هل نحن في مرحلة تجاوز  التجاوز

هل نحن في مرحلة تجاوز  التجاوز

1-حيلة التجديد الديني لصناعة التجاوز:

بينتُ كثيرا أن جوهر الحداثة هو  إعادة قراءة النص الديني وتجاوز التراث، الذي هو عندنا المذاهب المتبوعة، التي مضى عليها عمل الأمة، التي قُذفَت بالغيب من مكان بعيد بأنها جامدة، ولكن في الواقع كان إعادة تدوير الحداثة داخل الإسلام، وإحياء العنف الديني في قتال الردة بين الفرقة الناجية والطائفة المنصورة داخل البيت السني، وتكفير المجتمع السني بالجملة في الحاكمية والولاء والبراء وعبادة القبور ، وقلب السنن إلى بدع والبدع إلى سنن، وعزل المجتمع السني عن مذاهبه المتبوعة، في ضوضاء  الصراخ بالتجديد، والتجديد بالصراخ، ورؤية المعروف منكرا والمنكر معروفا، ناهيك عن ظاهرة الدعاة الجدد القائمين بخطاب السعادة والأشواق الروحية، في صناعة سذاجة التدين وضحالة المعرفة.

2-ثم تجاوز التجاوز:

انتقلنا إلى مرحلة جديدة، ألا وهي مرحلة تجاوز التجاوز ، فلا مانع منها بعد التشكيك في الإجماع وسفسطة الحالة الدينية، ويبدو أن مرحلة تجاوز التجاوز هي الحداثة الصريحة التي كانت مبطنة في مرحلة التجاوز، حيث  دخل المسلمون في اللاأدرية في الشهادتين، وتأجيل الحكم في ضروريات أصول الدين إلى اليوم الأخير، بسبب تناقض ظاهر ة تكفير المسلمين مع الحكم بنجاة الكافرين، وزعْم فناء النار، واتساع الفجوة عن المذاهب المتبوعة، وإعادة النظر في أحكام قطعية كالميراث والقوامة، إلى أن صار الطلاق بيد الزوجة وانحسر من جهة الزوج، وهي مرحلة الرجل المرأة  والمرأة الرجل، فهل نحن فعلا في مرحلة تجاوز التجاوز؟!

*الإسلام والحداثة، التجديد الديني، تنقية الثراث، المساواة بين الرجل والمرأة، اللامذهبية، السوفسطائية، اللاأدرية، تجاوز التراث، الغلو في التكفير، الغلو في البدعة

الطريق إلى السنة إجباري

الكسر في الأصول لا يَنْجبِر

عبد ربه وأسير ذنبه

أ.د وليد مصطفى شاويش

عَمَّان الرباط

24-شوال-1445

3-5-2024

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to top