وعَد الله المجتهد حتى يُقدِم وتوعَّد الجاهل حتى يُحجم (في زمن الدليل الدوار مع كل مَنْ دار)

وعَد الله المجتهد حتى يُقدِم وتوعَّد الجاهل حتى يُحجم

(في زمن الدليل الدوار مع كل مَنْ دار)

1-وعَدَ الله المجتهد حتى يُقْدم:

إن الله تعالى فرض الاستنباط من الشريعة على المجتهدين الذين يخشونه ولا يخشون أحدا إلا الله، ولأن المجتهد يعلم حقيقة الاجتهاد في البيان عن الله ووراثة  النبوة، فإنه يُحجم لهول الموقف بين يدي الله تعالى خائفا من الخطأ، لذلك جرأه الله تعالى على الاجتهاد، بأن جعل له أجرا إذا أخطأ، وعفا عنه مع الرضا إن لم يصب الحق، ولولا ذلك لأحجم المجتهد التقي وما أقدم، لما يعرفه من خطر هذه الرتبة، في التوقيع عن رب العالمين، ووراثة خير المرسلين.

2-توعَّد الله الجاهل حتى يُحجِم:

أما الجاهل فحقُه السؤال وليس الاعتراض، وجاءه الوعيد من الله تعالى على القول على الله بغير علم، وأوجب على الجهال أن يسألوا العلماء، وفي هذا الزمن اعتقد الجمهور أن الاجتهاد جزء من الحرية وتحقيق الذات وتنمية الشخصية في دورات التنمية البشرية، من أجل الشعور بمتعة الترجيح، واختراع قناعات دينية تتناسب مع مستوى التفكير الضحل الذي يعترض به الجاهل على أئمة الاجتهاد، ويزعم أنهم خالفوا أدلة الشريعة، وقلَب العامي قوله تعالى (فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ) إلى أن يسأل العامي العلماء ليتأكد أنهم لا يعلمون، وصار الذي حقه السؤال مِن حقه الاعتراض، ظنا منه أنه يدور مع الدليل في زمن المتشابه والدليل الدوار  مع الجميع، وذلك في حالة من إشباع العاطفة وفقر المعرفة، حقا ولدت الأمة ربتها.

كلمات مفتاحية: اللامذهبية، العدمية الدينية، أصول الاجتهاد، الاجتهاد والتقليد، الفكر الديني المعاصر، مذهب الدليل، مذهب القول الراجح.

الطريق إلى السنة إجباري

الكسر في الأصول لا يَنْجبِر

عبد ربه وأسير ذنبه

أ.د وليد مصطفى شاويش

عَمَّان الرباط

9-شوال-1445

18-4-2024

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to top