(الفتاوى الفراغية) هل نحن آثمون بسبب غزة  

(الفتاوى الفراغية)

هل نحن آثمون بسبب غزة  

1-يجب بيان فرض العين حسب العلم والاستطاعة أولا:

هذا سؤال نجد الإجابتين عليه، قسم يفتي بأننا آثمون وخذلنا غزة، وقسم يفتي بنقيضه، والسبب أن الفتوى بأننا آثمون أم لا ،خالية من أي مضمون يجب القيام به على أرض الواقع، فهي أقرب للإعلام منها إلى لدين، لأن تقرير الإثم على العبد يكون بتركه فرضا عينيا عليه مع القدرة على أدائه دون مانع، لأن شرط التكليف بالفرض العيني القدرة عليه والعلم به، ولم تناقش الفتوى الفراغية شرط الاستطاعة وتعيين فرض العين بحسبها، فالاستطاعة مختلفة من رئيس دولة ووزير ها إلى أفراد المجتمع، أو إعلاميين وأساتذة جامعيين وطلاب إلخ، ولكن الفتوى الفراغية تستنزف المجتمع بلا نتيجة.

2-العجن بلا طحين:

 فإذا لم يُعيِّن المتصدِّر للفتوى فرض العين لكل من المكلفين بحسب ما يقدر عليه المكلف، فهذا يعني ارتفاع العلم بالتكليف الواجب، وماذا يعمل المكلف بحسب الوسع والطاقة، وإن التكليف بلا علم كالتكليف بالرسالة قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم فهو مستحيل، وعلى فرَض صحَّت الفتوى بشروطها، فإن من يفتي بالإثم، يجب عليه أن يُعيِّن الـمَخرَج من ذلك الإثم لمن وقع فيه، ولكن يبدو أن  التدين التواصلي يعجن الماء بلا طحين في فتوى فراغية خالية من التكليف وشروطه.

3-الخلل في فرض العين يوجب الانحياز  إلى القواعد العامة وفروض الكفايات:

وعلى فرض أن المفتي رأى اختلالا في تطبيق المكلَّفين ما تعين عليهم نحو غزة مثلا، فإن المفتي لا يتحول إلى التحريض واللعن وقوى شد بين النقيضين، بل يحث على الامتثال لفرض العين، والتذكير به على أصل الأمر  بالمعروف والنهي عن المنكر، وعليه أن ينزحَ إلى القواعد الكلية لحمياتها والمجتمع من التفكيك ، لأن فروض الكفايات هي عمود بقاء المجتمع، ولولا تلك الفروض لتعَسَّر قيام فرض العين أو تعذر ، وهكذا تقام الأمم على أصول وقواعد خطاب التكليف وليس على الفتاوى الفراغية لإثراء خطاب السعادة في التدين التواصلي .

*أصول الإفتاء، شروط التكليف، فرض الكفاية، فرض العين، فقه العمران، الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، المعارضة، الموالاة، التكليف بما لا يطاق

الطريق إلى السنة إجباري

الكسر في الأصول لا يَنْجبِر

عبد ربه وأسير ذنبه

أ.د وليد مصطفى شاويش

عَمَّان الرباط

25-شوال-1445

4-5-2024

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to top