نصف التاريخ +نصف الدين = إسرائيل قومية دينية (الجهاد المتحَوِّر نموذجا)

نصف التاريخ +نصف الدين = إسرائيل قومية دينية

(الجهاد المتحَوِّر نموذجا)

1-النموذج العالمي في الخلط بين التاريخ والدين والقوم (القومية اليهودية):

أقنع الدهريون (العلمانيون) اليهود المتدينين بأن اليهود كانوا في فلسطين وهذا جزء من تاريخهم، وبإمكانهم أن يعيشوا في مزايا دولة إسرائيل بدينهم، حيث دعْمُ المدارس الدينية وعطلة السبت وعدم الخدمة في الجيش، فاتفق الدهرية والمتدينون على دولة نصف دين مع نصف تاريخ في توليد القومية اليهودية، التي أشار لها (بلفور) في وعده الياهو مسيحي بوطن قومي لليهود في فلسطين، فليس التناقض اليوم في تجنيد اليهود المتدينين من أجل الحرب على غزة إلا جزءا من تناقضات الدولة اليهودية في فلسفتها المؤسِّسة لقيامها، وهذا التناقض الذي قامت عليه دولة العدو هو معول هدمها.

2- الجهاد في الفكر الديني المعاصر أحد تلك المتحورات:

ليس هذا هو الغريب بل الغريب أن الجهاد في الإسلام تم تحويره بنفس الطريقة بحيث يتحول من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر  إلى جهاد وطني محاصر  في حدود الدولة الوطنية ووفق مقاسات المعرفة الدولية القومية المعاصرة، مع استصحاب التاريخ في حطين وعين جالوت، حيث فلسف المفكر الإسلامي للجهاد أنه للدفاع عن النفس، وهو أمر تكفله المواثيق الدولية فيما يُعرف بحق الشعوب في المقاومة التي هي مُنتَج حداثي ضمن القانون الدولي وأعرافه، واستحداث علة نشر الدعوة وإلغاء علة إظهار الدين، وسلخه عن الشريعة بدعوى لا يفتي قاعد لمجاهد.

3-تناقضات في ثنايا المتحورات الدينية بسبب مفارفة الجماعة:

ويمكن أن يتحول الجهاد المتحوِّر  القائم على تناقضات التاريخ والقوم والدين إلى التكفير بالحاكمية والولاء والبراء نحو حرب أهلية في البيت السني، بين الفرقة الناجية والطائفة المنصورة، وتناقضات النهي عن المنكر في المعارضة وطاعة ولي الأمر في الموالاة، وصار مفهوم الجهاد المعاصر أحد متحورات الحداثة التي تخلط الدين بالتاريخ بالقومية، ويشبه الجهاد ولكنه ليس منه، وترى انشقاقات دينية تبرأ منها السنة ، بسبب مفارقة الجماعة في حماية الحقائق الشرعية كالجهاد والإيمان، والولاء البراء، حسبما قررته المدرسة الفقهية السنية في المذاهب المتبوعة، التي بنيت على عدم تحويل الدين إلى تاريخ، أو التاريخ إلى دين فقال تعالى (وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا)، حقا ولدت الأمة ربتها.

*كلمات مفتاحية:

الجهاد في الإسلام، أصول الاجتهاد، قومية دولة إسرائيل، الحرب على غزة، المتدينون اليهود، الإسلام والحداثة، الجهاد في المنظومة الدولية، الفكر الإسلامي المعاصر، الجماعات الجهادية، الإسلام السياسي، المذاهب الأربعة

الطريق إلى السنة إجباري

الكسر في الأصول لا يَنْجبِر

عبد ربه وأسير ذنبه

أ.د وليد مصطفى شاويش

عَمَّان الرباط

9-شوال-1445

18-4-2024

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to top