عندما تفلس الاشتراكية في مهدها، وتتخبط الرأسمالية في عقر دارها، حيث تتظاهر الجماهير الكادحة والمكدُوحة ضد الفقر والغلاء في بلاد الأثرياء، فإننا عندئذ سنعلن أمرا إلهيا بتحقيق العدالة، وهو فرض الزكاة بإصدار أمر إزالة الشيوع بين أموال الأغنياء والفقراء، وإعطاء الفقراء نصيبهم الذي اختلط بمال الأغنياء، حفاظا على استتباب الأمن وأموال الأغنياء والفقراء معا، والخطر أن يقتحم علينا أصحاب الفتاوى الشاذة بجواز أن يقرض الأغنياء أموال الفقراء للفقراء، وتحويل الفقراء إلى غارمين، مما يعني أن الزكاة فقدت معناها وجدواها، وتصبح الزكاة نموذجا رأسماليا لإعادة تدوير الاستبداد المالي بيد الأغنياء، حقا ولَدَت الأمة ربتها.