أثبت الكتاب العزيز أن العرب في جاهليتهم يعتقدون بوجود رب (وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ) فهو إقرار بوجود إله هو الله ، وفي الوقت نفسه اتخذوا مع الله شركاء في الربوبية سماهم الله أربابا في التدبير والملك والقدرة والإراده، وهي أخص صفات الربوبية، فقال تعالى: (وَلَا يَأْمُرَكُمْ أَن تَتَّخِذُواْ ٱلْمَلَٰٓئِكَةَ وَٱلنَّبِيّيِنَ أَرْبَابًا ۗ أَيَأْمُرُكُم بِٱلْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنتُم مُّسْلِمُونَ) فنهاهم عن اتخاذ الأرباب مع الله، مما يعني بطلان دعوى الـحَجْر على النبوة بأنه صلى الله عليه وسلم لم يُبعث بتوحيد الربوبية، وإن الزاعِمِين بأن المشركين موحدون بالربوبية مع أنهم اتخذوا مع الله أربابا، يحتاجون إلى تأويل باطني مُكَعَّب لإثبات دعواهم.