسار ثوري لخلع الخلافة ثم البدء بدورة ظلم جديدة مع الخليفة الجديد، بل كانت الأمة تسير مسيرة إصلاحية في مركزية الأمة والدين، والدين معيار والأمة مُراقِبة والسلطة مُنفَّذة وموضوع، فحُفِظت الخلافة والأمة ضمن هذا التوازن، إلى حين إسقاط الخلافة العثمانية في ثنائية الاستبداد والشعب الغازية من الغرب وحلّت مركزية السلطة محلَّ مركزية الأمة والشريعة، وانفرط عِقْد الأمة إلى اليوم في ظاهرة مركزية السلطة في الجماعات الدينية وطَرَفية الأمَّة والدَّين. 2-على فرض نجاح الربيع في خريف العبودية لقياصرة الشركات: وبعد […]
عندما يلبس الداعية القبعة والدهري العمامة … إذن أنت في الطريق الثالث
عندما يلبس الداعية القبعة والدهري العمامة … إذن أنت في الطريق الثالث 1-لحظة انقطاع مؤلمة: مع مطلع القرن العشرين شهد الفقه الإسلامي لحظة انقطاع معرفي قريبة شهدت لقب خاتمة المحققين، وكنت أظن أن هذه العبارة هي مدح في المؤلف وليست على حقيقيتها، ولكن إذا تأملنا ذلك نجده لا يخلو من الجدية حيث كانت نهاية الاجتهاد الفقهي في المذهب من قبل العالم بأصول مذهبه ورواياته وفروعه، مع علمه بالخلاف العالي، ونحن أمام ثلاثة أجيال بعد الانقطاع، دامت قرنا من الزمان. 2-الجيل الأول بداية عهد المثقف ونهاية الاجتهاد الفقهي المذهبي: وكانت بداية عهد المثقف والمفكر الذي يعرف الاقتضاءات الأصلية في الشريعة، دون الاقتضاءات التبعية وتعيين مناطات الأحكام وأصول تحقيق المناط، فتراه يتحدث عن فقه الموازنات بدلا من قواعد التعارض والترجيح، وفقه الواقع بدلا من تحقيق المناط، أما تعيين المناط فهو ما عليه […]
مستويات أدلة الشريعة
مستويات أدلة الشريعة 1-ما يفهمه العامي: بما أن الكتاب العزيز خطاب لكل الناس، فمن باب أولى أن يكون لجميع المسلمين عامتهم وعلماؤهم، فيفهم العامي من قوله تعالى: (لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا ۚ) إثبات الإله الواحد في الجملة ونفي الإلهين ، لأن فيهما فساد العالم، وأن صلاح العالم يكون بإله واحد، فإذا حصلت شبهة في المعنى الجُملي تكفل الدليل العلمي للعلماء بكشف الشبهة، على ما يلي في بيان الدليل العلمي. 2-ما يفهمه العالم من الدليل العلمي: ثم يأتي العالم ليكشف عمق الدليل ويقول هذا دليل العكس، فإذا فسد العالم بوجود أكثر من إله، فإن قياس العكس يقتضي أن بقاء العالم دليل على وحدانية الله، وسيشكل على العالِم الفرق بين مفهوم المخالفة وقياس العكس، فيقرر أن قياس العكس عقلي أصالة يعبر عنه بالألفاظ الواردة في الآية، أما مفهوم المخالفة […]
تفكيك التفكيك ( حُقنة تناقضات الأكثرية مع الأقلية في العالم الإسلامي وصراع الحكم)
تفكيك التفكيك ( حُقنة تناقضات الأكثرية مع الأقلية في العالم الإسلامي وصراع الحكم) الخلاصة عاشت أوروبا صراعا داميا بين الطوائف الدينية، وبعد ما سمي بعصور التنوير وتحديد الدين في مجال الدولة، بقيت تناقضات الأقلية والأكثرية ومحاولات علاجها فاشلة وتفرض أوروبا أمراضها وأدويتها الفاسدة على العالم الواقع تحت كلي الحداثة، وقد بينت كلي الإسلام المقابل للأقلية والأكثرية، وقلت بعدم تصور هذه المشكلة الخاصة بأوروبا في المجتمع الإسلامي لعدم وجود أكثرية حاكمة لأن الحاكم هو الشرع وليس الأكثرية أو الأقلية وذكرت العديد من الأسباب الشرعية التي تحمي المجتمع الإسلامي من الكراهية الدينية الطبيعية، وأكدت أن صراع الغرب مع نفسه في ثنائية الأقلية والأكثرية المتناقضة خطير على مجتمعاتنا الإسلامية، وبينت أننا نملك نموذجنا المختلف في الكليات عن كليات الحداثة، ولا بد من ضرب الكلي بالكلي لا أن نبحث جزئيات الشريعة تحت كليات الحداثة. […]
الارتدادات الفكرية للحرب على غزة (التمييز بين مسائل الإمامة ومسائل الفتوى وأثرها في ثبات المسلمين في فلسطين)
الارتدادات الفكرية للحرب على غزة (التمييز بين مسائل الإمامة ومسائل الفتوى وأثرها في ثبات المسلمين في فلسطين) 1-أهمية التمييز بين مسائل الإمامة والفتوى: من مسائل دلالة العام يناقش الأصوليون التمييز بين مسائل الإمامة أم الفتوى، مثل حديث: من قتل قتيلا فله سَلَبه، هل هو في كل من يقتل قتيلا من الكافرين أثناء المعركة، أم أن النبي صلى الله عليه وسلم قاله باعتباره قائدا للمعركة وإماما للمسلمين فيكون ذلك من مسائل الإمامة، وليس ذلك إلا للإمام، فهذا من المتردد بين الإمامة والفتوى، وضربته مثالا للتمييز بينهما. 2-مثال على الإمامة(السياسة): أما قيادته صلى الله عليه وسلم العسكرية للمعارك كنزوله في بدر، وترتيب أصحابه في معركة أحد، وأمور السياسة الشرعية الوقتية في زمانه مثل أمره المسلمين بالهجرة إلى الحبشة، فهذا لظروف مشخصة في الحبشة وفي مكة، وليس من باب الفتوى، بل المرجع فيها […]
الارتدادات الفكرية في الحرب على غزة (ثنائية الحقيقة في القانون الدولي والسياسة العالمية)
الارتدادات الفكرية في الحرب على غزة (ثنائية الحقيقة في القانون الدولي والسياسة العالمية) 1-عندما يلعب العقل في سيرك القانون والسياسة: أ-ثنائية الاحتلال والمقاومة: لا يؤمن الفكر الغربي بحقيقة في نفسها، ولكنه يؤمن بتعدد الحقائق ونسبيتها ولو تناقضت، فما يضعه من قوانين ينادي بها في حقوق الإنسان وحق الشعب في تقرير المصير، وثنائية الاحتلال وحق المقاومة، وتوجد عنده حقيقة أخرى وهي المنفعة في السياسة، في إبادة الشعوب المقهورة واحتلال أرضها، وتولَّدت هذه الفلسفة في الفكر الحداثي من محاولة فلاسفة ما يسمى بالتنوير الغربي، بالجمع بين نقيضين وهي الحقيقة الدينية في الكنيسة وحقيقة طبيعية مخالفة لها، ويضاف لها حق الشعوب في تقرير المصير وحق الغزاة في إبادتها وبناء مطاعم كنتاكي وماكدونالدز على جثث الشهداء. ب-ثنائية المنفعة والموت: وإن شئت تسيهلا لما أقول، حسبُك أن تنظر إلى علبة الدخان، فأن تدفع ثمنها فهذا […]
الشهيد محمد الضيف أمام المِرآة
الشهيد محمد الضيف أمام المِرآة 1-الضيف بين المرايا المحدبة والمقعرة: أ-منذ بدأت حرب الإبادة على غزة اختلفت الجماعات الدينية في النظر إلى الحرب، بين قادح ومادح على أساس تصنيف الجماعات والأحزاب الدينية وبناء على تضارب رؤاها الفكرية الموروثة عن الأب المؤسس الذي تعتبره الجماعة الرجل العظيم في الفراغ الكبير، وتَضْرب عليه قُبَّة خضراء وتحيطه بِهالةٌ زرقاء، تضع أخطاء الجماعة قُبالَةَ مِرآة محدبة تصغر الذنب الكبير، وتُبْعد الخطأ القريب، وتعيش النرجسية الدينية في الفرقة الناجية، وعُقدة الـمُختاريَّة في الطائفة المنصورة. ب- بينما تعاني هذه الجماعة من حالة خلع ولادة منذ النشأة، وتنظر إلى أخطاء الجماعة الأخرى بمَرايا مقعَّرة تُقَرّب الخطأ البعيد، وتكبر الذنب الصغير، يعاني من مركزية السلطة في هذه الجماعات، سواء كانت المركزية مع الإمام الذي يجوز له قتل الثلث لإصلاح الثلثين، وإن يضرب ظهرك ويأخذ مالك، أو تكفير الحاكم […]
كيف يصبح الرجل حارسا شخصيا لزوجته
كيف يصبح الرجل حارسا شخصيا لزوجته 1-روعة الخلق: أقسم الله تعالى بخلق الذكر والأنثى، فقال : (وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنثَىٰ) فمنح الرجل صلابة القوة والحركة ومنح المرأة العطف والسكون، وجعلها سكنا للرجل، إذ الشدة والقوة في الرجل يمكن تتشظى وتتناثر إن لم تجد ما تستريح إليه من السكون،وكذلك الطمأنية والعاطفة عند المرأة ستُبْتذل وتتلاشى إن لم تجد حارسا يقدِّرها ويحميها، وكل ميسر لما خلق له، فأمرت الشريعة الرجل بالعشرة بالمعروف والزوجة بطاعة الزوج في المعروف. 2-قطيعة المساواة بدلا من فضيلة التعاون: ولكن الرأسمالية استطاعت أن تزهد المرأة في الصبر على تربية الأبناء ورعاية الزوجية، وتحويلها إلى قيمة اقتصادية رأسمالية تسعى نحو الربح، فهي عاملة ناجحة تعتقد أن سر نجاحها في زيادة الإنتاج لرب العمل، الذي يمكن أن يطردها من غير كرامة في أي لحظة، ومع ذلك تبقى قيمة النجاح الاقتصادي […]
هل بلغتُ سن الفطام
هل بلغتُ سن الفطام 1-كان اللقاء الأخير مع الشيخ محمد الأمين ولد بيب كفراق الموت، وعدت إلى الأردن لأدرس في الجامعة، لم يعد الشيخ بيه بن السالك-رحمه الله- مجيبا عن المعضلات الفقهية، ولا الشيخ الطالب-رحمه الله- مبحرا في المسائل اللغوية، ولا الشيخ محمد الأمين يمخر عباب الأصول في أمواجه العالية ومياهه العميقة، وجدتني في الأردن تلميذا وحيدا، لم يعد لي ملاذ في المعضلات، فقررت أن أركب الصعب وحيدا بلا قائد، معتمدا على ما يزيد على خمس عشرة سنة من ثني ركبتي بين يدي الشيخ، حتى تقوس مني الظهر للعلم، وأصبح ذلولا لمطالب الفقه ينسج على منوالها. 2-وبعد خمسَ عشْرةَ سنة في التدريس الجامعي مضت على اللقاء الأخير ، عُدت أدراجي إلى ساعة الفراق أتأملها، فوجدت أن ألمَ الفراق عن الشيخ كان ألمَ بلوغ الفطام جبرا عني، لأعتمد على نفسي، فلم […]
الشام والاستيقاظ على كتف المارد
الشام والاستيقاظ على كتف المارد أفاقت سوريا وشعبها الصابر على كتف المارد الكبير سوريا، وهي دمشق في عبق التاريخ، وحلب المتنبي، ومعرة النعمان، ومحراب معاذ بن جبل وزاوية الغزالي في مسجد بني أمية، وفوجئت الجماعات الدينية مسلحة وغيرها بأن المارد مصاب بإصابات بليغة فقد نهشته قروح الطوائف، وكدمات التكفير، وخدوش التفسيق والتبديع، بفتاوى العهد القديم في الولاء والبراء والحاكمية، ناهيك عن تشققات الانحلال من الشريعة، والقيود في يديه وضعتها القوى الاستعمارية. فوجئت الجماعات بأنها غير قادرة على تشغيل المارد، ولكنها إذا نظرتْ إلى جيب المارد رأتْ فيه نظام التشغيل، وأخرجت ذلك النظام وجدْتَ فيه لغة صارمة، وقواعد محكمة، ويؤسفني يا عزيزي أنك لن تجد في النظام خطب أسد المنابر، ولا سجع وعاظ المقابر، وأشعار التاريخ الغابر، وستجد أن المارد لا تتسع له حارات الجماعات الدينية، بل ستجد أعلام المحابر من […]
كرامات الفنان بيكاسو في حرائق أمريكا
كرامات الفنان بيكاسو في حرائق أمريكا 1-الكرامات الرأسمالية: في خبر بثته قناة CNBC، أن قصر رجل الأعمال الأمريكي ستيوارت ريسنيك نجا من الحريق القريب، وأن لوحات الفنان بيكاسو في الحفظ والصون والعفاف أيضا، ولم يتحدث رجل الأعمال عن كرامات الفنان بيكاسو وفضائله، وأن قصره بُني من مال حلال وأنه يكفل الأيتام، هكذا يبدو تأثير النفس الرأسمالية الغارقة في عالم المادة والأرباح. 2-ازدواجية المعايير بسبب التدين العاطفي: بينما يرى بعض المسلمين تحت تأثير القهر، أن الشمس تبكي من أجلهم، والقمر لن يكون بدرا، وأن هذه الحرائق هي عقوبة إلهية عاجلة على الولايات المتحدة، لأنها تحارب المسلمين، بينما لم ينتبه المسلمون إلى أنهم أيضا ممن يعلنون الحرب على الله شاهدين على أنفسهم بالربا، فيكفي جلسة مع الأحبة والأصدقاء لمعرفة أن الشقة ممولة بالربا، بينما كرسي الصبي على الكرسي الخلفي للسيارة هو أيضا […]
التوكيل بالصدقة ثم تسديدها من المتصدق
التوكيل بالصدقة ثم تسديدها من المتصدق السؤال: اعتاد أحد الفضلاء أن يعطيني مالا أتصدق به على الفقراء، وأحيانا يأتيني فقير وحاجته ملحة ولا مال في يدي، فأتصدق على الفقير مني، على نية أنها صدقة من ذلك الفاضل، وعندما يعطيني الفاضل آخذ لنفسي من مال الصدقة نظير ما تصدقت به على الفقير. الجواب: لا يصح أن تتصدق عنه دون أن يوكلك بذلك، لأن النية ركن في الصدقة على الفقير حين الصدقة لا بعدها، والصواب أنك تستأذن الفاضل، وتقول له: وكِّلني بالصدقة عنك ثم أعود عليك بما تصدقت به على الفقير، والله أعلم، وهنا يحصل مقصودك بسد حاجة الفقير الطارئة ولا مال صدقة عندك، بتسجيل ما تعطي الفقير دينا على الغني الفاضل، بتوكيل مسبق منه. المحجة البيضاء الكسر في الأصول لا ينجبر عبد ربه وأسير ذنبه أ.د وليد مصطفى شاويش عمان أرض […]
(السياسة الشرعية مع عالم متوحش)
(السياسة الشرعية مع عالم متوحش) تمهيد: الفقه الإسلامي ليس نموذجا مثاليا خارجا من ضرورات الواقع، ولا هو واقعي أسير للضرورات، بل هو ميزان قادر على النهوض بالواقع المرير ليصير أفضل، ولا يشترط لتطبيقه أن تكون الأوضاع مثالية، بل يقدر الفقه أن يقدم حلولا في ظروف استثنائية حسب استطاعة المكلفين، فهو فقه إجرائي لا إنشائي، مما يعني أن الفقه له قواعده في الترجيح ضمن الظروف الاستثنائية لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من الضروريات على التكميليات الشرعية عند تعذر الجمع، وفيما يأتي نموذج سياسة شرعية في نموذج فقهي قادر على رعاية مقاصد الشريعة في زمن يعاني من التوحش ونهاية عهد الإنسان. 1-لا ترجيح بين ضروري الدين وضروري النفس: أ-لا ترجيح بين الضروريات: إن الضروري في الدين والنفس والمال والعرض والعقل لا ترجيح بينها، لأن فوات إحداها يعني فوات الباقي، فلو عدم العقل لما […]
النساء ناقصات عيش وتأمين (لا تفضيل بسبب الجنس لأنه تكليف بما لا يطاق)
النساء ناقصات عيش وتأمين (لا تفضيل بسبب الجنس لأنه تكليف بما لا يطاق) 1-الجدل بسبب تحكم الفكر الحداثي على النص الديني: لم يكن الحديث الشريف: النساء ناقصات عقل ودين أمرا جدليا داخل نموذج المعرفة الدينية قبل طروء نموذج الحداثة وتحكُّمه على النص الديني، فصار الحديث أمرا جدليا شأنه كثير من النصوص الدينية، وأرهقَنا المثقفون الجدد بعقم فهمهم لحديث أن النساء ناقصات عقل ودين مع أن أمهات المؤمنين ومريم عليها السلام فُضلت على كثير من الرجال، فليس الحديث في سياق التفضيل بسبب الجنس لأنه تكليف بما لا يُطاق حسب أصولنا، ولكنه مشكل على جذور الدهرية القائمة على ثنائية القطيعة بين الرجل والمرأة. 2-الحديث في فائض العاطفة وهي ميزة حسنة: لما استشكل الناس الحديث صار مادة تسلية في صالونات التهريب الثقافي، هذا مع أن الحديث الشريف ليس أصلا في سياق التفضيل بين […]
الجماعات الدينية وصدمة الدولة
الجماعات الدينية وصدمة الدولة 1-التماهي مع الدولة الحديثة وهيمنة الواقع: ليست أتحدث عن جماعة بعينها ولا شخص بعينه، إنما أتحدث عن اتجاهات دينية عامة، ظهرت بعد سقوط الخلافة العثمانية وحلول الدولة الحديثة مكانها، وتأثرت الجماعات الدينية بمركزية السلطة، ورأت بعض الجماعات أن هذه الدولة لا تتعارض مع الدين البتة، وتماهت مع الدولة الحديثة في تفسيرات تبريرية ووتتعسف أحيانا في إعادة قراءة النص الديني وتتجاوز العمل بالمذاهب المتبوعة إلى حد مخالف الإجماع خاصة في مسائل الحدود والمرأة والمساواة والعدالة الاجتماعية، ولكن صُدمت هذه الجماعات بالواقع وهو أن العالم الديمقراطي ليس معها ديمقراطيا، وأن نصابي حقوق الإنسان عندهم إنسان آخر مختلف له هذه الحقوق، وأن الدفاع عن الوطن ليس دائما مقاومة مشروعة بل قد يكون إرهابا، والتلون بالاقتصاد الربوي عن طريق الحيل الربوية في المصارف الإسلامية. 2-مِنَ الكفر بالطاغوت إلى المشاركة معه […]
بين الكهولة والطفولة والرجولة (ولادة المعنى من المعنى)
بين الكهولة والطفولة والرجولة (ولادة المعنى من المعنى) 1-طفولتك هي الموجه لك في شيخوختك، فعندما كان يلاعبك جدك على ظهره، وبينما جدتك توفر لك كل أركان الحماية وأنها معك ظالما أو مظلوما، وأنك تصبح أكثر إثارة لأعمال الشغب بحضور الأجداد والجدات بسبب الحماية المفرطة، كل ذلك سيبقى في قلبك وعندما تصبح جدا سبقى ذلك الطفل في قلبك هو المتحالف مع حفيدك الجديد بينما صار جسدك شيخا وبقي قلبك طفلا. 2- حتى إذا رآى الجد حفيده خرج عن وقاره وهو بين الرجال الذين يُقبِّلون يده بشواربهم الغليظة التي كانوا يخرمشون بها وجهك، ويُلقون بك إلى السقف ليلعبوا معك، ولكن الذي كان يلعب معك هو ذلك الصبي المتخفى تحت الشوارب الغليظة والعضلات المفتولة، وهو نفسه الصبي المتخفي بين جَنْبَي جدك الذي تظهر منه الألعاب الصبيانية لما يراك، وقد كان من قبل مرغوبا […]
هل تعتبر قرارات الدولة جزءا من الفقه المستمر أم هي فرع له
هل تعتبر قرارات الدولة جزءا من الفقه المستمر أم هي فرع له 1-مسائل الإمامة من مسائل الحال لا الفقه: اعتبار مسائل الإمامة(الدولة) التي تقوم على المصالح والذرائع ودرء المفاسد هي مسائل الحال الوقتية في الواقع، ولا يجوز أن تأخذ امتدادا فقهيا فهي ليست من الفقه، بل هي تطبيقاته الوقتية حسب تغيرات الأعراف والمصالح والذرائع، فهي تحقيق مناط جلب المصلحة أو درء المفسدة في مسائل مشخصة، ومحل حكم متغير في الأوصاف، فالسياسة الشرعية فقه الحال والمآل متغير باعتبار تغير المصلحة، وهذا من قوة الشريعة في الفقه المستمر ، ومراعاة الحال في كل زمان بخصوصه، وهذا رَدٌّ على الفكر الدهري(العلماني) الذي يعبث بالفقه المستمر من أجل الحال المتغير، فيما يسميه زورا بالثابت والمتحول. 2-مسائل الإمامة في أصول الدين للرد على الطوائف: لذلك نجد أن مسائل الإمامة إما في أصول الدين للرد على […]