1-إن الفرح والحزن والحب والكره هي أوصاف جبلية كالشعور بالجوع والعطش وليست أفعالا اختيارية، فلا يكلف المسلم برفع هذه الأوصاف الجبلية فتقول للناس في العزاء عليك الشعور بالفرح، لأنه يوم عيد، لأن هذا يعني إبادة الجبلة البشرية واقتلاع عواطفها، وهذا النمط من التدين الزائف، في إنكار الجبلة هو السبب في هجران الدين المزيف، وانقلاب البشرية إلى حالة اللادين، بسبب حرمان الجبلة البشرية من طبيعتها.
2-والشريعة لم تكلف بالفرح ولا بالحزن، بل تعزي بالمتوفى ولو كان يوم عيد، لكن الشريعة تأمر في نطاق الفعل وليس الجبلة، لأن الفعل هو محل التكليف بلبس الجديد والتعطر ما أمكن، وإظهار الصلاة والسعادة في العيد، دون التكليف بالفرح في محل الحزن، لأن ذلك كمن ينثر السكر على الموت، وهذا التكليف الشرعي بالفعل وهو إظهار الفرح، هو رافع للقلب من أحزانه وإعادة انتشال القلوب الحزينة من اليأس إلى الحياة الطبيعية، وإزالة آثار الأحزان، ويتفق مع قصد الشارع في تحديد أيام الحداد والعزاء، وهذا التكليف بالفعل لا يناقض أحزان القلب، بل هو مساعد للقلب على النسيان، من هنا يرتفع الجدل حول الفرح في العيد تضامنا مع غزة أم لا، وتتضح السبيل والمحجة البيضاء، والحمد لله.