لا خوف على الدين من مركز  تكوين وإنما الخوف …  

 

لا خوف على الدين من مركز  تكوين وإنما الخوف …  

1-الخطر على الشريعة من المتخشعين بالقرآن والمتنمسين بالعبادة:

يتوهم بعض الناس أن تبديل الدين يكون من خارجه، وأن اللادينيين قادرون على تحريف الدين، والمتأمل في تحريف الأديان يجد أن تحريفها كان على يد الأحبار والرهبان الذين توعدهم الله تعالى في آية واحدة بالويل ثلاث مرات، فقال فيهم: ( فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَٰذَا مِنْ عِندِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا ۖ فَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا يَكْسِبُونَ)، والمتابع للتاريخ الإسلامي يجد أن الضلالات جاءت على لسان المتخشعين بالقرآن والمتَنَمِّسين بالعبادة، ولم يُرصد أي تحريف من السكارى والمثقفين الهمل، وجاء التوكيد النبوي بين يدي الساعة أن انقلاب الشريعة من داخلها، وأن الشريعة الأصل سيولد منها الشريعة الرَّبة التي تشبه الشريعة الأصل، فهي من نفس خيوط الكتاب والسنة وأقوال الصحابة، لكنها ستكون نَسجا مختلفا وقوي التشابه مع الشريعة الأصل، في صناعة الزيف المقدس وانتفاخات التدين في مرحلة رؤية المعروف منكرا والمنكر معروفا، ثم الأمر بالمنكر والنهي عن المعروف.

2-إعادة النظر في النص ونقد التراث :

فسكارى مركز تكوين الفكر العربي لا يرقَون المنابر  لهدم الشهادتين لجمهور المسلمين، والحكم بنجاة الكافرين الذين بلغتهم الدعوة صحيحة، ولا يبكون في صلاة التراويح ثم يشككون في الإجماعات والمذاهب السنية والناسخ والمنسوخ والصحيحين وما مضى عليها عمل الأمة، ولا يتلون القرآن غضا طريا ثم يميلون على المسلمين بالسيف، والقاتل يقول الله أكبر  والمقتول يقول لا إله إلا الله، كما أن مركز تكوين لن يفلح في إبطال عبادات المسلمين بالفتاوى الشاذة، ولا صناعة الحيل  الربوية للصيد يوم السبت في البيوع، وصناعة الصدام بين الجهاد وولي الأمر، فهذه التحريفات تأتيك مع الصوت الندي بالقرآن والتشدد في الزِّي الإسلامي.

3-الاتفاق في المنهج :

 إن إعادة النظر في النص الديني وتجاوز التراث والحركة العنيفة هي قدر مشترك بين الفكر الديني المتخشع بالقرآن وبين المثقفين الهمل في مركز تكوين، ولكن الخطر الأكبر جاء مِن قبل المتخشعين بالقرآن والمتأوهين بالعبادة من أرباب خطاب السعادة وهدم خطاب التكليف بالفتاوى الشاذة، وبذلك تشهد نصوص الكتاب والسنة وحقائق التاريخ، فإنكار حد الرجم وأحاديث الصحيحين مرفوض إذا جاء من مركز  تكوين، ولكنه وجهة نظر جديرة بالاحترام إذا سمعته على إذاعات القرآن الكريم، ومِنْ مأمَنِه يُؤتى الحذِر، حقا ولَدَت الأمة ربتها.

*تجديد الفكر الديني، مركز تكوين الفكر العربي، تجديد الخطاب الديني، قراءة النص الديني، الإسلام والحداثة.

الطريق إلى السنة إجباري

الكسر في الأصول لا يَنْجبِر

عبد ربه وأسير ذنبه

أ.د وليد مصطفى شاويش

عَمَّان الرباط

1-ذي القعدة-1445

9-5-2024

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to top