سياسة (فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ) (إِنَّهُمْ إِن يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمْ أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِي مِلَّتِهِمْ وَلَن تُفْلِحُوا إِذًا أَبَدًا )

سياسة (فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ)

(إِنَّهُمْ إِن يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمْ أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِي مِلَّتِهِمْ وَلَن تُفْلِحُوا إِذًا أَبَدًا )

1-وجوب تحييد الصراع لحفظ الضروريات:

إن مقاصد الشريعة مبثوثة في كل مِلة، فهي من أصول الدين، وإن فتية الكهف يؤكدون ذلك في هداية الله لهم في تحييد الصراع مع العدو، والنجاة من عواقبه الوخيمة على الدين (أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِي مِلَّتِهِمْ) وهو فوات الدِّين، و(إن يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمْ) في فوات النفس، لأنه إذا فاتت النفس لم يَبقَ من يعبد الله وهو فوات الدين، وإذا فات الدين لم يَبْقَ صلاحٌ في الدنيا ولا نجاةٌ في الآخرة، فوفقَّهم الله لرعاية ضروري النفس والدين معا في سياسة (فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ) وتحييد الصراع، فهذا من زيادة الهدى فيهم في قوله تعالى (إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى).

2-عموم خطاب فتية أهل الكهف:

لذا يجب على الأمة أن يكون أسمى ما لديها هو حفظُ دِين المؤمنين ونفوسِهم المعصومة، وهذه هي  الهداية التي وفق الله لها أهل الكهف وامْتدَحهم بها، ومدحُهم بذلك دليل وجوبه علينا وعمومه فينا، قال في المر اقي: (وما أتى للمدح أو للذم*** يُعمُّ عند جُل أهل العلم) وهو مذهب إمامنا مالك رضي الله عنه.

3-الضروريات هي محدِّدات السياسة الشرعية:

وعليه؛ فلايجوز  إيرادُ المسلمين المهالك بحجة أننا جميعا مشاريع شهادة، ولا تركُ بناء الملاجئ بذريعة التوكل على الله وأن قتلانا في الجنة وقتلاهم في النار، وعلى واضعِ السياسة ومنفذِّها أن يجعل من حفظ الدين وحفظ النفس من ضروريات السياسة المتعبّد بها لله في قِبْلة المصالح الشرعية، وأن حقن دماء المسلمين أحبُّ إلى الله من سَفْك دماء الكافرين، ويجب العلم بأن الأمة هي كهف المؤمنين الذي يأوي إليه المسلمون، والأمة هي الوَحدة في الأقوال الدينية ولو تناءت الديار وتباعدت الأقطار، وهم أهل السنة والجماعة في مذاهبهم المتبوعة.

***مقاصد الشريعة في الحرب، وقف الحرب على غزة، السياسة الشرعية، أهل السنة والجماعة، حفظ الدين، حفظ النفس، نظام الحكم في الإسلام، إدارة الأزمات

الطريق إلى السنة إجباري

الكسر في الأصول لا يَنْجبِر

عبد ربه وأسير ذنبه

أ.د وليد مصطفى شاويش

عَمَّان الرباط

20-شوال-1445

29-4-2024

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to top