(وليس الدخان كالسُّكَّر )

1-تمهيد:

ذكرت أمثلة على الحرام باعتبار الفعل بصرف النظر عن شخص المكلف مثل تحريم التدخين والقمار والربا، وهذه حرام  وألغى الشارع اعتبار مصلحتها، وعلق التحريم بالفعل بصرف النظر عن شخص المكلف، ونسمع أحيانا بأن الدخان في ضرر كالسكر ، ومن أباح السكَّر للمريض فعليه إباحة الدخان، فالضرر حاصل بكليهما، وأقول: ليس الدخان كالسكر.

2-التحريم باعتبار المآل مختلف عن الدخان:

أما تحريم المباح باعتبار المآل، فقد يختلف باختلاف المكلفين، ولنأخذ مثالا مريض السكر، فإن السكر حاجة طبيعية للجسم ولذلك هو ضرورة، ولكن بمقدار، وكذلك البروتين في اللحوم، وإنما يحرم على المكلف منها ما كان يبلغ به الضرر، وهذا لا يستقر على نمط واحد في جميع المكلفين كتحريم القمار والتدخين وغيرها، فراعى الشارع شخص المكلف، ويختلف الحكم في تناول السكر والدهون من حيث الضرر باختلاف المكلفين.

3-خطيئة  قياس الدخان على السكر:

فإذا علمت ذلك فإن قياس ضحايا التدخين الذين أدخلوا التدخين المحرم على أنفسهم باختيارهم مختلف عن المرض الذي لا اختيار فيه من الملكف، كما أن السكر والدهون حاجات للجسد، لا بد منها، خلافا لمبيدات الحشرات في الدخان، وإن مَن جعل الدخان المحرم باعتبار الفعل كالسكَّر باعتبار شخص المكلف، فقد خلط بين متفرقين، ونقول ليس الطريق من هنالك.

حكم التدخين شرعا على الفعل أم على شخص المكلف

الطريق إلى السنة إجباري

الكسر في الأصول لا ينجبر

أ.د وليد مصطفى شاويش

 عبد ربه وأسير ذنبه

11 -رمضان -1441

4 -5 -2020

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to top