إن النبوة تابعة لمقتضِي الوحي لا للمقتضي العادي التجريبي أو العقلي، وافتراض وجود المقتضي وهو وحي شرعي، ثم يتركه النبي صلى الله عليه وسلم مع القدرة عليه فهو-حاشاه- تناقض في الوحي، والتباس في مواقع الحلال بالحرام والسنة بالبدعة، وعلى فرض أن المتقضِي عقلي أو عادي فهو باطل أيضا لأن النبي صلى الله عليه وسلم بعث بالشرع لا بالتجريب والعقليات، وإن فلسفة تعيين الإنسان المقتضي للنبوة هو رد الشريعة بالعاديات بحسب الوضع الإنساني، وعلامة ذلك أن هذه المقولة فلسفة تلغي عمومات الشريعة وتقلِبُها إلى بِدَع، وإحلال شريعة وهمية بدلا من الشريعة الأصل بسبب المقتضي المجهول الملتبس الذي أدى إلى الشقاق في الدين، حقا ولدت الأمة ربتها .