وحشية الفكر الفلسفي الأوروبي (غزة نموذج تطبيقي)

وحشية الفكر الفلسفي الأوروبي

(غزة نموذج تطبيقي)

1-حقوق الشجرة أولا:

-ربما يظن المرء أن موقف الغرب من حقوق الإنسان يتعارض مع حرب الإبادة على غزة، وقد يظن المرء بأن تدمير  غزة وأهلها يتناقض مع حقوق الشجرة والبكاء على حقوق الأسد الجائع في حديقة الحيوان في إحدى المستعمرات السابقة!

-وفي الحقيقة هذا لا يتناقض مع الفلسفة العميقة التي تضع القوانين وتحكم مناهج البحث الغربية التي تعتقد أن السلوك البشري لا يختلف عن التفاعل الكيماوي في وحشية الأسد ودماغ الإنسان على حد سواء، لأن تصرفاتهما ليست إلا استجابة قهرية للجينات وكيمياء الدماغ والبيئة المحيطة، فالإنسان في تلك الفلسفة ليس سوى طفرة جينية متطورة في عالم البهائم حسب الداروينية، ولا يختلف عن الشجرة والبهيمة في أن لكل منهما حقوقا طبيعية، وأن قاعدة السلوك واحدة هي جبرية الطبيعة، وكيمياء الدماغ، والحرب على غزة جزء من تلك الجبرية الطبيعية.

2-تشابهت البقرة بالشجرة والإنسان بالقرد:

تأكيدا لذلك فإن  حزب الخضر في ألمانيا  أيَّد حرب الإبادة على غزة، وتعليق المساعدات لها، مع رفع شعار  العناية بالشجرة وتمكين المرأة الغارقة في دماء غزة وتئن تحت الركام، لكن يبدو أن حزب (أبو شجرة)  تشابهت عليه بالبقرة في بني إسرائيل الصفراء بالمرأة، وسلَفِه القرد بالإنسان، فالكل من سلالة الطبيعة والسلف الإنساني  المشترك-بزعمهم- في القرد، وعبيد كيمياء الدماغ،فانحاز الحزب إلى الشجرة ضد الإنسان، وأصحاب البقرة الصفراء ضد فلسطين، هذه هي البشرية التائهة في معبد الطبيعة، وسيرك القرد المشترك.

3-من يصنع الأصنام لا يعبدها:

وإن المسلمين اليوم يدفعون ثمن تخليهم عن واجبهم الشرعي في تفكيك فلسفة حزب البقرة الصفراء الشعبي الديمقراطي، وإنقاذ الإنسانية من سيرك القرد المشترك، ووهم المسلمون أن الإنسان العربي يتساوى مع حقوق السوبرمان الأوروبي، الذي يضع القوانين ولا يلتزم بها، ولم يعلم العربي أن  مَن يصنع الأصنام لا يعبدها، ومَن صدَّق حكايات أشعب يستحق أن يتسلط عليه  السوبرمان الغربي، ولا عزاء لحزب جُحْر الضَّب القابعين في حذاء التقدم حذو القذة بالقذة، خلف هذه الفلسفة السامة للإنسان، فسبحان القائل (مَن يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلَا يَجِدْ لَهُ مِن دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا).

الطريق إلى السنة إجباري

الكسر في الأصول لا يَنْجبِر

عبد ربه وأسير ذنبه

أ.د وليد مصطفى شاويش

عَمان الرباط

3-شوال-1445

12-4-2024

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to top