التهويش الشعبوي الديني على مؤسسة تكوين الفكر العربي   

التهويش الشعبوي الديني على مؤسسة تكوين الفكر العربي   

تتبعتُ مدى حقيقة ما ينشر حول مؤسسة تكوين الفكر العربي، ضمن بيئة الإعلام الديني وخلصت إلى ما يلي:

1-زعمَتْ الكثير من الرسائل أن الأزهر أصدر بيانا بإدانة هذا المركز ضمن وحدة بيان، أو برنامج بيان ولكن لم أجد شيئا من ذلك، وهناك مقالات محدودة على بيان في الرد على بعض المسائل الإلحادية، وليس على المؤسسة، وهناك تعليق من بعض علماء الأزهر أن هذا سيكون محل متابعة، وليس بيانا من الأزهر بوصفه مؤسسة.

2-مع أنني لم أتعمق في تصفح الموقع لكن وجدت إنكار حد الرجم وهو أمر مجمع عليه شرعا، وهذا يؤكد أن الفكر الإسلامي والحداثي يلتقيان في مبادئ أساسية جامعة وهي إعادة النظر في النص الديني وتجاوز المذاهب المتبوعة تحت تسمية الموروث الديني أو الجمود الفقهي.

3-الشخصيات التي أسست هذه المؤسسة معروفة لدى كل من يتابع فكرها، أنها تستند إلى إزالة جهاز المناعة المذهبي لعامة المسلمين الذي دُمر  من قبل المستشرقين ومن وافقهم من المشايخ في التشكيك بالإجماع الفقهي والمذاهب المتبوعة.

3-الرؤية الدينية الفردية  التي ظهرت بعد إقصاء المذاهب المتبوعة وتتجاوز  علوم الأصلين: أصول الدين وأصول الفقه هي خزان لإمداد هذا المركز بالأتباع، وهذا أيضا مشترك بين الحداثة والفكر الديني  المعاصر  الذي شكك في المذاهب المتبوعة والإجماعات، وهذا أزال معيار الهدى والضلال والصواب الخطأ في داخل الوسط الديني السُّني.

4-يلاحظ أن المركز  من خلال تسميته تكوين للفكر العربي بعيدا عن أي تسمية إسلامية أراد تحييد الأزهر في الصراع بوصف الأزهر هو المرجع الديني حسب الدستور المصري في    المادة 7، التي تجعل الأزهر المرجع في العلوم الدينية ونص المادة: (الأزهر الشريف هيئة إسلامية علمية مستقلة، يختص دون غيره بالقيام على كافة شئونه، وهو المرجع الأساسي في العلوم الدينية والشئون الإسلامية، ويتولى مسئولية الدعوة ونشر علوم الدين واللغة العربية في مصر والعالم. وتلتزم الدولة بتوفير الاعتمادات المالية الكافية لتحقيق أغراضه. وشيخ الأزهر مستقل غير قابل للعزل، وينظم القانون طريقة اختياره من بين أعضاء هيئة كبار العلماء)

5-تناقل المثقفون الهمل الداعمون لهذه المؤسسة الهجمة الشعبوية الدينية على المؤسسة على أنها حملة الرعب والخوف التي اجتاحت الأصولية الدينية، وساعد على نشرها ورفع قيمتها.

6-أتوقع أن زجاجة الخمر  أمام المؤسسين لم تكن دون قصد، فلا شك أنها سيكون لها شأن عظيم بوصفها مادة دسمة تحفز على النشر  والسخرية وهذا في النهاية يساعد في قوة النشر، على طريقة الأعرابي الذي بال في زمزم، ومفيد أيضا في الوصول إلى محبي الاطلاع الذي سيكونون زبائن دائمين للمؤسسة والشكر بعد ذلك لزجاجة الخمر  والشعبوية الدينية على هذا النشر، هذا ما حضر وما غاب أكثر.

*مؤسسة تكوين، محاربة الإلحاد، الإسلام والحداثة، الجمود الفقهي، اللامذهبية، تجديد الفكر الديني.

الطريق إلى السنة إجباري

الكسر في الأصول لا يَنْجبِر

عبد ربه وأسير ذنبه

أ.د وليد مصطفى شاويش

عَمَّان الرباط

2-ذي القعدة-1445

10-5-2024

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to top