إذا سلَبَك الأسباب فإنه يريدك أن لا تلْتفِتَ إليها (غزة نموذجا)

1-يشعر بعض الناس بالإحباط لما يحدث من عدوان على غزة الصامدة، وذلك الإحباط لأن صاحبه أنهكه العجز عن الحيلة والوسيلة لنصرة إخوانه فضرب كفا على كف، ودخل في اليأس لفقدانه السبيل، ورؤيته صيال العدو بلا حسيب ورادع، فتحولت الإرادة إلى إحباط ويأس، وإذا توفرت له الأسباب بعد اليأس كانت سلاحا في يد يائس بائس فقد الثقة بربه، أو انفلت من عقاله يخبط خبط عشواء، ولم يذهب هذا العبد لربه اختيارا بل بقي مقهورا تحت الأسباب، فهذا هو عبد الأسباب، يلعب به أصحاب الأسباب من الشيعة الباطنية والقوى الغربية بحكم أنه عبد الأسباب، وهذا هو الذي يأتي لربه قهرا واضطرارا لا رضا واختيارا .

2-أما المؤمن الذي انتزع الله الأسباب من بين يده، ليتجه العبد الفقير إلى ربه بالكُلِّية، وأن الله هو الخالق المعطي الأسباب المانعُ منها،  وأن ما في يد  يهود والغرب والشيعة الباطنية من الأسباب إنما هي من الله المعطي والمانع، ليكونوا خدَمًا لقدر الله تعالى، عندئذ يقف المؤمن على قدم العبادة  يتأوَّهُ في صلاته يراوح بين جبهته وقدميه تحت الإذن الإلهي رضا اختيارا، حتى صار قلبه حرا من طغيان الأسباب، صالحا لأن يؤتيه الله الأسباب، ليقوم بها خير قيام، ويتوكل على الله لا على الأسباب التي يلهو بها المشروع الشيعي الباطني أو الغربي المتَهوِّد، وهذا لا يهزمه سببٌ على هذه الأرض، لأنه عبدُ الله وليس عبدَ الأسباب، وهذا هو غاية التوحيد.

الطريق إلى السنة إجباري

الكسر في الأصول لا يَنْجبِر

عبد ربه وأسير ذنبه

أ.د وليد مصطفى شاويش

عَمان الرباط

10 -رجب-1445

21-1-2024

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to top