غَزّة بين قياصرة الفيتو ونبلاء البنك الدولي

1-عندما نتحدث عن مقدساتنا وعن الحياة لأمتنا الباقية إلى قيام الساعة على عين الدهر، فهذا يعني أننا نستفيد شرعيتنا من النبوة الخاتمة الظاهرة بالبراهين القاطعة، حتى ولو كانت الأمة ضعيفة سياسيا أو عسكريا، فهذا لا يُضعف شرعيتها، لأنها تستفيد شرعيتها من البرهان لا مِن القوة، وليست القوة إلا تحقيق هذه الشرعية على أرض الإسراء والمعراج، وإن القوة لا تنشئ الحق الدامغ ولكنها تحميه، في كتاب يهدي وسيف ينصر.

2-أما الديمقراطية وحقوق الإنسان ومحكمة العدل الدولية فهي لا تملك أدلة برهانية على الحق في نفسه، لذلك لا تتعجب من شَكْلية هذه المحكمة، وأنها مستعارة كالشعر المستعار على رؤوس قضاتها، لأن الديمقراطية لا تؤمن بوجود حق في نفسه، ولكن الحق فيها هو المصلحة، والمصلحة تُعيِّنها القوة العسكرية والسياسية، ومَن لم يَذُد عن حوضه بسلاحه، يُهدَّم ومن لا يظلم الناس يظلم.

3-وغزة اليوم تقدم لنا الحقائق بلا مواربة في حقيقة التصادم المعرفي عند المنابع والمبادئ بين قوة الشرعية النازلة من السماء، وبين شرعية القوة في مؤسسات الحداثة الدموية الاستعمارية، كمحكمة العدل الدولية العاكفة على حماية مصالح قياصرة (الفيتو) في مجلس الأمن، ونبلاء البنك الدولي.
4-ولما أغلق الله علينا كل الأبواب، إنما أرادنا مخلصين له، في حراسة الحق القاطع في مواجهة سيولة الباطل، فلا يلتفِت عن الحق منكم أحد إلا المخلَّفين من عُتقاء الاستعمار ومَوالي الحداثة، وكتائب التجسس الثقافي، وعلينا بالرباط الأول على الطهارة والصلاة، فهما شرط الرباط الثاني في المعركة (والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون).

  الطريق إلى السنة إجباري

الكسر في الأصول لا يَنْجبِر

عبد ربه وأسير ذنبه

أ.د وليد مصطفى شاويش

عَمان الرباط

15 -شعبان-1445

25-2-2024

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to top