القرآن والسلطان بين مركزية السلطة ومركزية الأمة 1-قدمت الدهرية (العلمانية) الفصل النظر ي للدين عن الدولة، بينما مركزية السلطة في الجماعات الدينية قدمت الفصل العملي دون النظري، على طريقة السلطان والقرآن مفترقان حسب هذه الرؤية، وأصبح الفصل عاما نظريا في الدهرية، وعمليا في الجماعات الدينية، مما أدى إلى متحورات دينية جديدة سريعة التغير، ترسم الجماعات الدينية السياسة الشرعية التي هي من أعمال الإمامة والدولة تحت عنوان فقه الواقع بديلا عن تحقيق المناط، وفقه الموازنات بديلا عن قواعد التعارض والترجيح في المصالح والمفاسد العامة التي هي من أعمال الدولة، مما أدى إلى اختلالات واضحة في المسائل المتعلقة بالدولة كالجهاد والتكفير داخل البيت السني. 2-وتظهر مركزية السلطة لدى الجماعات الدينية مرة أخرى عندما تصبح الجماعات الدينية في السلطة، فيحدث انقلاب ديني جديد يجتمع فيه السلطان والقرآن، وينبغي على الجميع أن يطيع السلطان […]
التصنيف: إضاءات
السياسة في ملعب كرة القدم
السياسة في ملعب كرة القدم 1-الفقه يرسم حدود السياسة ولا يمارسها: في الدولة الحديثة رسم القانون حدود ممارسة العمل السياسي وعلاقته مع القانونين، فالقانوني لا يمارس السياسة ولكنه يضع حدودها، وهكذا الفقيه فهو ليس سياسيا، فالسياسي هو القادر على تشخيص المصلحة وجلبها والمفسدة ودفعها، وعليه فإن الفقيه مشارك ببيان الفقه للسياسي أما المجتهد السياسة فهو يستمع للخبراء المجتهدين في الأمن والاقتصاد والإعلام وكل التخصصات التي لها مدخل في القرار، فالسياسة أشبه بفن الرقص على رؤوس الأفاعي، في اشتباك المصالح والفرقاء، بينما الفقهيه تعني 2-الفقيه ليس لاعبا في السياسة: وعليه فإن الفقيه ليس لاعبا سياسيا بل هوالحَكَم الذي يحمل الصافرة التي تبين أن السياسي تجاوز حدود الفقه، ولا يجوز للفقيه أن يكون منحازا لأي فريق سياسي بل هو مرجع عدل للجميع، كما أنه لا يجوز أن ينحاز لخطاب الجمهور ، فإذا […]
إبادة الأكثرية ونبذ الطائفية وكلام مستفز
إبادة الأكثرية ونبذ الطائفية وكلام مستفز 1-تُرتكب جرائم إبادة تحت عين الشمس في غزة والشام فتسمع صحيات دولية بضرورة الحفاظ على وحدة الأراضي السورية، على جثث متفحمة من البراميل المتفجرة ومتشنجة من القصف بالكيماوي، ومع ذلك المهم الحفاظ على وحدة الأراضي التي تضم الجثث في بطنها والقتلة على ظهرها. 2-حتى إذا استطاع المظلوم أن يسترد قراره وهرب المجرمون خرجت صيحات تدعو إلى نبذ الطائفية وحماية المدنيين، مع عدم وجود أي مدني يقتل بسبب طائفته، فما الذي يريده شياطين الحداثة في هذه الدنيا، هل نحن أمام باطنية الفكر السياسي المعاصر، وأنه خطاب شبع زيفا ودجلا على أنقاض الإنسانية المحطمة، وقد آن للحقيقة أن تسفر عن وجهها ليراها الناس بدلا من خداع أقنعة الحداثة الباطنية. التجديد الديني، عديم المذهب، الطائفية الدينية، السياسية الشرعية، مركزية السلطة، الجماعات الدينية، حقوق الإنسان، حقوق الأقليات، […]
نجاح في الحرب وإخفاق في السِّلم
نجاح في الحرب وإخفاق في السِّلم 1-تحدي السلم الداخلي كبير في مجتمعاتنا الإسلامية في زمن النصب والاحتيال الدولي المدجج بالسلاح والمال والمؤسسات وترسانات معرفية من المناهج البحثية والقوانين، وحالة فقدان التوازن بين الجماعات الدينية داخليا، بل إن الجماعات الدينية التي حررت ديارنا من الاستعمار بالاستبسال في الجهاد والتضحية أخفقت في صلاتها وراء إمام الصلاة في الجمع بسبب المطر والحظر في أيام الوباء، وتعاني هذه الجماعات من تكلسات فكرية، وتعيد اجترار التاريخ والمجد وخطاب السعادة، وكلمات الأب المؤسس العظيم في الفراغ الكبير. 2-ناهيك عن صراعات التكفير والتبديع والتفسيق بينها، والأفكار المستمرة على أصول الاعتزال في التكفير بالحاكمية والولاء والبراء وتوحيد العبادة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، نحن اليوم في أمس الحاجة نبذ القوة الخشنة بيننا، وتقديم إدارة معرفية تستمر في مرجع فقهي أصولي متين قائم على حالة بنائية بعد انقطاع بسبب […]
الشام بين الحكم بالحديد وشعرة معاوية
الشام بين الحكم بالحديد وشعرة معاوية العدل أساس الملك، وبالملاحظة أن الدول القمعيةالتي تحكم بالحديد والنار، هي الأقصر عمرا، هذا في الدنيا كلها، أما في الشام فيتأكد ذلك فيها أكثر من سواها فهي أرض الرباط وهي ثغر الإسلام، فهؤلا القوم في بلاد الشام هم سلائل الفاتحين والعزة والكرامة، ولا يقادون بالعصا، بل تقودهم السياسة في شعرة معاوية، ويأسرهم العفو، وتستعبدهم الحسنى، ويَجزُون على المعروف معروفا، وبالسوء سواء والبادئ أظلم، ويصدق فيهم قول المتنبي: وَما قَتَلَ الأَحرارَ كَالعَفوِ عَنهُمُ**وَمَن لَكَ بِالحُرِّ الَّذي يَحفَظُ اليَدا نقول لأهلنا في سورية سدد الله خطاكم لحفظ البلاد من كيد الكائدين، وغلو الغالين، وجفاء الجافين، وإرجاف المرجفين المحجة البيضاء الكسر في الأصول لا ينجبر عبد ربه وأسير ذنبه أ.د وليد مصطفى شاويش عمان أرض الرباط 6-جمادى الأولى -1446 8-12-2024
حدث معي الحيل النفسية في التدين والطرب الأصيل مع الدليل
حدث معي الحيل النفسية في التدين والطرب الأصيل مع الدليل 1-كان لي زميل أيام التدريس في المدرسة مولَعا بالموسيقى وسماع الأغاني، ومع ذلك له مسحة تدين لا تخفى، وبلغ من حبه للموسيقى والغناء أنه يحفظ الأغاني بألحانها الموسيقية، وكل الأقوال والروايات وتأويلاتها في إباحة الموسيقى والغناء، وكان غارقا كل الغرق في الطرب، ولا ينفع معه نقاش ولا مذهب ولا تأويل مخالفٌ لما يراه وما هو عليه فقد أعد العدة لكل محاولة تسعى أن تنال من طربه الحلال الحلال الحلال. 2-وانتقلتُ من المدرسة التي كنت زاملتُه فيها، وانقطعت بنا الأيام، وبينما أزور صديقا وإذا بصاحبي الطرِّيب جالسا، وقد نبتب لحيته وصار داعية عليه سمات الصلاح، فذكَّرته بحديثنا المشترك في الطرب! وأنه لم يفسد ما بيني وبينه من المودة، وما زالت الدُّعابة بيني وبينه رغم طول المدة، فقلت له: إِيهِ، ما أخبار […]
بطلان محاكم التفتيش
بطلان محاكم التفتيش بالرغم أن المنافقين ظهر منهم الكفر وشهد القرآن عليهم بذلك (يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ مَا قَالُوا وَلَقَدْ قَالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلَامِهِمْ وَهَمُّوا بِمَا لَمْ يَنَالُوا ۚ) إلا أن الوحي ليس بينة قضائية لخفائه على الناس فهم لا يرونه، ولا يجوز للنبي صلى الله عليه وسلم القضاء بعلمه بل سنة الشرع أن القضاء على البينات، ولو نفذ النبي صلى الله عليه وسلم فيهم حكم الردة دون شروط القضاء لفسد المجتمع وقال الناس إن القتل لأسباب سياسية وما عاد الإسلام يحقن دماء الناس، فإلى الذين يبحثون عن نزاهة القضاء وحياد القاضي أن يتعلموا ذلك من نبيهم صلى الله عليه وسلم،( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا). نزاهة القضاء، حياد القاضي، محاكم التفتيش، البينات القضائية، التفتيش على العقائد. المحجة البيضاء الكسر في الأصول لا […]
الحرس النبوي… وسع صدرك (لا داعي للبحث في الهوية والانتماءات الضيقة)
الحرس النبوي… وسع صدرك (لا داعي للبحث في الهوية والانتماءات الضيقة) مر جيش المسلمين يوم الفتح وكان العباس يقول لأبي سفيان هؤلاء بنو سليم فيقول ما لي ولسليم، وهؤلاء عقيل، فيقول: ما لي وعقيل حتى مرت الكتيبة الخضراء فيها النبي صلى الله عليه وسلم من المهاجرين والأنصار فأيقن أبو سفيان أن لا سبيل للمعارضة، وأن القوم منصورون لا محالة، هذا هدي النبي صلى الله عليه وسلم في بناء الدولة في مجتمع قَبلي، فلم يُلغِ القبيلة ويفككها، بل ضمن الوفاء منها في النواة السابقة بالإيمان من المهاجرين والأنصار التي عليها مدار الإسلام في الشدة، ثم الطبقة التالية من المسلمين الذين عليهم مدار المجتمع المحَوِّم حول النواة ، هكذا عامل النبي صلى الله عليه وسلم الواقع الاجتماعي دون إلغائه، ولكن راعى الجوهر في المهاجرين والأنصار، الذين عليه المدار والقرار، هذا للمتسائلين عن […]
قاعدة الفرق بين ميثاق الإسلام والعقد الاجتماعي
قاعدة الفرق بين ميثاق الإسلام والعقد الاجتماعي ميثاق واقع فعلا وعهد الله على خلقه يبدأ بالإيمان به وتوحيده وعليه أخذ العهد من النبيين، وليس وضعا بشريا، وعليه قامت السماوات والأرض، أما العقد الاجتماعي فهو ردة فعل على الدين المحرف بناه الثالوث (هوبز، لوك، روسو) لأجل فهم الدولة والمجتمع والتمثيل والإرادة العامة بعيدا عن السماء، على وهم أن العالم مكتف بنفسه دون الإله، ومبادئ القانون الطبيعي، ثم بعد ذلك تتفرع تشريعات الدولة والمجتمع. فقه الجهاد، العقد الاجتماعي، ميثاق الله ورسوله، السياسية الشرعية، الحرب على غزة، مبادئ القانون الطبيعي المحجة البيضاء الكسر في الأصول لا ينجبر عبد ربه وأسير ذنبه أ.د وليد مصطفى شاويش عمان أرض الرباط 30-جمادى الأولى -1446 2-12-2024
أشيروا علي أيها الناس (الجهاد ميثاق الأمة وليس قرارا فرديا)
أشيروا علي أيها الناس (الجهاد ميثاق الأمة وليس قرارا فرديا) 1-كلمة المهاجرين: وقف النبي صلى الله عليه وسلم قبل غزوة بدر يعلم أمته لزوم الجماعة والعهود والمواثيق الحامية للأمة المنظمة لطريقة سيرها، في مراجعة لميثاق الدفاع الذي تعهد به الأنصار لنصرة النبي صلى الله عليه وسلم، وشرع في استشارة ممثلي الأمة في قرار المواجهة مع المشركين في غزوة بدر فقال: أشيروا علي أيها الناس، فقام أبو بكر وعمر فقالا وأحسنا، ولكنهما من فئة المهاجرين ولم يتكلم الأنصار كلمتهم بعد. 2-كلمة الأنصار: فقام سيد الأنصار وحامل لوائهم سعد بن معاذ، فقال: والله، لكأنك تريدنا يا رسول الله؟ قال: «أجل»، قال سعد: فقد آمنا بك، فصدقناك، وشهدنا أن ما جئت به هو الحق، وأعطيناك على ذلك عهودنا ومواثيقنا على السمع والطاعة، فامض يا رسول الله لما أردت فو الذي بعثك بالحق لو […]
حدث معي (شرع من بعدنا)
حدث معي (شرع من بعدنا) 1-اعتراض على أهل الحديث وجوابه: في إحدى المحاضرات ذكرت مذهب الإمام أحمد في المسح على الجوربين وأنه اشترط الثخانة فيهما بحيث يمكن متابعة المشي فيهما، فزعم أحدهم أن كلام الإمام أحمد إمام أهل الحديث لا دليل عليه من كتاب ولا سنة، فبينت له عمل السلف في المسح على الجورب وأن الإمام أحمد وصف الجورب الذي مسح عليه السلف وأنه تعبد من الله وحقيقة شرعية واستنبط شرطه من الحقيقة الشرعية فيما عليه السلف وقد ضمنت تفاصيل ذلك في مقالاتي. 2-أهل الحديث هم أصحاب الخبر والنظر: وكانت تتخلل المحاضرة صلاة الظهر ، فجاءني أحد الطلاب بعد المحاضرة وقال لي إن الحاضرين جميعا غسلوا أقدامهم في المتوضأ وهذا حدث ظاهر لم يكن يحصل من قبل، وأنهم قد تبينوا دليل الإمام أحمد، وأن البينة مع الإمام أحمد وليست مع […]
الارتدادات الفكرية للحرب على غزة (الحداثة والتعثر في خط الاستواء)
الارتدادات الفكرية للحرب على غزة (الحداثة والتعثر في خط الاستواء) 1-وهم العقد الاجتماعي وحقيقة العهد مع الله تعالى: اخترعت فلاسفة الحداثة العقد الاجتماعي بوصفه وسيلة لفهم التمثيل الاجتماعي والتأصيل للإرادة العامة والدولة وعلاقة الفرد بوصفه جزءا من تلك الإرادة، وأنه لا يجوز للفرد أن يستعبد فردا آخر ولا لشعب أن يستعبد شعبا آخر، وهذا العقد هو أمر وهمي كخط الاستواء، واختراع غيبيات بعيدا عن الدين من أجل فهم استقامة الدنيا شعبا ودولة، وهو لا يضيف معنى للبشرية، بل هو تكيف جديد لدموية الإنسان وإجرامه بعيدا عن حكم الشرع، على خلاف مواثيق الله مع خلقه على الإيمان وعصمة الدماء وكرامة الإنسان فهي مواثيق حقيقية راجحة على وهم العقد الاجتماعي. 2-توأمة جرائم الإبادة في غزة مع العقد الاجتماعي: لذلك اخترعت الدولة الاستعمارية مفردات جديدة حتى لا تتعارض مع خرافة العقد الاجتماعي بتسمية […]
شرط المفتي بين مركزية الشريعة ومركزية السلطة
شرط المفتي بين مركزية الشريعة ومركزية السلطة 1-شروط المفتي في مركزية الأمة والشريعة: بيَّن الشاطبي أن شرط المفتي أن يوافق قوله فعله، وأن يجتنب النواهي وأن يأتي من الأوامر ما استطاع إلى ذلك سبيلا، لأن المفتي مقتدى به في قوله وفعله بناء على أنه وارث للنبي صلى الله عليه وسلم وهو مقتدى به في قوله وفعله، وتعارض الفعل مع القول من المفتي هو تناقض يشكل على المستفتي بأيهما يقتدي. 2-شروط المفتي في زمن مركزية السلطة: أ-عديم المذهب لا يُدرى صحة قوله فلا فائدة من مطابقة قوله لفعله: في زمن عديم المذهب لا يعلم صواب قول المفتي فكل له شبهة دليل، وإذا دخل الخلل على قول المفتي عديم المذهب فما فائدة موافقة قوله لفعله لاحتمال بطلان قوله وشذوذه، زيادة على أن أساس التقسيم المعاصر اختراع معيار موقف المفتي من السلطة، حيث […]
ليس مجرد سؤال
ليس مجرد سؤال السؤال: على افتراض حصول حادث بين سيارتين ذاتيتي القيادة ترتب عليه وفاة أحد الركاب، فعلى من يجب صيام شهرين متتابعين كفارة القتل الخطأ على فرض عدم وجود رقبة للعتق. الجواب: هذا سؤال لا يبحث عن جواب، بل هو سؤال استشرافي للمستقبل، لتحفيز التفكير الفقهي على الاستعداد لعالم جديد مختلف بعد تطور الذكاء الصناعي الخارق، وأن الذي أخفق في الواقع المعاصر فله جولة قادمة فلعل الله يحدث بعد ذلك أمرا. تنبيه: ومزيد من التوضيح عن أهمية السؤال أعلاه، أنه يتحدث عن الذكاء الصناعي الخارق، وهذا الذكاء لا ينتظر أسئلة الإنسان ليجيب عليها، بل هو يخترع الأسئلة وهو قادر على تطوير نفسه ذاتيا مستغنيا عن الإنسان بمعنى أننا ننتقل من إدارة الإنسان للآلة، إلى أن الآلة هي التي تدير الإنسان الذي يتصور منه التعبد، وقد كان السؤال عن صيام […]
الارتدادات الفكرية للحرب على غزة الانفصال بين الشعب المغرور والسياسي الكذاب
الارتدادات الفكرية للحرب على غزة الانفصال بين الشعب المغرور والسياسي الكذاب 1-إذا كان العلم التجريبي هو الذي كشف زيف التدين الوضعي والمحرف، وأن رجل الدين ليس سوى رجل نصاب يسطو على جيوب الضعفاء باسم السر المقدس والكهنوت المظلم، ثم بروز العلوم التجريبية التي أسندتها الوضعية البشرية في فلسفة اللادين، وظهور حراس المعبد الجدد من رجال اللادين وخبراء الكذب في خدمة رجال الأعمال بعد نهاية عهد رجال الدين. 2- فإن حرب الإبادة على غزة تعلن نهاية مصداقية حراس معبد الحداثة في الاستعمار الجديد وتلويثهم الفكري ، وستجد البشرية أنها كانت غارقة في خرافات معبد دارون وفرويد وماركس ودروكايم وآدم سميث وغيرهم من آباء الحداثة، لاسيما أن قرار محكمة العدل الدولية في محاكمة ضباع الكيان، وإن كان القرار هشا في التنفيذ إلا أنه يشير إلى استفحال تناقضات الحداثة في إباحة القتل من […]
البصيرة في العامة والعلماء
البصيرة في العامة والعلماء 1-البصيرة هي العلم في العامة أو العلم: لا تتوقف معرفة الحق على قراءة المجلدات والتعمق في العلوم التجريبية أو النظرية، ولكنها تتوقف على الصدق والتحرر من الرغبات والميول الشخصية، وهذا هو الكتاب العزيز يؤكد أن سبب الزيغ هو اتباع الهوى، والهوى: هو الميل نحو الطبع، وهو وراء كل جناية كبيرة أو صغيرة، والعالم الذي اتبع الهوى وأخلد إلى الأرض لم ينفعه علمه، أما العامي الصادق فإن ينجو بإيمانه في أعظم فتنة، وهي فتنة الدجال، ويريه الله تعالى كلمة كافر على جبين الدجال، فالتقوى هي سبيل لمعرفة الحق، وهي التي تقود إلى العلم، وبغير التقوى يختلط الزيف المقدس بالعلم، ولو توقف التكليف الشرعي في الفتن على كفتنة الدجال على الإلمام بكتب العلوم لكان تكليفا للعامة بما لا يطاق وهو لا يجوز، وإنما التكليف بوقاية النفس من […]
سياسة في عالم العقيدة وعقيدة في عالم السياسة (حزب الله اللبناني والمشروع الإيراني)
سياسة في عالم العقيدة وعقيدة في عالم السياسة (حزب الله اللبناني والمشروع الإيراني) 1-السياسة على فراش المذهب وللحداثة الحَجَر: قام الشرع على حفظ المقاصد الخمسة، ولا بد أن يكون للإمامة والدولةدورة في حماية المصالح ضرورة وتكميلا، ودرء المفاسد ضررا وتقليلا، ولكن الجماعات الدينية المعاصرة غير قادرة على بناء نموذج فقهي إلا على أصل مذهبي، يمثل فيه المصنع الذي تدخل إليه المدخلات ثم يعطيك مخرجات تامة، وهذا لا يمكن أن يتم في تدين الحكايات والقصص الشعبوية، بل لا بد فيه من مذهب تجتمع فيه الروايات بالأصول ثم الفروع هي المخرجات، وعلى ضوء الفرع الفقهي المبني بإحكام تبنى إجراءات المصالح ودرء المفاسد. 2-التفسير النفسي للأحداث: ليست الأحداث الجارية بين المشروعين الشيعي الباطني والاستعماري الإسرائيلي، سوى امتحان لفكر الجماعات الدينية في البيت السني، التي لم تفلح في بناء أساس فقهي أولا تبنى عليه […]
مركزية الأمة هي الباقية
مركزية الأمة هي الباقية 1-الأمة تتجاوز الذين تجاوزوها في الفكر: إن الجماعات الدينية التي أرادت أن تتجاوز العلوم الإسلامية ومذاهب الأمة المتبوعة، من أجل التجديد الديني بإعادة النظر في النص لم تفطن أنها بذلك تحضر وتدخن لعفاريب الطوائف في صدر الإسلام، فنشأ التكفير بالولاء والبراء وتوحيد العبادة والحاكمية على أصول الاعتزال، وكانت تغني لزواحف الإرجاء بالانحلال من الأعمال الصالحة عند جماعة قلبي أبيض، ومن هذه الجماعات من قام بالتطبيع الفكر ي مع الحداثة وتدَيَّن بالواقع، أما النقيض فقد ذهب ليعيش بين شقوق الزمن وثقوب التاريخ، واتخذ التاريخ دينا، ونبذ وراء ظهره قدرة عمومات الشريعة ومطلقاتها وأقيستها المتسعة في المصالح والوسائل والعادات. 2-الأمة تتجاوز الذين تجاوزوها في السياسة: أما في السياسة والدولة، فها هو المشروع الشيعي الباطني الذي تورط في دماء الأمة في الشام والعراق، يفر أتباعه من الجنوب اللبناني ليجدوا […]
من الشهيد بأثر رجعي إلى الشهيد سريع التردد
من الشهيد بأثر رجعي إلى الشهيد سريع التردد في السابق كان تكفير المسلمين أولا ثم إعلان الجهاد ضد المسلمين، والقادم الجهاد من أجل المسلمين أولا ثم التكفير السياسي للخصوم من المسلمين، هذا يحدث بعد إعادة النظر في النص، فلم يعد يثبت كفر ولا إيمان، ومن أحرق نفسه -رحمه الله-وفجر الثورة في تونس فهو شهيد بأثر رجعي، ومن أحرق نفسه ولم يفجر ثور ة فمنتحر إلى جهنم، في زمان تكفير خطيب عَرفَة بالولاء والبراء، والترحُّم من جحد النبوة مع بلوغها صحيحة لأنه خدم القضية، أما الشهيد سريع التردد فهو بطل المقاومة في لبنان سنة 2006، وهو نفسه كافر سنة 2013 أيام الثورة السورية، وهو نفسه شهيد القضية سنة 2024، في زمان رأى الناس المعروف منكرا والمنكر معروفا، وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر، حقا ولَدَت الأَمَة ربّتها، لو سمحت، رُدّ الباب وراك! […]
لا يكفي مجرد التقاطع في المصالح بين الأمة (أهل السنة والجماعة) والمشروع الشيعي (جبهة الإسناد الشيعي لغزة)
لا يكفي مجرد التقاطع في المصالح بين الأمة (أهل السنة والجماعة) والمشروع الشيعي (جبهة الإسناد الشيعي لغزة) 1-تقاطع المصالح لا يكفي والتصنيف واجب: قد تتقاطع المصالح في السياسة، فتصبح مشتركة، وقد بينت التأصيل الفقهي لحكم الانحياز لهذا الحزب بتفاصيله، ولكن لا بد في السياسة من الاستفادة من تصنيف الفقهاء للمقاصد باعتبار القصد الأول وهو التعبد، والثاني وهو حظ العبد، ولكن في السياسة قد تتقاطع المصالح ولكن يجب وضع ترتيب لهذه المصالح فهي لقوم قصد أول وآخرين هي القصد الثاني. 2-الحرب في المشروع الباطني بالقصد الثاني (التكتيكي): فمثال ذلك تقاطعت المصلحة المشتركة بين الأمة وبين المشروع الشيعي في الحرب على دولة العدو المعتدي على المسجد الأقصى، ولكن قصف المشروع الشيعي الباطني لإسرائيل هو بالقصد الثاني (التكتيكي) المرحلي بالنسبة لمشروعه المتطلع للهيمنة على الأمة ومقدراتها وصدها عن دينها. 3-حربنا مع يهود بالقصد […]