خطر مذهب العدم التاريخي على السنة اللحن بالقول في الترك النبوي

1-تكرر التوضيح على التمييز بين أنواع الترك:

لقد نبهت كثيرا على الفرق بين العدم المحض والعدم الاعتباري، والترك المقصود مع الترك غير المقصود وإن فريقا ما زالوا يلوون ألسنتهم بالترك غير المقصود لتحسبوه من الترك المقصود، ويقولون عن العدم المحض إنه من السنة وما هو من السنة، لأن ترسانة من الغلو في تبديع المسلمين، مبناها على عدمٍ محض وتركٍ غير مقصود، ويخشى اللاحنون بالترك من انهيار بنيان البدع الذي بنَوا ريبة، وفرقوا بها بين المصلين في المساجد. 

2-إقحام العدم وإلغاء السنة:

وقد أقحموا عدم التاريخ على السنة وجعلوه سنة، بذريعة الترك حجة بزعمهم، وهو لحن من القول محتمل للترك الذي هو فعل، والترك الذي هو عدم محض، أما عمومات الشريعة وأقيستها فجعلوها عدما ، وصيروا العدم دليلا والدليل عدما، وقلبوا الشريعة، وصارت السنة بدعة والبدعة سنة.

3-الطلب ما زال قائما:

لقد طلبت من غلاة التبديع  أن يأتوا بشخص يُبيِّن المقتضي لرسول الله صلى الله عليه وسلم  حسب مقولة أصحاب العدم التاريخي: إذا قام المقتضي لرسول الله ولم يفعل مع إمكان الفعل ولم يقم مانع فهو  بدعة، فلم يأتني أحد بالجواب لكنني أتيتهم به، وهو الذي قال للنبي صلى الله عليه وسلم  الله: اعدل فإنك لم تعدل، ولم أجد إلا هذا، فهذا هو الذي عين المقتضي لرسول الله صلى الله عليه وسلم.

4-لم يغمزوا ولكن المقولة تغمز من النبوة:

  لقد شرحت هذه المقولة التي لا أصل لها في الأصول وأنه لا يوجد أحد من بني آدم يبين المقتضي لرسول الله، فكيف ببقية المقولة التي تغمز في النبي الذي ترك المقتضي الذي يحدده غلاة التفسيق والتبديع، الذين فرقوا دين أهل السنة، وأصبحت مساجدهم تعِجُّ بالبدع والضلالة، ومن علامات البدعة الفرقة، ومن علامات السنة الجماعة.

5-الفروع محنة للأصول (مثال تطبيقي):

لذلك سأحيل على مثال تطبيقي على هدم عمومات الشريعة بعدم التاريخ لأبين خطورة منهج العدم التاريخي على السنة تسهيلا على من أراد معرفة خطورة  طمْس الفرق بين العدم المحض والعدم الاعتباري، والترك المقصود وغير المقصود، وأنه يحشد أقوال السلف في العدم الاعتباري والترك المقصود للشارع، ليبرر لترسانته المشؤومة في تبديع المسلمين على طريقتهم في العدم المحض والترك غير المقصود، الذي حول الأمة من أهل السنة والجماعة إلى أهل البدعة والضلالة، فالأمة أصدق من الذين يلحنون بالعدم المحض ولا يميزون بين العدم المحض والعدم الاعتباري، ومن جَرَّح الأمة فهو أولى بالجرح.

–هذا مثال تطبيقي على خطر الغلو في البدعة وأنها تميت سنة وأن العدم المحض يلغي أدلة الشريعة، وأن تفسير العدم التاريخي للشريعة لا علاقة له بترك النبي صلى الله عليه وسلم  الذي هو فعل وليس عدما

حوار مع أخي (16)الغلُو في إقحام البدعة على العادات التبديع بالسلام والمصافحة بعد الصلاة

الكسر في الأصول لا ينجبر

عبد ربه وأسير ذنبه

أ.د وليد مصطفى شاويش

عَمان الرباط

8  -جمادى الأولى-1443

13-12-2021