ذو القَرْنين  نموذجا للقانون الدولي (مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ)

ذو القَرْنين  نموذجا للقانون الدولي

(مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ)

1-لماذا نقرأ الكهف كل جمعة:

سورة الكهف تقرأ كل جمعة لما فيها من قصة الهداية في مواجهة الفتنة، فكما ذكرت قصة المؤمنين المستضعفين في وجه الحكم الظالم يبطش بالمؤمنين، وكان مسلك الهداية للمستضعفين هو  تحييد الصراع للحفاظ على ضروري النفس والدين، وفي هذه المقالة، أبين  الهداية في حالة العكس وهي نموذج الهداية في الدولة القوية  لحماية الضعفاء، ونقرأ هذه السورة كل جمعة في هذه الظروف التي يعاني فيها المسلمون من حرب إبادة في غزة، تقوم بها الدولة الاستعمارية المحمَّلة بشحنة فلسفية سامة، تستبيح الإنسان والجغرافيا، وتعتقد أن الأخلاق ليس لها مكان في السياسة، بسبب ثنائية القطيعة بين المبادئ والمصالح، والقوة والأخلاق في تلك الفلسفة.

2-القوة من أجل حماية الضعفاء:

والقرآن الكريم يضرب مثلا لسياسة الجمع بين المبدأ والمصلحة، والقوة والأخلاق،  في حماية الضعفاء الذين لا ستر  يقيهم تحت السماء،  ولا يفقهون قولا، ويعرضون   خَرْجا على ذي القرنين لبناء سد يحميهم من جرائم يأجوج ومأجوج وعدوانهم، فأبى ذو القرنين الأجرة، وبنى السد شكرا  لنعمة الله تعالى عليه من القوة والمال، وشُكر النعمة يعني جَعْل النعمة فيما خُلقَت من أجله، فنعمة القوة لحماية الضعيف، والمال لسد حاجة الفقير، والعلم في نفع الجاهل، وهكذا هي سياسة الشريعة .

3-احتلال السد لأنه يُستخدم في تخصيب اليورانيوم:

حطَّم ذو القرنين  قيم الحداثة الرأسمالية التي تعتقد أن ذي القرنين هدم قواعد سياستهم الدنيوية وأن فعله لا يحقق مكاسب سريعة ومؤقتة، وأنه تفويت الفرصة الذهبية في اقتسام طعام الفقراء وسلْب أموالهم، لأن في دولة الحداثة الرأسمالية  كان يمكن في سياسة إعادة البناء الرأسمالي نهب مال الذين لا ستر  لهم ، وإغراق الذين لا يفقهون قولا  في الديون لفتح مشاريع تمكين المرأة، وحماية حقوق الطفل، وتحويلهم رقيقا لصندوق النقد الدولي، ثم احتلال السَّد لأنه يُستخدَم لتخصيب اليورانيوم.

*القانون الدولي الإنساني، العلوم السياسية، البراغماتية، المصلحة والمبدأ، أخلاق الحرب، سورة الكهف، الحرب على غزة.

الطريق إلى السنة إجباري

الكسر في الأصول لا يَنْجبِر

عبد ربه وأسير ذنبه

أ.د وليد مصطفى شاويش

عَمَّان الرباط

27-شوال-1445

6-5-2024

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to top