هل فيروس كورونا خير أم شر … عجبا لأمر المؤمن.

أولا: الخير والشر في التفسير المادي اللاديني:

في الفكر اللاديني الخير والشر يكونان باعتبار ذوات الأشياء وما في فيها من متعة ولذة أو ألم ومضَرة، فالحسن والقبح باعتبار المادة نفسها، فالمرض والفقر من الشر، والصحة والرفاهية خير باعتبار ذاتيهما لا باعتبار سلوك الإنسان الغني والفقير.

ثانيا: الخير والشر باعتبار الشرع لا باعتبار الطبيعة:

ولكن الإيمان بالقدر خيره وشره، يكون بمعنى أن الخير هو الطاعة والشر هو المعصية، وشقي أم سعيد، أي من أهل النار أم من أهل الجنة، خلافا للفكر اللاديني الذي يعتبر الشقاء بشظف العيش، والسعادة بالرفاهية، مع أن الرفاهية كانت استدراجا من الله للكافرين ليزدادوا إثما فكانت شرا لهم، وكانت النعمة نعمة باعتبار طاعة الله في المال بإنفاقه في وجوه الإنفاق المعتبرة شرعا.

ثالثا: تطبيق الخير والشر على فيروس كورونا:

 فكورونا في ذاته لا يوصف بأنه خير أو شر، وكذلك الحيوانات التي يُعتَقد أنها سبب لهذا الفيروس، ولكن يفسر  الخير والشر باعتبار أفعال العباد من حيث هي حرام أم حلال، فهو خير للذين آمنوا من حيث إنه صبر وعبرة، وللعصاة عظة تذكرة، وعلى الجبابرة جندي وحسرة، ينتزع الله به هيبة المشركين من قلوب المؤمنين، وينصر المؤمنين  ويبتلي صبرهم  ويتخذ منهم شهداء، ومن ابتلاء المؤمنين فرض الكفاية بالكشف عن الدواء لضرورة حفظ النفس المصونة شرعا.

 رابعا: القول بتأثير الطبيعة في الخلق من خطوات الشيطان:

ذهب الشيطان في خطواته الأولى منذ الخلق الأول، إلى القول بتأثير الطبع لإلغاء الشرع، فاعتد بطبعه قائلا: ) قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ (12)الأعراف و (قَالَ أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِينًاا (61)الإسراء،  وتبعه في خطواته الذين قالوا: أَهَٰذَا الَّذِي بَعَثَ اللَّهُ رَسُولًا (41) الفرقان، (أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِّنْ هَٰذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ وَلَا يَكَادُ يُبِينُ (52)

خامسا: على خطى الشيطان في الخلق الأول:

فخطواته تحكُّم الطبيعة على أحكام الشريعة، كاعتقاد المشركين بتأثير الأصنام في الشفاعة والقدرة والإرادة الإلهية، والفكر اللاديني اليوم  مستعْبَد لتأثير الطبيعة كسلفه الشيطان،  في اتباع الخطوات نفسها، لكنها في أطوار جديدة لمضمون قديم، وقال تعالى: (وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ ۚ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ (208)سورة البقرة، فالشيطان حسَّن وقبَّح الأشياء بحسب تأثير الطبع، وأصبح بذلك من الراسخين في الكفر، وإنما الحسن والقبح باعتبار الشرع، فعليه الجزاء الأخروي.  

الطريق إلى السنة إجباري

الكسر في الأصول لا ينجبر

أ.د وليد مصطفى شاويش

عميد كلية الفقه المالكي

16-شعبان-1441

10-4-2020

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to top