لعبة اللغة في الحرب على غزة

يلوون ألسنتهم بالكتاب وبالسياسة أيضا

1-لم تعد اللغة وسيلة تواصل فقط، بل هي وسيلة لتحقيق مكاسب خاصة في الفكر والسياسة، ولعل الذين يحرفون الكلم عن موضعه استطاعوا  أن يتلاعبوا باللغة في الفكر والإعلام، حيث أطلقوا على أسراهم في غزة الرهائن والمختطفين، لتصوير  الضحية بأنه ارتكب فعلا جنائيا وهو  اختطاف رهائن وإبعاد صفة حق شعبنا المظلوم في دفع الظلم عن نفسه، مع أن الوصف الحقيقي لأولئك هو أسرى وليس رهائن، وأن شعبنا المرابط على أرض المقدسات ليس جماعات بشرية كما يزعم الاحتلال، فهو شعب له حقه عن نفسه أصالة وعن المسلمين بالوكالة في حماية المقدسات، وكل من يسمى بالمعتلقين في سجون العدو  ممن تصدوا للاحتلال ليسوا معتقلين لعدم شرعية الاحتلال، وإنما هم أسرى  حرب وتسميتهم بالمعتقلين خيانة للحق والأمة.

2-إذن الحق أن جنود العدو أسرى في يد شعب مسلم يعاني من جرائم الاحتلال قرنا من الزمان، وأن من الباطل تسمية الأسرى بالرهائن وهو تلاعب لغوي لتوجيه تهمة جنائية لشعبنا في قضية سياسية، ولا يجوز طمس الفرق بين الجنائي والسياسي، ولبس الحق بالباطل..

3-و بقي أن نقول إن هناك فريقا ثالثا من الذين تخلَّوا عن مسؤولية الحقيقة، وهم الذين يسمُّون الأسرى تسمية المحتجَزين، وهي تسمية رمادية موارِبة لتحقيق مكاسب أيضا بإعفاء أنفسهم من مسؤولية الحقيقة،  وهم يرقصون كالقرود على حبال العدو  مرة وحبال الأمة مرة أخرى، ولسان حالهم يقول (فَإِن كَانَ لَكُمْ فَتْحٌ مِّنَ اللَّهِ قَالُوا أَلَمْ نَكُن مَّعَكُمْ وَإِن كَانَ لِلْكَافِرِينَ نَصِيبٌ قَالُوا أَلَمْ نَسْتَحْوِذْ عَلَيْكُمْ وَنَمْنَعْكُم مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ) ومع ذلك ما زال الذين يلوون ألسنتهم بالكتاب يلوون ألسنتهم بالإعلام أيضا، لتحسبوه من الجنائي وما هو من الجنائي، بل هو من السياسي.

التداولية، لعبة اللغة، الإعلام واللغة، اللغة والسياسة، أسرى الحرب

الطريق إلى السنة إجباري

الكسر في الأصول لا يَنْجبِر

عبد ربه وأسير ذنبه

أ.د وليد مصطفى شاويش

عَمَّان الرباط

16-شوال-1445

25-4-2024

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to top